تفاصيل زيارة جوتيريش «التضامنية» إلى لبنان

“يؤسفني أن أرى شعب هذا البلد الجميل يعاني بشدة، ولكن رغم التوترات التي يتعرض لها، لا يزال دفء الشعب اللبناني وكرمه طاغيين ومتألقين”.. بهذه الكلمات اختتم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الثلاثاء، زيارته الرسمية إلى لبنان، والتي استمرت ثلاثة أيام، طلع خلالها عن قرب على الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة في لبنان.

تأتي هذه الزيارة بعد أكثر من عام على انفجار مرفأ بيروت، الذي هزّ العاصمة اللبنانية، وأزهق الأرواح وألحق أضرارا اقتصادية واجتماعية كبيرة.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، في ختام زيارته أمس، بتحقيقات شفافة ونزيهة بانفجار مرفأ بيروت، ودعا القادة السياسيين لتنفيذ مطالب أسر ضحايا الانفجار بتحقيق العدالة، محذرا من أن انقسام القادة اللبنانيين يؤثر سلبا على الشعب.

المقام الأول

ودعا جوتيريش، خلال زيارته، القادة والمسؤولين في لبنان إلى وضع الشعب محط اهتمامهم في المقام الأول، وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لإعادة لبنان إلى مساره الصحيح، بما في ذلك بذل الجهود من أجل تعزيز المساءلة والشفافية واجتثاث الفساد.

وأشار إلى أن الانتخابات المقررة في العام المقبل ستكون ذات أهمية أساسية، وقال “لذا يجب على شعب لبنان أن ينخرط بالكامل في اختيار الطريق الذي سيمضي فيه بلدكم قدما”.

كان الأمين العام قد زار مدينة طرابلس في شمال لبنان، كما زار مدينة صور في الجنوب، مشيرا إلى تأثره الشديد لدى استماعه إلى الشهادات المباشرة حول تداعيات هذه الأزمة على حياة الناس اليومية.

وفي جنوب لبنان أيضا، زار الأمين العام الخط الأزرق، الذي يمتد من رأس الناقورة على البحر الأبيض المتوسط عبر النقطة الثلاثية السورية-اللبنانية-الإسرائيلية على نهر الحاصباني حتى جبل هرمون أو جبل الشيخ. يشار إلى أن حوالي 50% من الخط الأزرق البالغ طوله 120 كلم متنازع عليه.

وتفقد جوتيريش، صباح أمس، المقر العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) في الناقورة، وكان في استقباله القائد العام لليونيفيل، ستيفانو دل كول، وكبار الضباط الدوليين، حيث قدمت له ثلة من الجنود الدوليين التحية، وفقا للوكالة “الوطنية للإعلام اللبنانية”.

واستمع إلى إحاطة من رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، اللواء ستيفانو ديل كول، حول التحديات والفرص على طول هذا الخط والاجتماعات الثلاثية التي تعقد بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي تحت رعاية اليونيفيل.

وانتقل بعدها جوتيريش إلى مكتب دل كول، حيث عقد معه اجتماعا، واطلع منه على مهام اليونيفيل وعملياتها، واستمع لشرح مفصل عن دورها العملياتي في جنوب لبنان، ثم تجول بعدها يرافقه دل كول في الخط الأزرق.

دعم الشعب اللبناني

من ناحية أخرى، التقى الأمين العام، أمس الثلاثاء، بثلة من نشطاء المجتمع المدني والمنتمين إلى منظمات إنسانية، بمن فيهم قاسم اسطنبولي، رئيس جمعية صور للفنون.

وأكد جوتيريش، أنه ليس للأمم المتحدة أي أجندة سياسية في لبنان، “فأجندتنا الوحيدة هي دعم الشعب اللبناني”.

وأشار إلى أنه في سياق رسم مسار تحقيق التعافي المستدام، يضطلع المجتمع المدني والنساء والشباب بدورٍ محوري، “يجب أن تُسمَع أصواتهم وأن تُؤخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار وبجدية”.

