تعليق روسيا العمل باتفاقية الحبوب مع أوكرانيا.. الأسباب والتداعيات
أثار قرار روسيا تعليق اتفاق نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية، موجة من الانتقادات الغربية، والتي اعتبرته ابتزازا للتهديد بأزمة غذاء عالمية.
في المقابل، قالت روسيا إن تعليق الاتفاق يأتي ردًا على استهداف أوكرانيا للأسطول البحري الروسي في البحر الأسود. فما تداعيات هذه الخطوة الروسية؟.
ممرات أوديسا
بداية، قال الكاتب والباحث السياسي، عماد الطفيلي، إن قرار روسيا تعليق العمل باتفاق الحبوب يأتي ردا على الهجمات التي طالت السفن الروسية في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
وأضاف الطفيلي، في برنامج (وراء الحدث) عبر شاشة الغد، أن وزارة الدفاع أكدت أن الهجوم على السفن الروسية كان بمسيرات انطلقت من ميناء أوديسا الأوكراني، كما تم استخدام ممرات نقل الحبوب بميناء أوديسا في الهجوم على السفن الروسية.
كما أشار الطفيلي إلى أن أوكرانيا استخدمت خلال العملية الممر الرئيسي لنقل الحبوب، موضحا أن كييف هي أكبر الخاسرين من تعطل العمل بالاتفاقية لا سيما وان الاتفاق كان يفيد اقتصادها.
تركيا تتحرك
من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية، سمير صالحة، إن تركيا ستوقف العمل في اتفاق تصدير الحبوب لحين وضوح الرؤية مع روسيا وأوكرانيا.
وأضاف صالحة أن تركيا أكدت أن السفن المتواجدة في المضائق الآن سيتم تفتيشها وتسييرها نحو الوجهة المحددة لها، لكن لن يكون هناك تسيير أي سفن جديدة.
كما حذر صالحة من أنه ينبغي التعامل بجدية مع الموقف الروسي، لأن موسكو تقول إن الاتفاقية انتهكت.
وشدد صالحة على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أن بلاده خسرت من هذه الاتفاقية لذلك قرر تعليق العمل باتفاقية تصدير الحبوب، لاسيما وإنه قال في وقت سابق إن الحبوب ترسل إلى الدول الأوروبية فقط.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أعرب اليوم الأحد، عن “قلقه البالغ” حيال وقف صادرات الحبوب الأوكرانية بحرا بعدما علّقت روسيا مشاركتها في اتفاق سمح بمغادرة هذه الشحنات الحيوية.
وقال الناطق باسمه إن “الأمين العام يشعر بقلق بالغ حيال الوضع الحالي المرتبط بمبادرة الحبوب في البحر الأسود.. وقرر تأجيل مغادرته لحضور القمة العربية في الجزائر لمدة يوم من أجل التركيز على هذه القضية”.
وكانت موسكو قد قالت أمس السبت إنها علقت مشاركتها في اتفاق البحر الأسود، الذي يهدف إلى تجنب المجاعة وكبح التضخم، ردا على ما وصفته بهجوم كبير بطائرات مسيرة أوكرانية على أسطولها في البحر الأسود.
وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية، إن 218 سفينة في المجمل “توقفت فعليا” بسبب قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب.
وأوضحت الوزارة الأوكرانية عبر تطبيق تيليجرام أنه نظرا لعدم الحصول على تصاريح من مركز التنسيق المشترك للعبور من خلال الممر الآمن فإن “218 سفينة… توقفت في مواقعها الحالية”.
