قال مراسل الغد في القاهرة محمد الحمراوي إن زيارة وزير جهاز المخابرات المصري اللواء عباس كامل للسودان اليوم تأتي في إطار زيارات متتالية بين مصر والسودان لتنسيق المواقف بين البلدين وعلى رأسها يأتي ملف سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح أن كلا البلدين يقرر العمل وتنسيق المواقف لا سيما مع حالة تناغم وانسجام في كثير من النقاط، لذا جاءت الزيارة تزامنا مع بدء الاجتماعات التي كان مقررا انطلاقها اليوم بين الدول الثلاث.
وتابع: “خلال الفترة الماضية يوجد تباين في وجهات النظر بين البلدين حول توزيع آليات عمل وصلاحيات الخبراء، فالقاهرة كانت ترغب في استئناف الاجتماعات وفق الآلية الموجودة لحين التوصل لاتفاق، وقبل شروع إثيوبيا في بداية المرحلة الثانية من ملء السد وقبل انتهاء الفترة الحالية من رئاسة الاتحاد الأفريقي، غير أن وجهة نظر السودان كانت إعطاء مساحة كبيرة للخبراء من الاتحاد الأفريقي وإعطائهم مساحة وإشراكهم في المفاوضات والاستماع لكل دولة.
وأوفد الرئيس المصري عبد الفتاح اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة إلى الخرطوم اليوم الإثنين.
والتقى كامل خلال الزيارة كلا من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الانتقالي والفريق أول ركن جمال عبد المجيد المدير العام لجهاز المخابرات العامة لجمهورية السودان.
وتناولت لقاءات رئيس المخابرات العامة بالخرطوم ملفات التعاون الثنائي بين مصر والسودان في مختلف المجالات والتطورات الإقليمية ومستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي.
في سياق متصل، قالت مراسلة الغد في الخرطوم عفراء فتح الرحمن، إن النقاط الخلافية بشأن مفاوضات سد النهضة هي نفس النقاط القديمة لم يتغير شيء، فالسودان دعا خبراء الاتحاد الأفريقي ليكونوا مسهلين للعملية التفاوضية باعتبارهم متصفين بالحياد ويعرفون الجغرافيا ومشكلات الدول الثلاث وما قد ينجم من أضرار جراء السد على السودان ومصر.
وتابعت: النقطة الثانية هي أن السودان دعا أمس إلي عقد اجتماعات ثنائية لمدة أسبوع كل دولة على حدة مع خبراء الاتحاد الأفريقي ليوصل كل منهم وجهة نظره، غير أن أمس في التقرير الذي صدر عن السودان وجدنا فيه أن رئيسة الجلسة تحدثت عن أن الاجتماعات الثنائية وهو البند الرئيس في نقاط الاتفاق والاختلاف سترفع إلي جلسة يوم 10 يناير المقبل، ليروا إلى أي شيء توصلوا مع الخبراء، لكن هذا لم يحدث.
وتلقى السودان دعوة مباشرة من الاتحاد الأفريقي بانعقاد جلسة تفاوضية بين مصر والسودان وإثيوبيا وهو أمر رفضه السودان، وبرر موقفه بأن هناك أضرارا حقيقية علي أرض الواقع.
وأكدت مراسلة الغد رفض السودان وطلبها أن يستمع خبراء الاتحاد الأفريقي له ولمصر وإثيوبيا ثم يأتون إلي جلسة يناير لبحث نقاط الاتفاق والاختلاف.
مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة التي بدأت منذ العام 2011 ما زالت عالقة بين النقاط الخلافية، فالسودان الذي كان ينتظر جلسات ثنائية بين الدول الثلاث وفريق الخبراء والمراقبين، لم يتلق ردا على طلبه بل تسلم دعوة إلى اجتماع ثلاثي تحفط على المشاركة فيه.
وفي الأثناء عقد رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل جلسة مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه الأول محمد حمدان دقلو في الخرطوم.
ناقشت اللقاءات سبل تعزيز العلاقات المصرية السودانية وتطويرها وتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين فضلا عن التطورات الإقليمية ومستجدات ملف السد الإثيوبي.
