لم تكن مواجهات قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، التي أقيمت في مدينة بياريتس، جنوب غرب فرنسا، بالسهلة في ظل وقوف العالم في انتظار كيفية تصرف الكبار مع كارثة حرائق غابات الأمازون في البرازيل، التي تهدد النظام البيئي في العالم بعدة كوارث.
وفي ظل متابعة كيفية التعامل مع هذه الحرائق، المتهم فيها بشكل غير مباشر، النشاط الصناعي للدول الكبرى على مدار القرنين الأخيرين، كان الذهاب بالقمة إلى مكان آخر، بحضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدد من معاونيه، على هامش القمة، الأمر الذي قابله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإظهار حالة من الغضب، ورفضه حضور ظريف، ليخرج قصر الإليزيه بالقول إن حضور الوزير الإيراني واجتماعه مع “ماكرون” كان بعلم البيت الأبيض وترامب.
مؤتمر صحفي مهم ورئيسي لمجموعة الـ7 الكبار، جاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
“ترامب” لم يستبعد عقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني بعد جهود فرنسية لتقريب وجهات النظر، وصرح بأنه لا خيار أمام بكين سوى الرضوخ للضغوط الأمريكية في الحرب التجارية المتواصلة منذ عام بين البلدين.
وأشاد ماكرون وترامب مساء الاثنين بتقارب وجهات النظر بين قادة مجموعة السبع في ختام قمتهم التي طغت عليها أزمة النووي الإيراني والحرب التجارية مع الصين والحرائق في الأمازون.
وقال ماكرون :”لقد تمكنا من التوصل إلى نقاط تقارب حقيقية، لم يسبق لها مثيل، وإيجابية للغاية، ما سيتيح لنا المضي قدمًا بطريقة مفيدة جدا”، فرد ترامب قائلا: “إن ماكرون قام بعمل رائع خلال القمة”.
ونقل ماكرون حرائق الأمازون إلى صدارة جدول أعمال القمة بعد أن أعلن أنها تمثل طوارئ عالمية كما أطلق مناقشات حول الكارثة في حفل عشاء لقادة المجموعة في اليوم الأول.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي طالبا ألا ينشر اسمه إن قادة مجموعة السبع اتفقوا على فعل كل ما بوسعهم للمساعدة في التصدي للحرائق وإنهم فوضوا ماكرون في الاتصال بجميع الدول في منطقة الأمازون لبحث احتياجاتها.
ويستعر عدد قياسي من الحرائق كثير منها في البرازيل في الغابات المطيرة وهو ما تسبب في مخاوف دولية وذلك لأهمية غابات الأمازون في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وفي هذا الصدد، أعلن قصر “الإليزيه” أن مجموعة السبع” قررت تخصيص عشرين مليون دولار كمساعدات طارئة للأمازون بشكل أساسي، لإرسال طائرات إطفاء لإخماد الحرائق المندلعة في المنطقة.
وأفاد قصر “الإليزيه” في بيان، بأنه بالإضافة إلى هذا الأسطول الجوي، وافقت “مجموعة السبع ” على حزمة مساعدات متوسطة الأجل لإعادة “التحريج ” والتي سيتم تقديمها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر المقبل، إذ سيكون من الضروري الحصول على موافقة البرازيل والعمل مع المنظمات غير الحكومية والسكان المحليين.
