وسط تواجد أمني كثيف شيع الآلاف في بلدة الفحيص، شمال غرب عمان اليوم الأربعاء، جثمان الكاتب الصحفي ناهض حتر، الذي قتل يوم الأحد عندما كان يهم بدخول قصر العدل لحضور جلسة محاكمته بسبب رسم كاريكاتوري، اعتبر أنه «يمس الذات الإلهية»، حسبما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
ولف النعش بالعلم الأردني ونقل بسيارة سوداء مليئة بالورود تحمل صورته ونقل أولا إلى منزله في منطقة جبل اللويبدة وسط عمان ثم إلى كنيسة اللاتين في الفحيص، مسقط رأسه، حيث أقيمت صلاة الجنازة.
ووسط عزف فرقة موسيقية والزغاريد نقل جثمان حتر ليوارى الثرى في مقبرة البلدة. وحضر الدفن مسؤولون سابقون يتقدمهم رئيس الوزراء السابق عبد الله النسور.
وحمل المشيعيون أعلاما أردنية، ولافتة كتب عليها «لا للتطرف لا للعنف لا للاغتيال»، ورددوا «لا أمن ولا أمان ناهض قتلوه بعمان»، و«يا ملقي إسمع إسمع، الأردن ما راح يركع»، و«يسقط يسقط الملقي، ويسقط يسقط سلامة حماد».
وكانت عائلة حتر، اتهمت رئيس الوزراء الملقي، ووزير الداخلية حماد، بالتقصير في توفير الحماية لحتر، الذي كان قد تلقى عشرات التهديدات بالقتل وطلب الحماية.
وقبض على القاتل ووجه له مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى الأحد تهم «القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان،والقتل العمد مع سبق الإصرار، وحمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص».
وبحسب قانون العقوبات، تصل عقوبة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار إلى الإعدام شنقا.
ورفضت عائلة حتر استلام جثمانه خلال الأيام الثلاثة الماضية، وكانت تطالب باستقالة رئيس الوزراء ووزير الداخلية.
وقال مصدر مقرب من العائلة، إن «اتفاقا تم بين عائلة حتر والحكومة تقوم الحكومة بمقتضاه بضبط مثيري الفتنة من الذين هددوه وملاحقتهم».
وحذرت السلطات الأردنية أمس الثلاثاء، من أنها ستقوم بملاحقة واعتقال كل من يقوم بإثارة الفتن والنعرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية. وكان حتر الكاتب اليساري المسيحي (56 عاما)، نشر رسما كاريكاتوريا، لم يرسمه، على صفحته على «فيس بوك»، بعنوان، «رب الدواعش»، ما أثار جدلا واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن حتر حذف المنشور من صفحته بعد أن أكد أن الرسم «يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون».