حلم المصري شريف عادل حبيب ميخائيل بارتداء الزي العسكري، بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الهندسة من جامعة جريش البريطانية، إلا القدر لم يمهله فرصة تحقيق حلمه، بعدما وافته المنية أمس الاثنين في حادث غامص لحريق جراج بأحد ضواحي العاصمة لندن.
حبيب الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، تم نقله إلي مستشفي اكسس بلندن أمس الاثنين في حالة حرجه بعد إنقاذه من الحريق، إلا أنه توفي بعد ساعات قليلة متأثرًا بجراحه.
وألقت الشرطة البريطانية القبض على شخص مشتبه به في إشعال الحريق بهدف تعريض الحياة إلي الخطر، إلا أنها أطلقت سراحه لحين استكمال التحقيقات، وسيعاود التحقيق معه في منتصف يونيو/حزيران المقبل.
وفقًا لصحيفة «إيفيننج ستاندر» البريطانية التي أجرت لقاءًا مع رانيا حبيب شقيقته، قالت فيه «إنه حصل مؤخرًا على شهادة في الهندسة الميكانيكة، وأنه أراد الانضمام إلي كلية ساندرهيرست العسكرية الملكية لإجراء دراسات عليا كضابط»، وأضافت شقيقته «كان مفترض أن يذهب إلي الكلية لتقديم أوراقه يوم وفاته».
يذكر أن «إيفيننج ستاندر» صحيفة محلية تصدر منذ عام 2009 في لندن فقط.
وتتحدث رانيا حبيب عن شقيقها قائلة «كان شريف نقي القلب، وكان يضع الجميع قبل نفسه، كان أقرب شخص لي في حياتي، اعتدت أن أقول له كل شيء، كما اعتاد أن يقول لي كل شيء».
وأضافت شقيقته «كان كل شيء بالنسبة لي، أنا على ما أنا عليه اليوم بسببه، فقد كان يزورني في جامعتي كلما شعرت بالوحدة، كان أخًا وفيًا للغاية».
ودرس حبيب في مدرسة كاثوليكية، ومدرسة ريتشموند قبل الذهاب إلي الجامعة.
وقال أصدقاء له أنهم لا يفهمون لماذا يمكن أن يكون شريف ضحية للهجوم، وقال صديق له يدعي أنتوني نولز 22 عامًا «كان أطيب شخص عرفته في حياتي، دائمًا ما يفضل الآخرين على نفسه، الحياة قصيرة جدًا».
كانت السفارة البريطانية في القاهرة، قد أصدرت بيانًا صباح اليوم الثلاثاء قالت فيه إنها تتابع مع الحكومة المصرية حادث مقتل المواطن شريف عادل حبيب، الذي تم العثور على جثته محروقًا داخل سيارته في أحد ضواحي لندن.
وأوضحت السفارة، أن شرطة المتروبوليتنا أصدرت بيانًا، قالت فيه، إن «المحققين يقومون بالتحقيق في الواقعة، وأنه تم الاتصال بالشرطة في حوالي الساعة 00:55 يوم الإثنين 25 أبريل، على إثر تقارير عن نيران في عقار سكني في منطقة كرينلي جاردنز في ساوثهول، وأن ضباط ومطافئ وإسعاف لندن حضروا إلى موقع الحادث».
وأضاف بيان الشرطة، أنه «تم إنقاذ رجل في سن الـ21 من العقار من قبل مطافئ لندن، وتم نقله إلى مستشفى متخصص في الحروق في إسكس، حيث وافته المنية، تم إبلاغ الأقارب، سيتم تحديد الهوية بشكل رسمي والفحص بعد الوفاة، لم ترصد أي بلاغات عن أي أشخاص آخرين مصابين».
وأكد البيان، الذي حصلت «الغد» على نسخة منه، أن «التحقيق في الملابسات مازال مستمرا، وأنه تم القبض على رجل في العشرينيات من عمره يشتبه في في إضرامه النار بنية تعرض الحياة للخطر، وأنه تم إطلاق سراحه على ذمة القضية حتى تحديد تاريخ آخر في منتصف يونيو، وفقا لما ستسفر عنه التحقيقات».
وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس بإجراء تحقيق سريع وشفاف للكشف عن ملابسات مقتل حبيب ومحاسبة المسئولين.
