تغيّر السياسة الألمانية تجاه روسيا.. هل جاء بضغوط أمريكية؟

6 أشهر مرت على تولي أولاف شولتس منصب المستشار الألماني، بعد 16 عاما ارتبط فيها المنصب بزعيمة المانيا السابقة أنجيلا ميركل، ومنذ وصول شولتز وكثيرون يتساءلون: هل ستتغير سياسة ألمانيا التي عهدناها؟، للإجابة عن هذا التساؤل يمكننا القراءة في مواقف برلين خلال الفترة الماضية.

ولو نظرنا إلى العلاقة مع روسيا، سنجد أن شولتس لم يغير سياسة بلاده غير العدائية معها، مؤكدا أن سياسة التصالح لا يمكن أن تكون خاطئة مع موسكو، بهدف الحفاظ على التعايش السلمي.

لكن ثمة عاملا متغيرا هنا، فمع تولي شولتز زمام الأمور جاءت حرب روسيا في أوكرانيا، لتفرض على برلين ولو نسبيا اتخاذ موقف سلبي تجاه روسيا.

علما بأن ألمانيا تحتاج إلى تأمين واردات الطاقة من روسيا، حيث تعتمد عليها بنسبة وصلت إلى أكثر من 55% في عام 2020.

وهو ما جعل شولتس ينتقد سياسة الطاقة في عهد ميركل ويصفها بالخاطئة، لأنها ركزت بشكل مفرط على الطاقة الروسية دون بناء البنية التحتية الالمانية اللازمة.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع أوكرانيا، سنجد أن شولتس يؤيد معارضة ميركل لانضمام أوكرانيا للناتو منذ العام عام 2008، لأنه يرى أن معايير الانضمام للناتو يجب تنفيذها من كل دولة ترغب في الانضمام إلى الحلف، ويرى أيضا أن انضمام أوكرانيا لم يكن مؤكدا، والكل يعرف بذلك، بمن فيهم الرئيس الروسي نفسه.

وفي حين كانت ميركل تركز جهودها على بناء علاقات متبادلة مع الحلفاء وتحديدا في أوروبا، يحاول شولتز بناء تحالفات جديدة خارج أوروبا، داعيا إلى الاقتراب من  ديمقراطيات كبيرة وقوية في آسيا وأمريكا الجنوبية وفي أفريقيا.

أفريقيا وألمانيا

اكتسبت إفريقيا مؤخرا أهمية متزايدة بالنسبة لألمانيا لعدة أسباب أبرزها رغبة برلين في القيام بدور أكبر في القارة لتعزيز مكانتها الدولية.

والدليل هو أن أول جولة خارجية لشولتس بعد أقل من 5 أشهر على توليه منصبه كانت لإفريقيا من 22 – 25 مايو الماضي وشملت السنغال والنيجر وجنوب إفريقيا.

وركزت جولة المستشار الالماني لإفريقيا على ملفات “الأمن والطاقة والاستثمار ” ما يؤكد وجود استراتيجية لألمانيا في التعامل مع إفريقيا.

وعلى المستوى الأمني، سعت برلين إلى الدفاع عن مصالحها في المنطقة، عبر زيادة المشاركة الألمانية في قوات (مينوسما) في مالي من 1100 إلى 1400 جندي، لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الفرنسية.

وهنا يجب أن نذكر أن مالي والنيجر تتمتعان بوفرة في المواد الخام، فالنيجر هي أكبر مُنتج لليورانيوم في إفريقيا، والخامسة عالميا، وهي واحدة من الدول المُصّدرة للنفط.

أما مالي فهي ثالث أكبر مُنتج للذهب في إفريقيا؛ بعد جنوب إفريقيا وغانا، ولديها رواسب كبيرة من البوكسيت والفوسفات وخام الحديد.

كما أن المستشار شولتس كان يبحث في جولته الإفريقية عن مصادر بديلة للغاز الروسي.

فقد ركزت مباحثاته في السنغال وجنوب إفريقيا على تأمين احتياطيات الغاز بأسرع وقت ممكن.

بترول إفريقيا

أكد الباحث في العلاقات الدولية من داكار د. عبده باه، أن دول إفريقيا تدرك أن ألمانيا دولة عظمى ولديها علاقات عميقة مع القارة السمراء.

وأوضح باه، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن ألمانيا تتمتع بعلاقات ثنائية وطيدة مع بعض الدول الإفريقية خاصة أن برلين عينها على بترول إفريقيا.

وشدد على أن الانفتاح الألماني على إفريقيا ليس مفاجئا، مؤكدا أن ألمانيا تلعب دورا في تمويل المشروعات في إفريقيا ومحاربة الإرهاب.

نقطة تحول

من  برلين، أكد عضو مجلس أمناء حزب الاتحاد الألماني، مصطفي العمار، أن ألمانيا تشهد نقطة تحول في دعمها لأوكرانيا.

وأوضح العمار، خلال تصريحات مع برنامج “مدار الغد”، أن الغزو الروسي يمس الوحدة والقيم الأوروبية لذلك غيرت ألمانيا سياساتها.

وأشار إلى أن ألمانيا يجب أن يكون لديها مواقف واضحة من الهجوم الروسي والدعم لأوكرانيا.

وشدد على أن ألمانيا لم تدعم حتى الآن أوكرانيا بأسلحة لغياب الموافقات على إرسال أسلحة لأوكرانيا.

دعم ألماني لأوكرانيا

من واشنطن، أكد السفير الامريكي السابق لدى الناتو، السفير كورت فولك، أن هناك دعم ألماني كبير لأوكرانيا لمواجهة روسيا.

وأوضح فولكر، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن المستشار الألماني كان مواقفه واضحة ضد روسيا وهو تغيير ملحوظ في السياسية الألمانية.

وأشار إلى أن ألمانيا دولة قوية من الصعب أن تفرض واشنطن سياسات محددة عليها.

من باريس، أكد خبير في الشون الأوروبية، د. جان بيار ميلالي، أن إعادة تجهيز الجيش الألماني قد يكون بصفقة مع واشنطن.

وأوضح ميلالي، خلال تصريحات مع برنامج “مدار الغد”، أن ألمانيا اعتقدت أنها قد تشتري السلام مقابل التجارة والاقتصاد.

وأضاف أن السياسية الألمانية كانت ناجحة لفترة لكن في ظل السياسيات التوسيعية لروسيا، مؤكدا أن ألمانيا اكتشفت الخطأ التاريخي لها لذلك تسعى لتصحيحه.

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]