تضاربت الإحصائيات الرسمية حول عدد المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، إلا أن مسؤولا أوروبيا أكد أن بين 400 إلى 600 مقاتلا من هؤلاء تم تدريبهم وإعدادهم للقيام بهجمات ضد الغرب.
وتأتي التصريحات التي تعكس تخوفات أوروبية كبيرة من ظاهرة المقاتلين الأجانب، عقب يومين فقط من 3 تفجيرات في بروكسل، نفذها 7 أشخاص، حتى الآن، يحملون الجنسية البلجيكية تبين أن 4 منهم قاتلوا في سوريا عام 2013.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، عن مسؤولين أمنيين أوروبيين اليوم، الخميس، إن «داعش» يقيم معسكرات خاصة في سوريا والعراق لتدريب مقاتليه الأجانب على شن هجمات خارج معاقل التنظيم، مشيرين إلى أن التدريبات تقوم على اختيار «الزمان والمكان المناسبين» لإحداث أقصى الأضرار.
إحصائيات رسمية قدّرت أعداد المقاتلين البلجيكيين في صفوف التنظيم بنحو 516 شخصا، عاد منهم إلى البلاد 128 شخصا، بينما قُتل 77 في العراق وسوريا، وأشارت إحصائيات أخرى إلى أن 11 مقاتلا أجنبيا في صفوف «داعش» عاد منهم المئات إلى بلدانهم الأصلية مطلع العام الجاري.
وتشير إحصائيات إلى أن 1700 فرنسيًا يقاتلون في صفوف التنظيم، بينما التحق بهم أيضا أكثر من 760 بريطانيًا، وهو ما دعا مسؤولي هذه الدول لإدراك حجم خطورة عودة هؤلاء لتنفيذ مخططات إرهابية خاصة مع خسارة التنظيم التي تكبدها في معقله بسوريا والعراق.
إلا أن التقديرات الأمريكية أظهرت زيادة بنسبة 35% في أعداد الملتحقين بـ«داعش» في 2014 عن نظيرتها في 2013، وأكد تقرير مكافحة الإرهاب السنوي الصادر من الخارجية، الصادر في يونيو/حزيران 2015، إن 16 ألف مقاتل من 90 دولة التحقوا بالتنظيم في 2014.
أوضح المسؤولون الأمنيون أن «داعش» يدّرب عناصره الأجنبية للإعداد لهجمات، قائلين: «داعش يشجّع عناصره على اختيار الوقت والمكان الذي يمكن أن يؤدي لسقوط أكبر عدد من الضحايا وإحداث تدمير كبير».
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطات البلجيكية التي سمحت بقبول ترحيل الأخوين إبراهيم وخالد البكراوي، اللذين يشتبه بتنفيذهما تفجيري المطار أمس الأول، الثلاثاء، من تركيا إلى بروكسل على الرغم من إشارة أنقرة إليهما باعتبارهما «مقاتلان أجنبيان في صفوف داعش».
وتلقى بلجيكا انتقادات عدة بسبب ما وصفه البعض بـ «تراخي» تعاملها مع المتطرفين، حيث تؤوي عددا من هؤلاء الذين أدينوا أو يشتبه بتنفيذهم تفجيرات إرهابية بينهم «صلاح عبد السلام» الذي اعتقل الجمعة الماضية في إحدى الشقق السكنية في بروكسل، وهو المتهم الرئيسي وصديق عبد الحميد أبا عود العقل المدبر، لتفجيرات باريس الإهاربية، التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن مقتل 130 قتيلا وإصابة مئات.
ولم تتمكن الشرطة والاستخبارات البلجيكية من تفادي وقوع تفجيرات الثلاثاء على الرغم من اعتقالها لـ«عبد السلام» الذي تبين أنه كان يعد لـ «عمل إرهابي كبير»، بحسب وزير الخارجية ديدييه ريندرز، السبت الماضي.
