هل أثارت رموز الحزبين الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية انتباهك، هل لاحظت أن الحزب الديمقراطي يتخذ من “الحمار” رمزا له، بينما يتخذ الحزب الجمهوري “الفيل”؟!، فما سر هذه الرموز غير التقليدية؟.
“حمار” الحزب الديمقراطي
تحول الحمار في الولايات المتحدة منذ عقود طويلة، بل وتحول إلى أيقونة سياسية وعلامة تجارية تدر مئات الملايين من الدولارات.
بدأت قصة الحمار مع الديمقراطيين عام1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار “لنترك الشعب يحكم”، وسخر منافسه الجمهوري كثيرا من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوي ورخيص، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الإنتخابي “الشعبوي” ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه “نخبوي” وليس قريبا من هموم الناس.
ولكن تحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل عام 1870، عندما قام رسام الكاريكاتير توماس ناست الذي كان يعمل لصالح مجلة “هاربر” الأسبوعية إلى اختيار حمار أسود اللون «عنيد» كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور.
وأصبح الحمار منذ ذلك الوقت، رمز الديمقراطيين المدلل، حيث يقومون بتنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتريه له وأفضل الشعارات السياسية، التي يمكن أن ترافق صورته، هذا بالإضافة إلى القمصان والقبعات والنظارات الشمسية وعلاقات المفاتيح وأقداح القهوة، التي يطبع عليها رسم الحمار الديمقراطي والتي تباع خلال المؤتمرات الانتخابية للحزب.
“فيل” الحزب الجمهوري
أما عن شعار الحزب الجمهوري وهو “الفيل”، فقد ظهر كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لإبراهام لينكولن في الانتخابات، التي فاز عام 1860.
تحول إلى شعار سياسي للجمهوريين عام 1974 بعد رسم كاريكاتيري آخر لناست نشر في مجلة هاربر أيضاً، وكان عبارة عن رسم لحمار يرتدي جلد أسد قبيح تحاول الحيوانات في ذعر الفرار منه، ومن بينهم الفيل، والذي كتب على جسده التصويت الجمهوري، في إشارة إلى هروب الأصوات بعيداً عن الحزب الديمقراطي.
ورغم عدم وضوح السبب الرئيسي والذي دفع ناست لاختيار الفيل كرمز للجمهوريين والذي قد يكون ربما لضخامة حجمه كناية عن القوة والتأثير، إلا أنه استطاع أن يحول هذا الحيوان إلى شعار يتم استخدامه لقرون، حيث تكرر استخدام الفيل في الصحف الأميركية على يد رسامين آخرين كلما أرادوا الإشارة إلى الحزب الجمهوري.
ويحظى فيل الجمهوريين باهتمام إعلامي بالغ في كل المناسبات السياسية، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، حيث يتم تلوينه وتحديد معالمه بدقة ووضوح في اللافتات الإعلانية الخاصة بالدعاية الانتخابية.
