تصاعد تداعيات أزمة المبعدين على الساحة السياسية الفلسطينية

كتب ــ أحمد عزت:

يرى البعض أن قضية المبعدين الفلسطينيين أصبحت واحدة من أهم القضايا على الساحة السياسية الفلسطينية الان ، خاصة أن وضعنا في الاعتبار أن لهذه القضية ابعادا استراتيجية هامة أهمها أن للمبعدين تاريخ على الساحة الفلسطينية.

وبقراءة الواقع الفلسطيني ومتابعة تاريخ هذه القضية سنجد أن للمبعدين تاريخا كبيرا، بدءا مع عام 1992 عندما قامت إسرائيل بإبعاد اكثر من 400 فلسطيني إلى جنوب لبنان، واختار المبعدون آنذاك منطقة مرج الزهور لتكون مستقرا لهم قبل أن يعود غالبيتهم من جديد إلى الأراضي الفلسطينية من جديد.

بالاضافة إلى مبعدي كنيسة المهد ممن أبعدتهم إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية في عام 2002 ، وهؤلاء كان عددهم تسعة وثلاثين فلسطينيًا تم ارسال 13 منهم إلى أوروبا أما الباقي فعاش في غزة واستقر بها.

وأخيرا ظهرت قضية المبعدين من جديد عقب اغتيال القيادي الحمساوي مازن الفقهاء، والذي تم اغتياله أخيرا في قطاع غزة ، الامر الذي اثار جدالا اسعا خاصة مع اتهام حركة حماس لاسرائيل بالتورط في اغتياله، وهو ما نفته إسرائيل حتى الان ، بل ويزعم وزير الدفاع الاسرائيلي افيجدور ليبرمان أن الفقهاء اغتيل في عملية تصفية حمساوية داخلية لا دخل لاسرائيل بها.

أزمة المبعدين.. سياسيا

والحاصل فإن أزمة المبعدين “السياسية” كانت محورا لحديث الكثير من الأوساط السياسية الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة، خاصة المبعدين من حركة حماس وعلاقاتهم بعدد من القيادات التنظيمية للحركة، ولعل أبرزها القيادي الفلسطيني صالح العاروري الذي يعتبر الان القائد الأبرز في حركة حماس.

وتتابع الكثير من الصحف سواء الغربية أو الإسرائيلية منظومة هذه العلاقات الحمساوية الداخلية بين العاروري والمبعدين ، خاصة بعد التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية. واستطلعت عدد من الصحف الغربية خلال الفترة الأخيرة آراء عدد من المسؤولين سواء السياسيين أو الاستراتيجيين الفلسطينيين ممن تحدثوا عن هذه القضية.

وتشير مصادر مسؤولة في الحركة إلى “غضب” عدد من المبعدين لرغبتهم في المشاركة في منظومة صنع القرار الفلسطيني، خاصة القرارات ذات الأهمية الواضحة أو المصيرية.

خلافات

المثير للانتباه أن مصادر فلسطينية استطلعت عدد من الصحف آرائها تشير إلى وجود خلاف جذري وحاد بين العاروري من جهة وعدد من المبعدين من جهة أخرى ، وهو الخلاف الذي بات واضحا خلال الفترة الأخيرة.

وبات من الواضح أن هناك ما يمكن وصفه بالهوة أو الخلاف بين الجانبين ، العاروري والمبعدين، بسبب التباين والاختلاف في المواقف السياسية ، وهو الخلاف الذي بات واضحا مع متابعة القرارات الخاصة للعاروري ، والأهم من هذا أيضا ان هناك اقتناعا بأن هذه الخلافات تصل ايضا إلى المعتقلين الفلسطينيين والقيادات الفلسطينية، بحسب ما ذهبت إليه كثير من التحليلات.

تصنيف

والمعروف أن هناك الكثير من أوجه التصنيف الذي تضعه إسرائيل على القيادات الفلسطينية ، ابرزه مثلا القيادات الفلسطينية المهجرة أو اللاجئة في الخارج ، فضلا عن القيادات المتواجدة في السجون ، بالاضافة إلى بروز هذا القطاع الأخيرة الخاص بالقيادات المبعدة أو القيادات التي تعيش بعيدا عن الوطن بسبب إبعاد إسرائيل لها . ومن أبرز القطاعات الان المتواجدة بين هؤلاء المبعدين من تم ابعادهم سواء لعدد من دول العالم سواء لقطاع غزة أو قطر أو تركيا في إطار صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط .

وتوضح مصادر مسؤولة تحدثت إلى صحيفة نيويورك تايمز أخيرا إلى أن عدد من القيادات الحمساوية المبعدة بحسب صفقة شاليط دخلت في أزمة مع قيادة حركة حماس لرغبتها في أن تكون جزء من منظومة صنع القرار . ورصدت المصادر خطابات واحاديث بين هذه القيادات من جهة وبين القيادي الفلسطيني صالح العاروري كشفت عن عمق هذه الأزمة ، الأمر الذي يفسر اهتمام الدوائر الاعلامية سواء الاسرائيلية أو الدولية بهذه القضية.

مصدر مسؤول

ويشير مصدر فلسطيني مسؤول إلى أن القضية بالفعل باتت معقدة للغاية خاصة وأن المبعدين جميعا يعرفون ويدركون أنهم دفعوا بسبب مواقفهم السياسية الكثير وتم ابعادهم عن الوطن بسبب معارضتهم لما تقوم به اسرائيل ، وخطورتهم الأمنية أيضا ، وبالتالي يجب أن يتم اشراكهم في القرار السياسي الفلسطيني ، وهو ما لا يتم للاسف الان .

وأعاد هذا القيادي عدم اشراك المبعدين في القرار الفلسطيني إلى عدة أسباب أبرزها ضعف التنسيق بالاضافة إلى تشرذم القيادات الفلسطينية سواء الحمساوية أو الفتحاوية أيضا بين الداخل والخارج ، وتفرقها بين دول العالم، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه القضية ويزيد من حساسيتها.

المثير للانتباه أن هناك أيضا وبجانب كل هذا اتهامات فلسطينية للعاروري بأنه لا يكترث كثيرا لاوضاع الفلسطينيين سواء في الأراضي المحتلة أو خارجها ، خاصة مع توالي عمليات الاعتقال الاسرائيلية ضد الكثير منهم ، إلا أنه وعلى سبيل المثال لم يصدر اي بيانات خاصة تدين هذه الخطوة، وهو ما يزيد وبعمق هذه الخلافات.

وبالتالي يتضح مدى تعقد هذه القضية ، الأمر الذي بات يطرح نفسه بقوة على الساحة الفلسطينية . وتتصاعد أهمية هذه القضية في ظل التطورات الاقليمية أو الفلسطينية الداخلية الحاصلة الان على الساحة.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]