تدعو ألمانيا بريطانيا للقيام بدفعة نهائية كبيرة للاتفاق على صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن تداعيات جائحة كورونا تضرب بالفعل الاقتصادات على كلا الجانبين.
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم الإثنين، إن فيروس كورونا المستجد “جعل الاتفاق أكثر إلحاحًا” لكلا الجانبين، على الرغم من أن فرص الحصول على صفقة تجارية أساسية بحلول نهاية العام تتضاءل يومًا بعد آخر.
وطلب رئيس الوزراء البريطاني ورئيس الاتحاد الأوروبي من كبار مفاوضيهما، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن يجتمعوا ويضغطوا بشكل مكثف لإبرام اتفاق التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل نفاد الموعد النهائي في غضون أسابيع.
وحدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون موعدًا نهائيًا هو 15 أكتوبر /تشرين أول، عندما يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي مرة أخرى في بروكسل، بينما قال التكتل المؤلف من 27 دولة إنه سيكون من الممكن التفاوض حتى نهاية الشهر.
بعد أن غادرت الاتحاد الأوروبي في 31 يناير /كانون ثان، بقيت بريطانيا في فترة انتقالية حتى نهاية العام للتأكد من استمرار تدفق التجارة.
وإذا لم يكن هناك اتفاق تجاري بحلول ذلك الوقت، يخشى كثيرون أن يؤدي الخروج دون اتفاق إلى الإضرار بالاقتصادات على الجانبين وتعريض مئات الآلاف من الوظائف للخطر بسبب عدم اليقين الاقتصادي والتعريفات والروتين.
وستتلقى ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ضربة كبيرة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، مهما كان بدائيًا. أصر الاتحاد الأوروبي على أن أي نكسة اقتصادية ستكون أكبر في بريطانيا.
وقال جونسون مرارًا وتكرارًا إن بريطانيا ستزدهر حتى لو أنهت الفترة الانتقالية دون اتفاق. لكن الاقتصاديين يختلفون في الرأي، قائلين إن الخروج دون اتفاق سيكون بمثابة ضربة قوية، حيث يفرض تعريفات جمركية وحواجز أخرى على التجارة مع الاتحاد الأوروبي الذي يمثل ما يقرب من نصف تجارة المملكة المتحدة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني: “سيظل بابنا مفتوحًا لشراكة وثيقة وطموحة مع بريطانيا العظمى.. هذا هو هدفنا وسيظل كذلك”.
وتوترت المحادثات بسبب قرار بريطانيا الشهر الماضي تقديم مشروع قانون ينتهك اتفاقية الخروج الملزمة قانونا التي أبرمتها مع الكتلة قبل أقل من عام.
والتقى ماس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الاثنين، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه.