تفاؤل فلسطيني من إمكانية تحقيق إنجاز وطني في حوار القاهرة
يتواصل في العاصمة المصرية القاهرة لليوم الثاني على التوالي الحوار الوطني الفلسطيني بين قادة الفصائل لبحث ملف الانتخابات وتذليل كافة العقبات والعراقيل التي تعترضها وصولا إلى اتفاق شامل بين الفصائل الفلسطينية يقود إلى إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية بالتتابع وفق مرسوم الرئيس محمود عباس.
ووصفت قيادات فلسطينية مختلفة أجواء جلسات الحوار الوطني بالإيجابية والمريحة وأن هناك تفاؤل من إمكانية تحقيق إنجاز وطني كبير في الوصول إلى اتفاق بين مختلف الأطراف الفلسطينية، يضمن إجراء الانتخابات وضمان نزاهتها كخطوة أولى على طريق إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة بعد سنوات طويلة من الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبالتوازي مع الحوارات المنعقدة بالقاهرة، وصل وفد من لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، للقاء الفصائل الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، والإطلاع على استعدادات المكتب الإقليمي للجنة الإنتخابات في غزة لأولى مراحل العملية الانتخابية المتمثلة في تسجيل الناخبين.
ويضم الوفد، كلاً من المدير التنفيذي للجنة الانتخابات هشام كحيل، ونائب المدير التنفيذي أشرف الشعيبي والمتحدث باسم لجنة الانتخابات فريد طعم الله.
وانطلقت أمس أعمال الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة بمشاركة مختلف الفصائل، بلقاء تشاوري جمع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، مع رؤساء الوفود والفصائل الفلسطينية المشاركة بحوارات القاهرة، ثم تلا ذلك عقد الجلسة الثانية بين كافة الوفود المشاركة في الحوار، حيث انصبت المناقشات على قضيتين رئيسيتين الأولى إنهاء حالة الانقسام، وملف الانتخابات .
التفاهم على المبادئ العامة
وأكد القيادي في حركة المبادرة الوطنية، عائد ياغي أن الأجواء التي سادت اليوم الأول من الحوار كانت إيجابية للغاية, وتم التفاهم على بعض المبادئ العامة بين وفود الفصائل، التي تعمل تهيئة المناخ الداخلي لتسهيل العملية الانتخابية القادمة.
وأوضح ياغي، في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، أنه تم خلال جلسات الحوار مناقشة ملف الحريات والاعتقالات السياسية وحرية الحملات الدعائية وغيرها من الملفات ذات العلاقة.
وأشار ياغي إلى إمكانية الوصول إلى تفاهمات بين الفصائل الفلسطينية تتوج بميثاق شرف بين وفود الفصائل بالقاهرة لاحترام نتائج الانتخابات، مشدداً على أن مصر بكل ثقلها مصممة على الوصول إلي نتائج إيجابية حول المباحثات الحالية، وكافة الوفود قدمت رؤى وأفكار حيث جرى الاتفاق على نقاط أساسية مهمة.
وقال إن جولة الحوار الوطني اليوم تنصب على استكمال وبحث الملفات الخلافية العالقة والتي تحتاج الى مناقشة وبحث أكبر، موضحاً أن هناك إرادة سياسية لدى الجميع لإنجاز كافة الملفات وتهيئة كل الظروف لضمان إجراء الانتخابات في موعدها، أملاً أن يتم الخروج ببيان مشترك يبشر الفلسطنيين بإمكانية للخروج بمصالحة حقيقة تكون الانتخابات بوابتها الاولى.
حوار دون سقف زمني
وأكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، أن الحوار الوطني في العاصمة المصرية القاهرة غير محكومة بسقف زمني محدد، وأنما بتحقيق الهدف والوصول إلى حالة توافق عامة حول إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية.
وأضاف المستشار الإعلامي، في حديث للغد: “نحن لا نعمل تحت ضغط الوقت والفترة الزمنية للحوار، وأنما نهدف للوصول لإنجاز في إنهاء الانقسام وبناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة السياسية، والوفود لن تغادر القاهرة قبل التوصل إلى اتفاق”.
وأوضح أن القضايا الأساسية التي يجرى مناقشتها وبحثها تتركز على توفير شروط نجاح الانتخابات التشريعية، من حيث البيئة القانونية والسياسية والنزاهة والحريات العامة المصاحبة لإجراء هذه الانتخابات.
وأكد النونو على أن البيئة السياسية المرتبطة بالانتخابات يجب الا تكون مرتبطة بسقف أوسلو وأنما وفق ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني، ومخرجات الاجتماع الأخير الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية.
وأوضح النونو أن اللغة والأجواء العامة في الحوار الوطني إيجابية ومطمئنة ويمكن أن تفضى إلى نتائج حقيقة ومبشرة، مبيناً أن كافة الأفكار التي تم طرحها من الفصال الفلسطينية كانت خلاقة يمكن البناء عليها في الوصول نتائج حقيقة تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في عملية ديمقراطية حقيقية، على طريق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
3 محاور رئيسية
وطرحت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، خلال حوارالقاهرة مذكرة من 3 محاور مهمة تتعلق بتحديد المرجعية السياسية للانتخابات، والإطار الدستوري للعملية، والضمانات لسلامتها ونزاهتها، والتي من شأنها أن تفتح الطريق أمام نجاح الانتخابات.
وأكدت الجبهة الديمقراطية، في مذكرتها التي قدمتها خلال الحوار، عبر رئيس وفدها فهد سليمان، على ضرورة أن تكون المرجعية السياسية للعملية الانتخابية تتمثل في بنود الإجماع الوطني المحددة في وثيقة الوفاق الوطني التي سبق التوقيع عليها في حزيران 2006، ومخرجات اجتماع الأمناء العامين المنعقد في 9 مارس 2020، وقرارات المجلس الوطني الفلسطيني (2018) بشأن إنهاء العمل بالتزامات المرحلة الانتقالية والخروج من نفق أوسلو المظلم.
وأضافت الجبهة الديمقراطية أن هذا التأكيد مهم من أجل تحييد المخاوف من انحراف الاستحقاق الانتخابي عن هدفه المتمثل في وضع حد للانقسام وتوحيد المؤسسات الوطنية، وتجديد بنيتها على أساس من الشراكة والديمقراطية.
وأكدت الجبهة على أهمية التوافق على تكوين محكمة الانتخابات، كمقدمة لتنسيبها وتشكيلها وفقاً للقانون، والتأكيد على الالتزام بالنص القانوني الذي يعطيها وحدها حق البت بكافة القضايا التي تنشأ في سياق العملية الانتخابية وعدم تدخل أية جهة قضائية أخرى في هذا الشأن بما في ذلك المحكمة الدستورية.
وشددت الجبهة على ضرورة ضمان الحريات العامة بما يصون حق الجميع في الترشيح والاقتراع والدعاية الانتخابية بحرية تامة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، سواء في الضفة أو قطاع غزة، والاتفاق على صيغة الإشراف الأمني على الانتخابات، بما يأخذ بعين الاعتبار الوضع القائم في كل من الضفة وقطاع غزة، وضمان التزام الجميع بنتائج العملية الانتخابية واحترامها، وتضامن جميع القوى في العمل من أجل حمل الأطراف الإقليمية والدولية على احترام هذه النتائج أياً كانت.
