و في أرجاء بلدة طنبوريت تفوح رائحة زهر الليمون في البساتين وحقول البلدة وفي حدائق بيوت أهلها, الذين ينتظرون قدوم الربيع للبدء بقطاف الزهر قبل أن يصبح ليمونا. وعلى مدى اسبوعين يتجمع الأهالي والعمال, يضعون قطع قماش كبيرة اسفل الاشجار ويتسلقونها ويقطفون الأزهار المتفتحة وتلك التي على وشك التفتح, أما الصغيرة فتترك ليحين قطافها الثاني.
وتقول أم ماريو – سيدة لبنانية: “أعمل بهذه الحرفة منذ 30 سنة تقريبا، وهي تنتقل من جيل إلى جيل، ونجمع بالضيعة حوالي 10 طن سنويا من الزهر”.
في المرحلة الثانية بعد القطاف والجمع يأخذ الزهر, ويوضع في قدر نحاسي كبير ويغطى , فتبدأ عملية التقطير التي تستمر لساعات طويلة, حسب سعة القدر النحاسي, والنتيجة, ماء أبيض مقطر يخزن في قوارير زجاجية ويطلق عليه وصف الذهب الابيض.
لا يخلو منزل لبناني من قارورة ماء الزهر, وهو يستخدم في صناعة الحلويات العربية كالمعمول والمهلبية والمجمرة والرز بحليب وغيرها, ويقدم في فنجان قهوة مع الماء والسكر, ويطلق عليه اسم القهوة البيضاء.
ويحمل ماء الزهر فوائد طبية عديدة.
وتعتبر بلدة مغدوشة المجاورة لبلدة طنبوريت أكثر البلدات المنتجة لزهر الليمون.