تقدم سريع لقوات النظام في شرق حلب على وقع تجاذب روسي أمريكي

حققت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدما سريعا اليوم الثلاثاء باستعادتها السيطرة على أحياء عدة في شرق حلب، حيث باتت تسيطر على 75 في المئة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

ويتزامن تقدم قوات النظام في حلب مع تبادل الجانبين الروسي والأمريكي، الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل إلى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من المدينة.

وبعد ثلاثة أسابيع من بدئها هجوما لاستعادة السيطرة على كامل الأحياء الشرقية من مدينة حلب، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها الثلاثاء من السيطرة على ستة أحياء على الأقل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بخسارة الفصائل المعارضة أحياء الشعار، الحي السكني الأهم في وسط القسم الشرقي من حلب، وضهرة عواد وجورة عواد وكرم البيك وكرم الجبل.

وفي وقت لاحق، سيطرت قوات النظام على حي الشيخ لطفي، وعلى أجزاء من حي المرجة الاستراتيجي في جنوب الأحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن قوات النظام باتت تسيطر على 75 في المئة من الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2012.

وبحسب عبد الرحمن، بات مقاتلو المعارضة محصورين في القسم الجنوبي، مرجحا أن تبدأ قوات النظام «عملية قضم تدريجي» لهذا القسم، مع شن هجمات من أكثر من جهة.

ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية منذ بدء النزاع الذي تسبب خلال أكثر من خمس سنوات بمقتل أكثر من 300 ألف شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ودفعت المعارك في حلب أكثر من خمسين ألف مدني، وفق المرصد، إلى الفرار إلى أحياء أخرى في المدينة، بعضها تحت سيطرة النظام، وأخرى تحت سيطرة المقاتلين الأكراد. كما نزح الآلاف داخل الأحياء الشرقية.

ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الثلاثاء الوضع في حلب، بالـ«عار»، منتقدة دعم روسيا وإيران، لـ«نظام الأسد في تحركه الوحشي ضد شعبه».

  • تبادل اتهامات ..

وكانت روسيا، أبرز داعمي النظام السوري، أعلنت أمس الإثنين، عن محادثات مع الأمريكيين ستعقد الثلاثاء أو الأربعاء في جنيف، لبحث آليات خروج مقاتلي المعارضة من شرق حلب. إلا أن أي اجتماعا لم يعقد.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، الولايات المتحدة بالمماطلة في بحث هذه المسألة.

وقال في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن يغلاند، «لقد فهمنا أنه من المتعذر إجراء مناقشة جدية مع شركائنا الأمريكيين»، متهما واشنطن بتعطيل المحادثات.

وفي وقت لاحق الثلاثاء، نفى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن تكون واشنطن رفضت عقد لقاء مع روسيا لبحث خطة خروج مقاتلي المعارضة.

وقال كيري على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسل، «لست على علم بأي رفض محدد أو ما هي هذه الخطة الجديدة»، مضيفا، «سنرى ما سنفعل».

ولم تؤكد الخارجية الأمريكية أنها ستشارك في هذه المحادثات في جنيف، لكن كيري تطرق خلال زيارته إلى برلين أمس الإثنين، إلى احتمال عقد لقاء جديد مع نظيره الروسي الأربعاء أو الخميس في هامبورغ على هامش الاجتماعات السنوية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

واستخدمت روسيا الإثنين للمرة السادسة منذ بدء النزاع السوري، حق «الفيتو»، على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي نص على هدنة في حلب لسبعة أيام.

وفي دمشق، أكدت الحكومة السورية الثلاثاء، «رفض أية محاولة من أية جهة كانت لوقف إطلاق النار شرق حلب، ما لم تتضمن خروج جميع الإرهابيين منها»، وفق بيان للخارجية السورية.

وأعلنت فصائل مقاتلة في حلب، رفضها الخروج من المدينة على أساس أية خطة يتفق عليها في المحادثات الأمريكية الروسية، مؤكدة عزمها على القتال «حتى آخر نقطة دم».

  • قتلى في إدلب ..

وقبل بدء الهجوم الأخير لقوات النظام منتصف الشهر الماضي، كانت الأمم المتحدة تقدر وجود ثمانية آلاف مقاتل في شرق حلب. وتحدث المرصد عن 15 ألفا، بينهم نحو 900 مقاتل من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا).

وعلى رغم عدم مشاركة روسيا في القصف على حلب منذ بدء قوات النظام هجومها لاستعادة كافة الأحياء الشرقية، إلا أنها نفذت خلال الأشهر الماضية غارات مكثفة إلى جانب طيران النظام على شرق المدينة، تسببت بدمار هائل وبسقوط مئات القتلى وبتدمير عدد من المستشفيات، ما أثار تنديدا دوليا.

في المقابل، أعلنت روسيا ومنذ بدء هجوم قوات النظام على حلب، بدئها عملية واسعة النطاق في محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة وحمص (وسط).

وأحصى المرصد الثلاثاء مقتل 25 مدنيا على الأقل جراء غارات يرجح أنها روسية، استهدفت مناطق عدة في مدينة إدلب وريفها.

وتتعرض محافظة إدلب منذ نهاية الأسبوع، وفق المرصد، لغارات عنيفة معظمها روسية، تسببت بمقتل 121 مدنيا على الأقل خلال الساعات الـ72 الأخيرة.

ويسيطر «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة)، على محافظة إدلب بشكل كامل منذ صيف العام 2015، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية والمواليتين لقوات النظام.

وردا على استهداف المناطق تحت سيطرتها، ترد الفصائل المقاتلة باستهداف الفوعة وكفريا بالقذائف التي تسببت الثلاثاء بمقتل عشرة أشخاص، بينهم خمسة مدنيين، وفق المرصد.

ولم يتمكن المرصد من تحديد إذا كان القتلى الخمسة الآخرون مدنيين أم لا.

وأظهرت صور لـ«فرانس برس»، سحبا من الدخان تتصاعد من قرية الفوعة جراء استهدافها بالقذائف.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]