كشفت مصادر أردنية مطلعة، عن استنفار أمني وترتيبات مشددة، وإغلاق كافة المنافذ الخارجية للمملكة، والمنافذ المحيطة بمنطقة البقعة، والتي تضم أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الشتات، ويقع على أطراف العاصمة الأردنية، 20 كم شمال غرب عمّان، وأن كاميرات المراقبة المثبتة على مبنى مخابرات البقعة، تمكنت من التقاط مركبة الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم على المكتب صباح اليوم الإثنين، ما أدى إلى استشهاد 5 من عناصره.
وأكدت المصادر، أن أحد المواطنين، تقدم في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ليدلي بشهادته، كشاهد عيان للحادث الإرهابي، وتجري معه الأجهزة الأمنية تحقيقا دقيقا للتوصل إلى كافة تفاصيل ما شاهده، وما تحمله من مؤشرات ودلالات أمنية، تفيد في تحديد الجناة من العناصر الإرهابية، حيث أكد شاهد عيان في إفادته أنه سمع صوت إطلاق عيارات نارية، وشاهد سيارة تلوذ بالفرار بالقرب من مبنى المخابرات بعد تنفيذ الهجوم، موضحا أنه كان برفقة أحد المرضى في مستشفى الأمير حسين المجاور لمبنى المخابرات، وشاهد سيارة تغادر المكان بعد إطلاق النيران على المبنى، وأنها كانت السيارة الوحيدة في الشارع.
ويشير وزير الداخلية الأردني الأسبق، سمير حباشنة، إلى أن الأردن مستهدف من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، ورغم الجهد الأمني والمتابعة النشطة، إلا أن هناك خلايا وعناصر نائمة، يتم توظيفها في عمليات إرهابية، مؤكدا أن اختيار التوقيت في أول يوم رمضان، ربما كان عاملا من عوامل قوة تنفيذ العملية، وأصابع الاتهام محددة باتجاه جماعة إرهابية، أما التحديد سوف تكشف عنه التحقيقات والتحريات، وقد جمع المختبر الجنائي عشرات «الظروف الفارغة» من مسرح الحادث وتبين أنها تعود لأسلحة أوتوماتيكية.
رقيب أول لؤي محمد فرج الزيود
ويؤكد خبراء أمنيون في عمان، أن هناك مؤشرات واضحة تشير إلى عناصر مرتبطة بخلية «إربد الإرهابية» وهي «دواعشية» وقد نجحت الأجهزة الأمنية في 3 مارس/ آذارالماضي، من إجهاض مخطط إرهابي تخريبي، كانت تخطط لتنفيذه عصابة «داعش» الإرهابية ضد الأردن وأمنه واستقراره، وذلك بعد أن نجحت الأجهزة لأمنية بعملية نوعية بتفكيك وإنهاء خلية إرهابية لهذه العصابة، بعد أن استحكمت بإحدى مناطق إربد إثر كشف مخططها.
ويرى الخبير الأمني، طاهر الباز، أن العملية الإرهابية، ضد مبنى المخابرات العامة في البقعة، جاءت من عناصر التنظيم الإرهابي «داعش»، ردا على ما قامت به دائرة المخابرات العامة، من عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة ومنذ وقت مبكر، حين تمكنت من تصفية «خلية إربد» الإرهابية وإحباط مخطط إجرامي وتخريبي مرتبط بعصابة داعش الإرهابية، كان يهدف للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة، وقتل 7 عناصر إرهابية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ويطلقون النار على قوات الأمن، وتم تحديد هوية القتلى من عناصر داعش المنتمين للتيار السلفي الجهادي في الأردن.
جندي محمود خلف عبد الرازق العواملة
وأوضح الخبير الأمني لـ«الغد»، أن العناصر الإرهابية اختارت التوقيت مع فجر أول أيام شهر رمضان المبارك، وثانيا اختيار مبنى المخابرات في البقعة، حيث أكبر تواجد فلسطيني، في محاولة لتوزيع الإتهامات الملتبسة، وثالثا جاءت العملية للثأر من الدور الأمني الذي تلعبة المخابرات الأردنية للحفاظ على الأمن، وأيضا دورها في التنسيق مع الأجهزة الاستخبارية العربية في مكافحة الإرهاب، وتلعب دورا على الصعيد الدولي في مكافحة التنظيم الإرهابي «داعش».