بعد صدور حكم محكمة النقض المصرية، الثلاثاء، بإلغاء حكم إعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من أعضاء جماعة الإخوان في قضية “اقتحام السجون”، تقتضي اللوائح المعمول بها في السجون المصرية، أن يتخلى مرسي عن “البدلة الحمراء” التي ظهر بها اليوم، ليستبدل بها “البدلة الزرقاء”، حيث إن الحكم الذي تم إلغاؤه اليوم هو الوحيد بالإعدام ضد مرسي.
وقضت المحكمة بمعاقبته بالسجن المؤبد (25 عاما) و 15 عاما، أي ما يعني 40 عاما، على بنودٍ اتهام ضمها أمر الإحالة بحقه.
وفي 21 أبريل/نيسان 2015، سجل ذلك التاريخ أولى الأحكام الصادرة ضد مرسي وآخرين، في القضية التي ذاع صيتها بين أوساط العامة بـ”أحداث الاتحادية”، التي دارت وقائعها في أعقاب الاحتجاجات التي واكبت الإعلان الدستوري الذي اصدره المعزول، في ديسمبر/كانون الأول 2012، التي أسقطت عددا من الضحايا.
في ذلك التاريخ، قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة مرسي بالسجن المشدد لعشرين عاما لإدانته وآخرين بتهمتي استعراض القوة والعنف مع تبرئتها إياهم من تهمتي القتل العمد وحيازة الأسلحة.
وفي 16 يونيو/حزيران 2015، كان مرسي على موعد من حكمين دفعةً واحدة، حيث حددت محكمة جنايات القاهرة موعداً للحكم عليه وعلى آخرين في القضيتين المعروفتين بـ”اقتحام السجون، والتخابر الكبرى”.
وفي قضية “التخابر الكبرى”، والتي واجه المتهمون فيها، اتهامات عدة من بينها التخابر مع من يعمل لصالح التنظيم الدولى للإخوان للقيام بتنفيذ أعمال عنف إرهابية داخل مصر، بغية إشاعة الفوضى العارمة بها، وإعداد مخططا إرهابيا كان من ضمن بنوده تحالف قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمصر مع بعض المنظمات الأجنبية، حيث قضت المحكمة بالسجن المؤبد على الرئيس المعزول.
أما في قضية “اقتحام السجون”، فأكدت المحكمة في حيثيات حُكمها الأول إلى أن الجرائم التي احتوتها أوراق القضية، قد تمت وفقا لمخطط ممنهج تزعمته جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي بالتعاون مع جهات أجنبية، وأن تلك الجرائم قد وضعت جميعا تحت عنوان واحد هو “جريمة ارتكاب أفعال من شأنها المساس باستقلال البلاد وسلامة أراضيها”.
وفي 18 يونيو/حزيران 2016، قضت المحكمة بمعاقبة مرسي بالسجن المؤبد بالإضافة للسجن خمسة عشر عاما على اتهامات ضمها أمر الإحالة بحقه في القضية المعروفة إعلاميا بـ”التخابر مع قطر”، في حُكم استهله القاضي محمد شيرين، بكلمة جاء الأبرز فيها: “ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه”.
وتميز ألوان الأحمر والأزرق والأبيض ملابس المتهمين في السجون المصرية، يتسلمها المسجون فور وصوله إلى السجن المودع به، وتعبر عن الموقف القانوني لكل منها، ويتناوبون على ارتدائها كلما صدر ضدهم حكم أو ألغي آخر، وهذا وفقاً للأئحة السجون، وهو نظام متبع في عدد كبير من دول العالم.
“البدلة البيضاء” زي الحبس الاحتياطي، وهي أول ما يرتديه المتهم فور القبض عليه وإيدعه السجن، حتى ولو كان محكومًا غيابيا، فلائحة السجون تحدد الألوان التى يرتديها السجين وفقاً للأحكام الصادرة حضوريا، ويبدو من اللون الأبيض المعروف عنه النقاء والطهارة أنه اختير خصيصاً للمحبوسين احتياطياً على ذمة قضية، نظراً لأنهم لم يدانوا بشيء، ولم يدنس ثوبهم بخطيئة ثابتة أقرها القضاء.
والبدلة الزرقاء وهي الأشهر على الإطلاق نظراً لأنها الزي الرسمي والتقليدي، الذي يقضي به معظم المتهمين المدانين في قضايا مختلفة حياتهم بها داخل السجون، وهي الأوسع انتشاراً والأكثر استخدامًا عكس البدلتين الأخريين، فالحمراء زي الإعدام يرتديها المتهم حتى ينفذ فيه الحكم المقضي به لتكون آخر ما ارتداه قبل أن يفارق الحياة، أما البدلة البيضاء فإذا أدين صاحبها تحولت إلى زرقاء وإذا برئت ذمته خلعها، البدلة الزرقاء يرتديها المتهمون الصادر ضدهم أحكام قضائية مختلفة، لا تتحدد وفقاً لعدد السنين المقضي بها على المتهم، ولكن يكفي أن يصدر ضده حكم واحد بالسجن لتصبح زيه الرسمي.
البدلة الحمراء وهي الأكثر إثارة بين البدل الثلاث، ذلك لكونها ارتبطت بعقوبة الإعدام، غير معروف سبب واضح لكونها حمراء، ولكن يبدو أن لونها اختير ليكون لافتاً للنظر ومن الألوان القوية لتميز المتهمين، الذين يرتدونها عن باقي المتهمين، نظراً لكونهم من أخطر العناصر المتواجدة داخل السجون وذلك بعد صدور حكم بإدانته بالإعدام، فتكون الأنظار متجهة إليهم طوال الوقت وسط مراقبة مستمرة لسلوكهم وأفعالهم .
ولكل من الألوان الثلاثة قصة تاريخية فقديماً كان المسجونون احتياطياً يحتفظون بملابسهم الخاصة، ويتم إحضار وجبات خاصة لهم من خارج السجون ومن الممكن أن يشتروا أسرّة خاصة بهم وكل احتياجتهم، وذلك لكونهم غير مذنبين أو مدانين بشيء.
ومنذ ما يقرب من 20 عاماً كان المحبوسون احتياطياً على ذمة القضايا يهربون أثناء عرضهم على النيابة، وذلك لكون ملابسهم تشبه ملابس المواطنين العاديين، ومن حينها قررت وزارة الداخلية أن تميز المحبوسين احتياطياً بالملابس البيضاء، واختير اللون الأبيض لكونهم ما زالوا أبرياء ولم يدنس ثوبهم بخطيئة مثبتة بعد.
أما بالنسبة للبدلة الزرقاء، فهى بدلة قديمة جداً بدأ استخدامها إبان الاحتلال الإنجليزي، وتم اختيار اللون الأزرق تحديداً نظراً لتحمله كافة القاذورات والأوساخ، وكان يتم صبغها بصبغة زرقاء قوية تسمى “النيلة”.
أما بالنسبة للبدلة الحمراء، فيرجع تاريخها لما يقرب من 60 عاماً، ليتم تمييز المحكوم بالإعدام لتسهل عمليات متابعته ومراقبته لإحباط أية محاولات منه للفرار، كونه مذنبًا خطيرًا.
