تغيّر قواعد الحرب.. لماذا كشف ترامب عن «الصواريخ الغامضة» الأمريكية؟

أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مجددا عن امتلاك بلاده صواريخ «هيدروصوتية»، حيث تباهى ترامب، خلال أول تجمع بعد التصويت في انتخابات الرئاسة أقامه في ولاية جورجيا أمس السبت ـ  دعمًا لمرشّحَين جمهوريّين في انتخابات فرعيّة تُعتبر حاسمة لتحديد الغالبيّة في مجلس الشيوخ وموازين القوى في العاصمة واشنطن ـ تباهى بمستوى تسليح الجيش الأمريكي، قائلا إن الولايات المتحدة تملك الآن أسلحة متطورة مختلفة منها «صواريخ خارقة للصوت وهيدروصوتية».

 

وسبق للرئيس ترامب، أن أعلن في كلمة انتخابية قبل نحو نصف شهر من انتخابات الرئاسة (17 أكتوبر / تشرين الأول)، أمام حشد من أنصاره في فلوريدا، قائلا:  «نمتلك الآن صواريخ هيدروصوتية. لم تكن سابقا بحوزتنا لأن دولا أخرى كانت تقوم بسرقة خططنا من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. لكن الآن باتت لدينا صواريخ هيدروصوتية».

وبينما ترى وسائل الإعلام الروسية، أن ترامب استخدم  لتسمية تلك الصواريخ «المزعومة» كلمة Hypersonic الإنجليزية التي لا علاقة لها بالصواريخ بل إنها اسم شركة كبيرة تنتج فرش الأسنان، وانه ارتكب من جديد، خطأ في تسمية الصواريخ فرط الصوتية مثيرا موجة سخرية !!

وقالت الصحف الروسية، هذه المرة ليست المرة الأولى عندما يرتكب ترامب هذا الخطأ اللفظي واصفا الصواريخ فرط الصوتية بـ «الهيدروصوتية».

ويؤكد هبراء عسكريون في واشنطن، أن الرئيس ترامب كشف عن صواريخ « Hypersonic» في راسلة للردع موجهة لكل من:

 

  • روسيا الاتحادية، بعد أن سبق للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن تفاخر ـ قبل عامين ـ بأن بلاده لديها صاروخ جديد يعمل بالطاقة النووية مع نطاق غير محدود، وأثناء خطاب حالة الأمة، قال بوتين إن صاروخ الكروز قادر على إيصال رأس حربي إلى أي نقطة في العالم حيث له القدرة على التهرب من أنظمة الدفاع الصاروخية. في نفس الخطاب الذي استغرق ساعتين ، وصف بوتن ترسانة من الأسلحة الجديدة الفرط صوتية hypersonic weapons  والتي وصفها بأنها «لا تقهر».
ويرى الخبراء بأن إعلان ترامب عن الصواريخ الجديدة جاء في إطار الكشف عن تفوق الولايات المتحدة في سباق التسلح.
  • والرسالة الثانية من إعلان ترامب عن الصواريخ « Hypersonic»، موجهة إلى إيران للردع، إذا كانت إيران تفكر في الانتقام لإغتيال العالم النووي، محسن فخري زاده.
.

ثورة جديدة من الأسلحة

ويؤكد خبراء عسكريون، أنه خلال أسابيع قليلة سوف يُقر الكونغرس الأميركي شريحة تمويل ثانية من عملية متسارعة لإنتاج ونشر نظامين من أنظمة الصواريخ فرط صوتية (هايبر سونيك) التي تتجاوز سرعتها أكثر من 15 مرة ضعف سرعة الصوت، وهو نوع من الصواريخ يقول خبراء الاستراتيجية العسكرية «إنها تشكل ثورة جديدة من الأسلحة التي ستغير حتما من قواعد لعبة الحرب ومن شكل الصراعات المستقبلية، ليس فقط لأن هذه الصواريخ غير المسبوقة تصيب أهدافها بدقة متناهية، ولكن أيضا وهذا هو الأهم، لأنه لا توجد دفاعات ضدها حتى الآن في أي دولة حول العالم، كما أنها سوف تُخل بنظرية الردع التي شكلت صمام أمان خلال الحرب الباردة، مما يمثل تهديدا غير مسبوق للاستقرار العالمي».

