بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، إنها تعمل مع فصائل «حليفة» لها لتشكيل «قوة حدودية» جديدة قوامها 30 ألف جندي ستكون مهمتها الانتشار على الحدود السورية مع تركيا شمالا والعراق باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات.. قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد.
تحذير «لافروف» ـ بحسب محللين سياسيين وخبراء عسكريين ـ تزامن مع التوجه الأمريكي، لإفشال مؤتمر «سوتشي» الذي تعول عليه موسكو كثيراً، في محاولة من واشنطن لتطبيق خطتها، بالتعاون مع الحلفاء، ودفع موسكو للتوقف عن اعتبار الوجود العسكري الأمريكي والتركي غير شرعي، بالتالي القبول بالقواعد العسكرية الأمريكية في الشمال، مقابل قاعدة طرطوس، وتقاسم النفوذ في سورية المقسمة إلى أقاليم ومحافظات و «مكونات» تتكفل «الجيوش» الدفاع عنها، بدعم «دولي» وإقليمي!!
وكشفت دراسة «مؤسسة راند»، التي تعد من أهم مراكز الأبحاث الأمريكية المتعاونة مع الجيش، بعنوان «خطة سلام من أجل سورية»، عن تفاصيل الخطة الأمريكية لتقسيم سوريا، والتي تستند إلى استمرار وجود النظام السوري الحاكم، بعد إضعافه في معظم المناطق، من خلال تشكيل إدارات محلية تتمتع بحكم ذاتي، لكل منها سلطاتها المستقلة عن دمشق في ما يشبه الاتحاد الكونفيديرالي. والحد من النفوذ الروسي والإيراني، من خلال وجود دائم للقوات الأمريكية والحليفة، بموافقة الأمم المتحدة و «رقابتها».
وتتضمن تفاصيل الخطة:
- 1 ـ إنشاء ثلاث مناطق آمنة في الأراضي السورية: واحدة للعلويين تمتد على طول الساحل حتى الحدود اللبنانية.. ومنطقة للأكراد في الشمال (تضمن واشنطن عدم تشكيلها خطراً على تركيا).. ومنطقتان للمعارضة المعتدلة في حلب وحولها، وأخرى في درعا وما حولها.. ومنطقة حرب إذا لم ينسحب تنظيم «داعش» أو يهزم فيها، على أن تتولاها قوى دولية.
- 2 ـ الاتفاق على صيغة لامركزية لحكم سورية، وتسيير المناطق شؤونها، لا سيّما في الرقة التي ستكون تحت إشراف دوليّ بعد طرد «داعش».
- 3 ـ البدء بمفاوضات بين كل القوى المحلية والإقليمية تمهِّد لإصلاح سياسي.. وتأخذ الخطة في الاعتبار عدم التوافق على رئيس واحد لسورية أو على حدود هذه المناطق الآمنة، فتقترح تأجيل عملية الانتقال السياسي الشامل، إلى حين التوصل إلى اتفاق بين مختلف المكونات السورية.
وتمهيد واشنطن لتطبيق «خطة التقسيم»، يبدو واضحا من عدم جدية أمريكا في محاربة «داعش»، و «سماحها» للتنظيم بالتحرك بحرية في المناطق التي يسيطر عليها، وإصرار واشنطن على تدريب قوات ( «سورية الديموقراطية»، و«وحدات الحماية الكردية»، و«وحدات حماية المرأة»، و«جيش سورية الجديد»)، وكلها مجموعات تتلقى الدعم الأمريكي، تسليحاً وتدريباً وتخطيطاً وتوجيهاً سياسياً، كي تكون جاهزة للتحرك في مواجهة دمشق، إو إفشال محاولاتها السيطرة على «المناطق الآمنة»، وإضعاف الحكم المركزي، سواء بقي الأسد أو لم يبق ليسهل تنفيذ الخطة !!