معالجة الانهيار الاقتصادي

وقال جوتيريش، إنه حصل على وعد من زعماء لبنان بالعمل معا على معالجة الانهيار الاقتصادي، الذي دفع بأربعة أخماس اللبنانيين إلى صفوف الفقراء.

وخلال زيارته، التقى جوتيريش، بعد وصوله إلى لبنان، الرئيس ميشال عون، وقال إثر اللقاء “أبلغت عون أنني أتيت ومعي رسالة واحدة بسيطة، وهي أن الأمم المتحدة تقف متضامنة مع الشعب اللبناني”.

وأضاف “انتخابات العام المقبل ستكون المفتاح، وعلى الشعب اللبناني أن ينخرط بقوة في عملية اختيار كيفية تقدم مرشحيه”. وتابع “استمرار الدعم الدولي للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى، هو أساسي لاستقرار لبنان”.

ترسيم الحدود

وتعهد جوتيريش بالعمل على “تيسير” المفاوضات بين إسرائيل ولبنان من أجل التوصل إلى “حل سريع” في ملف ترسيم الحدود البحرية، الذي لا تزال المفاوضات حوله معلقة.

وجاء ذلك في مؤتمرين صحفيين مشتركين أعقبا محادثات جوتيريش مع كل من رئيس البرلمان والوزراء اللبنانيين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، “سنفعل كل ما بوسعنا لتيسير المفاوضات بين إسرائيل ولبنان من أجل التوصل إلى حل سريع في ملف ترسيم الحدود البحرية”.

واعتبر جوتيريش، أنه بترسيم الحدود البحرية “يتسنى للبنان الاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة فيه، وهو سيساهم في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، التي تعاني منها البلاد”.

ومن جانبه، جدد رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، أمام أمين عام الأمم المتحدة، تأكيد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس عن أي خلاف بين الدول العربية.

وقال ميقاتي، “لبنان لن يكون في مطلق الأحوال إلا عامل توحيد بين الإخوة العرب، حريصاً على أفضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم”.

كما أكد ميقاتي، أن “لبنان تعرض لأسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية منذ تأسيسه، من أزمة النزوح السوري الكثيف، إلى جائحة كورونا، إلى أزمة اقتصادية ومالية ونقدية حادة نتجت عن عقود من ضعف في الإدارة والحوكمة وانفجار مرفأ بيروت”.

وقال ميقاتي، إنّ “لبنان يحتاج إلى مساعدات عاجلة في المجالات المذكورة، مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام يتخطى القروض الميسرة، وتطوير بطاقة تموينية، مع التركيز على إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر فقراً، وتلك التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إضافة إلى الشرائح المهمّشة”.

ولفت إلى أن “لبنان يتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل، باعتبارها ركناً من أركان الديمقراطية وتحقيقاً لتطلعات الشعب اللبناني”، مؤكداً أنّ “الحكومة عازمة في هذا الصدد على إجراء الانتخابات في موعدها من دون تأخير، وسيصار في مطلع العام المقبل إلى دعوة الهيئات الناخبة للمشاركة في العملية الانتخابية”.

دعم أممي للانتخابات

ودعا ميقاتي إلى دعم الأمم المتحدة للانتخابات المرتقبة، قائلا: “إننا نتطلع، كما في الدورات الانتخابية السابقة، إلى مؤازرة حثيثة من مؤسسات الأمم المتحدة، لتأمين إجراء هذه الانتخابات بنزاهة وشفافية”.

وأكد جوتيريش، أن “لبنان اليوم يفتح حدوده ليستقبل النازحين السوريين وهذا الكرم اللبناني يعود إلى أعرق الحضارات”.

ولا تزال المنطقة والعالم شاكريْن لكرم لبنان في منحه الملاذ للفارين من الصراع العنيف في الخارج، بحسب جوتيريش الذي أثنى على روح لبنان في التعايش والتسامح.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]