 

ويشير خبير الشئون العسكرية، طارق الشامي، إلى تسارع الخطى، في مراكز تصنيع وتطوير الأسلحة الإستراتيجية، في سباق محموم مع الزمن، لإيجاد سلاح نوعي لا يجاريه في ميزاته الفنية والتعبوية أيُّ سلاح آخر يمكن أن يصنعه العدو المفترض، من حيث القدرة على المناورة والمدى والسرعة والقوة التدميرية ودقة الإصابة، ولعلّ أهمّ هذه الأسلحة منظومات الصواريخ البعيدة المدى والعابرة للقارات الفرط صوتية (هايبر سونيك) التي سيكون لها دور عظيم في أي حرب قادمة، بل ستكون السلاح الرئيس لهذه الحروب التي يمكن أن تحسم في ثلاثين دقيقة، إذا استخدمت هذه المنظومات،

ما هي صواريخ الـ «هايبر سونيك»؟

وبحسب توضيح خبراء عسكريون، فإن الصواريخ الفرط صوتية وهي ترجمة «هايبر سونيك»، هي صواريخ مبرمجة تبلغ خلال تحليقها سرعات غير مسبوقة تصل إلى عدة أضعاف سرعة الصوت وتتراوح من 5 – 12 ألف ميل في الساعة، ولأن سرعة الصوت 767 ميلاً في الساعة أي 1 ماخ، (نسبة إلى عالم الفيزياء الأسترالي إيرنست ماخ)، فعندما تتجاوز سرعة صاروخ أو طائرة سرعة الصوت تُحدث «صدمة صوتية» يمكن سماعها كطلقة قوية، وعندما تصل سرعة الصاروخ 2 ماخ يكون قد بلغ ضعف سرعة الصوت، وحينما يصل 3 ماخ يكون قد بلغ ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، أما إذا وصل إلى أكثر من 5 ماخ فإنها تُسمى فرط صوتية أو «هايبر سونيك» حيث لم تعد السرعة مجرد «فوق صوتية»

وبعد إطلاقها، تحلق هذه الصواريخ بسرعة هائلة على ارتفاع 100 ألف قدم (30 كيلومترا) عبر محرك نفاث متقدم، وحينما تبلغ أهدافها خلال دقائق معدودة تتراوح بين (5 – 20 دقيقة) – وفقا لبُعد الهدف عن مكان الإطلاق – تهبط الصواريخ مع قوة الجاذبية الأرضية لتصيب أهدافها بدقة متناهية وبسرعة لا تقل عن 1150 ميلا في الساعة ما يجعلها قوية جدا بما يكفي لاختراق أيةكتل خرسانية أو صفائح فولاذية مدرعة بفضل متفجرات يتراوح وزنها بين 3 و4 أطنان من مادة «تي إن تي» فتُحدث تأثيرا كارثيا وحفرة هائلة حال استخدام الصواريخ التقليدية المزودة برؤوس متفجرة، إلا أن هذه الصواريخ يمكن أيضا أن تحمل قنابل نووية تُستخدم في سيناريوهات مختلفة.

 لا دفاعات تعترض الصواريخ

يكمُن سر خطورة هذه الصواريخ الفرط صوتية في صعوبة رصدها وتدميرها، فهي تصيب أهدافها بسرعة شديدة بعد مناورة فوق الهدف، ولا توجد دفاعات حتى الآن حول العالم قادرة على إسقاطها، مما يهدد بتغيير طبيعة حروب المستقبل. والسبب في ذلك أن هذه الصواريخ تُحلق حينما تقترب من أهدافها على ارتفاعات تتراوح بين 12 و50 ميلا فوق سطح الأرض، وهي مسافة أقل من الارتفاعات التي صُممت الصواريخ الاعتراضية ضد الصواريخ الباليستية للعمل فيها مثل نظام «ثاد» الأمريكي الذي يطلق من الأرض، أو نظام «الدرع» الذي يطلق من السفن في البحر، كما أن صواريخ «باتريوت» الأمريكية الأقل تعقيدا تعمل في ارتفاعات أقل من ذلك، ما يحُد من فعاليتها.

هدم نظرية الردع

ويخشى خبراء عسكريون من أن هذه الصواريخ تمثل تهديدا قاتلاً بالنسبة للأسلحة المخصصة للرد، ما يعني أن ضغوطا هائلة ستُلقي بثقلها على مُتَخذي القرارات السياسية والعسكرية في الدول المختلفة كي تبادر كل دولة بأن تكون هي البادئة بالهجوم باستخدام الصواريخ فرط صوتية لشل حركة وقدرات الخصم وقت التوترات السياسية والعسكرية انطلاقا من قاعدة «من لم يبدأ الحرب، سوف يخسرها».

ويشير هؤلاء الخبراء إلى أن هذه الصواريخ سوف تهدم نظرية الردع والتدمير النفسي المتبادل بين الطرفين المتحاربين، التي كانت أساس العقيدة العسكرية خلال السباق النووي في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وحالت دون اشتعال حروب نووية بينهما.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]