تفاؤل حذر في لبنان.. «مبادرة ماكرون» داخل حقل ألغام

ترقب وتفاؤل حذر يخيم على المشهد اللبناني، وبدا للمراقبين في بيروت أن «الزخم الفرنسي»، و تحديدا «مبادرة» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، داخل حقل ألغام، من التجاذبات السياسية، والمناورات والمصالح والمطامع «السياسية ـ الطائفية والمذهبية»، وبدا واضحا أيضا أن  القوى السياسية لم تنتبه  الى الانكشاف الذي باتت عليه.

التصدع والتردد من جانب فريق الحكم اللبناني

وداخل المشهد السياسي اللبناني، بدأ العد العكسي لولادة الحكومة الجديدة، في أجواء يسودها الكثير من التصدع والتردد من جانب فريق الحكم اللبناني، بحسب تعبير المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية، صلاح سلام، يقابله المزيد من الترقب والحذر من جانب الفريق الفرنسي، المعني بمتابعة تنفيذ بنود مبادرة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، الذي دفع بثقله السياسي والديبلوماسي لانتشال الدولة اللبنانية من مهاوي الانهيار الراهن.

هواجس فريق رئيس الجمهورية

ورغم أن مهمة الحكومة الجديدة، ستتركز على خطوات إنتقالية سريعة في مجالات الإصلاحات المالية والإدارية، وإيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء، والإعداد لمفاوضات ناجحة مع صندوق النقد الدولي، وترميم ما أمكن من علاقات لبنان مع الدول العربية، وخاصة الخليجية..يرى «سلام»، أن فريق رئيس الجمهورية يتعامل مع تركيبة الحكومة تحت ضغوط هواجس من أن تكون الحكومة الأخيرة في هذا العهد.

لذلك فاجأ هذا الفريق الجميع بما طرحه الرئيس عون في لقائه الأول مع الرئيس المكلف مصطفى أديب الأسبوع الماضي حول صيغة حكومية موسعة تضم ٢٠ أو ٢٤ وزيراً، بحجة عدم تولي كل وزير أكثر من حقيبة واحدة، ومطعّمة بشخصيات سياسية، الأمر الذي يُعتبر خروجاً على ما تم الاتفاق عليه مع الرئيس الفرنسي.

الفرص تتقلص في لبنان

مما لا شك فيه أن الفرص تتقلص في لبنان، والأسباب كثيرة، بحسب الباحثة اللبنانية نايلة تويني،أولها فشل السلطة في تحقيق أيّ من الوعود الاصلاحية والنهوض بالبلد.. وثانيها سقوط الطبقة السياسية من دون توافر البدائل المقنِعة والقادرة.. وثالثها الوضع الاقتصادي والمالي المنهار في ظل غياب وسائل النهوض من جديد في المدى المنظور..وقد جاء انفجار المرفأ ليدمر البنى التحتية، ويقضي على أمل اللبنانيين في مستقبل أفضل.الى ان جاءت المبادرة الفرنسية، كأنها «عطية سماوية»، وقت بدا للبنانيين أن العالم تخلّى عنهم، وأن العقوبات التي تحاصرهم ترسم نهايتهم، وأن تورّط أطراف لبنانيين في حروب الآخرين، وهو الذي يستجلب العقوبات، سيجلب للبلد المزيد من الويلات والفقر والعوز.

وترى «تويني»، أن الاهتمام بالمبادرة الفرنسية، والآمال المعلقة عليها،  لا يعني تمجيدا لفرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون ، ولا طلب لانتداب أو وصاية، ولا رغبة في الانصياع للخارج، لكنها دعوة صريحة الى الافادة منها في ظل انسداد الأفق، وعدم توافر أي مبادرة يمكن ان تزيح عن كاهل لبنان خطر.

مسودة حكومة مصغرة.. الأربعاء المقبل

وإذا كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد حدَّد «رزنامة» خارطة الطريق، بأوقاتها ومهلها، والمطلوب في الزمان والمكان، مع تكليف كبار مستشاريه ومنظري السياسة الفرنسية الجديدة ـ القديمة في لبنان والشرق الأدنى بالمتابعة.. فإن الرئيس المكلف مصطفى أديب، من المفترض ان يحمل في هذا التاريخ (الأربعاء بعد غد) مسودة حكومة مصغرة (14 وزيراً إلى قصر بعبدا الرئاسي)، في خطوة وصفت بالجدّية، لإنجاز هذا الملف.

وأكدت مصادر سياسية، لصحيفة اللواء اللبنانية، أن الرئيس المكلف يواصل اتصالاته ومشاوراته مع مختلف الاطراف لبلورة صورة التشكيلة الحكومية بصورتها قبل النهائية ضمن المهلة الطبيعية، وأن مايجري هو ضمن الإطار المرسوم وليس خارجه.

حكومة إنقاذ غير فضفاضة 

ولم تنف المصادر ما تردد من معلومات عن مطالبة البعض بحكومة موسعة من أربعة وعشرين وزيرا، إلا أنها أكدت أن الرئيس المكلف يصر على تشكيل حكومة انقاذ غير فضفاضة  تستطيع أن تتحرك بسرعة وفاعلية وتقوم بالمهمات والواجبات الملقاة على عاتقها حسب الاولويات، وأن ترضي اللبنانيين على اختلافهم، في حين ان ما يتردد عن حكومة من٢٤ وزيرا قد يعيد الى الاذهان نماذج وأساليب الحكومات السابقة والمرفوضة من اللبنانيين.

وشددّت المصادر على أن الرئيس المكلف مصر على موقفه بأن يكون أعضاء الحكومة جميعهم من الاختصاصيين الكفوئين والمشهود بنجاحاتهم وغير مرتبطين بمصالح مباشرة أوغير مباشرة مع أحزاب وشخصيات سياسية، وأن توكل لكل وزير الحقيبة التي تقع ضمن اختصاصه، أو على دراية واطلاع على الأقل ليستطيع القيام بالمهمات المنوطة به بفاعلية.

مهمة الحكومة الإصلاحية

ولفتت المصادر إلى أنه في خلال الأسبوع المقبل، يفترض أن تتبلور الصورة، بحيث يحاول الفرقاء المعنيون الخوض في التفاصيل انطلاقا مما قد يضعه «د.مصطفى أديب» حول شكل الحكومة وماهيتها وتوزيع الحقائب..بينما تبقى مهمة الحكومة الإصلاحية هي المنطلق، وعلى هذا الأساس لا بد من أن يكون شكل الحكومة مراعيا لهذه المهمة.

 

 المساعدات الفورية لا تتجاوز الملياري دولار

وعلى هامش ترقب تشكيل الحكومة الجديدة، دعت الأوساط الديبلوماسية اللبنانيين إلى عدم التفاؤل كثيراً بالمساعدات المتوقع الحصول عليها بعد تشكيل الحكومة، وتوقعت أن لا تتجاوز تلك المساعدات الفورية، في أحسن الأحوال، الملياري دولار أميركي، شرط أن تُخصص في الدرجة الأولى لتأمين الدعم للمواد الأساسية من قمح ومحروقات، وأدوية وإصلاح الكهرباء، ومن المفترض أن يتولى تأمينها صندوق النقد الدولي بعد مفاوضات مع الحكومة الجديدة، على أن يتم تخصيص ما يمكن تحصيله من مساعدات من الدول المانحة لإعادة إعمار ما دمره الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]