تطبيقا لـ«صفقة القرن».. الاستيطان يلتهم مدينة سلفيت بالضفة الغربية
تعيش مدينة سلفيت بالضفة الغربية ببلداتها وقراها، والتي تشتهر “بمدينة الزيتون”، معاناة شديدة وحالة من التمزق بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وأهمها تصاعد وتيرة الاستيطان وجدار العزل العنصري، والتلوث البيئي الناتج عن مخلفات المستوطنات، خاصة المناطق الصناعية، وسرقة آلاف الدونمات الزراعية، ومصادر المياه الجوفية، وطمس معالمها التاريخية والدينية.
إذ بدأ بلدوزر الاستيطان بأكل أرض سلفيت منذ عام 1975م، وذلك بإقامة العديد من البؤر الاستيطانية الصغيرة، التي سرعان ما تضخمت وتوسعت في أراضي الفلسطينيين وهيمنت على مساحات واسعة من الأراضي، وضمتها لحدود المستوطنات، بأوامر عسكرية إسرائيلية وذرائع وحجج أمنية مختلفة.
الاستيطان يلتهم 75%
وهذا الأسبوع جرفت آليات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين لصالح التوسع الاستيطاني في سلفيت، وذلك وفق ما قاله خالد عبية، رئيس مجلس قروى ياسوف: “ما يحدث هو غول استيطاني لنهب أراضي الفلسطينيين، الاحتلال يعمل على توسيع مستوطنة نوفي نخمياة المقامة على أراضي بلدتي اسكاكا وياسوف شرق مدينة سلفيت، أعمال التجريف شملت 50 دونم زراعي، فهناك اكثر من 25 تجمعا استيطانيا التهمت أكثر من 75% من أراضي الفلسطينيين في سلفيت”.
وأوضح عبية لموقع قناة “الغد”، أن الاستيطان يلتهم كل شيء في سلفيت، فهناك اعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين وتهديدات لحياة المدنيين الفلسطينيين، هذه الهجمة الاستيطانية التي تأتي تطبيقا لـ”صفقة القرن” الأمريكية الإسرائيلية، تتطلب وقفات فلسطينية لمواجهة كل هذا التغول الاستيطاني الإسرائيلي”.
تطبيق صفقة القرن
ويهدف الاحتلال الإسرائيلي من وراء هذه المخططات وفق ما قاله عبد الله كميل محافظ مدينة سلفيت، للسيطرة على أراضي سلفيت، وذلك بشكل مستمر دون توقف، وإسرائيل تحاول تطبيق سيطرتها على الأرض، وفق ما جاء في “صفقة القرن”، فيما يتعلق بالبند الخاص بالمستوطنات، وتعمل حكومة الاحتلال على تطبيق ذلك بدون إعلان.
ولفت كميل لموقع قناة “الغد” إلى أن هناك العديد من عمليات التجريف، وتمحورت مشاريع الاستيطان في محافظة سلفيت من خلال مجموعة من المحاور والخطوط، تخدم الهدف الاستراتيجي، لدى مخططي ومنظري الاستيطان، وهو تقطيع أوصال المحيط الفلسطيني، وبعثرة التجمعات السكانية الفلسطينية.
وشدد كميل على ضرورة وجود لجان حراسة ليلية في بلدة ديراستيا وكافة الهيئات المحلية بالتعاون مع المناطق التنظيمية لصد اي اعتداء قد يحصل من قبل المستوطنين.
الجدار العنصري
يذكر أن مدينة سلفيت وفق ما ذكره مركز أبحاث الأراضي– القدس ، تعد الأكثر كثافة من ناحية المستعمرات، حيث توجد (25) مستعمرة قائمة على أراضي المدينة يسكنها (25,393) مستعمراً، كما انه يوجد 21 بؤرة استعمارية، تصادر تلك المستعمرات والبؤر نحو (20,000) دونماً من أراضي المحافظة، كما صادر الاحتلال لصالح معسكرات الجيش 64 دونماً.
هذا وأنشأ الاحتلال لأغراضه العسكرية ولصالح الاستيطان على أراضي المحافظة 4 شبكات طرق التفافية تحمل الأرقام (60,446,477,505) ولصالح هذه الطرق أصبح (4760) دونما من أراضي الفلسطينيين مساحات ضائعة في الطرق الالتفافية.
ويبتلع الجدار العنصري أراضي سلفيت، ويبلغ طول مسار الجدار القائم 16,523م، دمر أسفله (8697) دونما، وعزل الجدار العنصري القائم 13,000 دونما ،ويبلغ طول الجدار المخطط 70,182م، في حين استكمال مخطط الجدار سيعزل 94,866 دونما.