تترقب الدوائر السياسية في موسكو، مباحثات الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، في موسكو، والتي تركز على مور رئيس وهام يتصل بالتسوية الشاملة في سوريا، وفقا للتحركات الإيجابية التي فرضت نفسها على المشهد السياسي السوري مؤخرا: فتح نوافذ العلاقات مع الدول العربية والتي تصب في صالح عودة سوريا إلى الحضن العربي واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية.
- وفي الأسابيع الأخيرة، توافد المسؤولون العرب إلى سوريا ليس لتقديم الدعم لضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غرب البلاد، وتسبب في مقتل حوالي 6000 شخص، ولكن لإعادة الانخراط وتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
تطبيع العلاقات مع تركيا
والتطور الثاني المرتقب: الحوار وتطبيع العلاقات مع تركيا، وانعكاس ذلك على الأوضاع «غير المستقرة أمنيا وعسكريا» في شمال سوريا.
- ومن الواضح أن روسيا مرتاحة للتطور الإيجابي في المواقف الإقليمية والدولية تجاه سوريا واستعادة دورها المهم في المنطقة
وبينما يؤكد الكرملين، أن مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره السوري بشار الأسد، تتناول سبل تطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، وآفاق التسوية الشاملة في سوريا
بحث آفاق التسوية الشاملة في سوريا
وتؤكد مصادر دبلوماسية روسية، أن زيارة الأسد على رأس وفد وزاري كبير، إلى موسكو، سوف تبحث آفاق التسوية الشاملة في سوريا، حيث تسبق الزيارة ، الاجتماع الرباعي بخصوص سوريا والذي سيضم نواب وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران، يومي 15 و16 مارس/ آذار الحالي في موسكو.
- وهذا الاجتماع سيكون للتمهيد لاجتماع وزراء الخارجية التركي والسوري، والروسي والإيراني، في وقت لاحق.
أهمية زيارة الأسد لموسكو
وترى موسكو، أن هذا المسار يعد الوحيد الذي يعمل حتى الآن في موضوع الأزمة السورية، بهدف التسوية الشاملة في سوريا، وهو الموضوع الرئيس على أجندة الكرملين وتعد له بمباحثات واتصالات مكثفة، ومن هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس السوري لموسكو، في إطار الترتيبات الجارية لوضع حدا للأزمة السورية، وخاصة في مناطق التوتر شمال سوريا، والتي تقع خارج نطاق السلطات السورية.
وفي هذا السياق، تشير الدوائر السياسية في موسكو، إلى مشاركة إيران ـ ولأول مرة ـ في هذا الاجتماع، وهي مشاركة لها مردود ايجابي، حيث تهتم. إيران بتحسين علاقات سوريا مع جيرانها لا سيما مع تركيا وسوف ينعكس الأمر على السلم والاستقرار في المنطقة.
- تركيا وروسيا أعلنتا أنه لا مشكلة لديهما ولا اعتراض على مشاركة إيران بالمحادثات المتعلقة بالملف السوري.
تطبيع العلاقات الرسمية بين أنقرة ودمشق
وفي موسكو، يؤكد الباحث إيغور سوبوتين، انه من المنتظر إجراء مفاوضات بين روسيا وإيران وسوريا وتركيا في موسكو، اليوم وغدا، 15 و 16 مارس/آذار. وسوف تخصص لعملية تطبيع العلاقات الرسمية بين أنقرة ودمشق، التي انطلقت نهاية العام الماضي. وتتضمن الأجندة موضوعات مثل مشكلة الوحدات الكردية العاملة في شمال شرقي سوريا ومصير العملية السياسية.
- وقد لاحظ الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، غريغوري لوكيانوف، ظهور ظروف مواتية لتذليل بعض الاختلافات، أو التغلب على الأقل على عدم رغبة الأطراف في التفاوض.
تأثير غير مباشر للتوافق السعودي الإيراني
ويرى « لوكيانوف» أن الوضع السياسي والاقتصادي العالمي يساهم كثيرا في ذلك. ومن ناحية أخرى، تساعد التوجهات الإقليمية الجديدة في ذلك. يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الوضع الداخلي في بلدان معينة يلعب دورا مهما أيضا. فالانتخابات قادمة في تركيا.
وأضاف لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية : إن الصفقة الإيرانية السعودية، التي أبرمت مؤخرًا بوساطة صينية، تدفع بالعملية نحو حوار شامل وعلني حول سوريا أيضًا. وهذا التأثير، على الرغم من كونه غير مباشر، فهو بين العوامل المهمة.
