تقدم قوات النظام في حلب.. ودعوات لوقف «حمام الدم»

حققت قوات النظام السوري اليوم، الجمعة، تقدما ميدانيا في شمال ووسط مدينة حلب على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوي من الطائرات الروسية، التي تنفذ منذ عام ضربات في سوريا تسببت بمقتل أكثر من 9 آلاف شخص.

ودعت منظمة «أطباء بلا حدود» اليوم، الجمعة، إلى وقف «حمام الدم» في حلب، حيث تحاصر قوات النظام السوري أكثر من  250 ألف شخص في الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي، الذي أوقع مئات القتلى والجرحى، لتضم صوتها إلى دعوات منظمات غير حكومية أخرى وحكومات والأمم المتحدة.

ويأتي تقدم الجيش السوري في حلب فيما يتفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث هددت واشنطن بوقف تعاونها الدبلوماسي مع موسكو، التي اتهمت بدورها الأمريكيين بحماية «جبهة فتح الشام» الجهادية.

في نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة عن تشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم على قافلة إنسانية في 19 سبتمبر/ أيلول، نسبت واشنطن مسؤوليته لموسكو.

وبعد 8 أيام على إعلانه بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية من حلب، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، تمكن الجيش السوري الجمعة بدعم من الغارات الروسية من التقدم على محورين في شمال ووسط المدينة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن سيطرة قوات النظام على منطقة المشفى الكندي في شمال مدينة حلب، والذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ نهاية العام 2013.

وكانت هذه القوات استعادت، الخميس، السيطرة على مخيم حندرات (للاجئين الفلسطينيين سابقا) الواقع شمال مدينة حلب، والذي يشهد منذ أسابيع معارك عنيفة وتقدما من أحد الطرفين ثم تقدما مضادا.

وبحسب مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، «تتيح سيطرة قوات النظام على المنطقة التقدم أكثر إلى أحياء المعارضة، وتحديدا إلى الهلك والحيدرية من جهة الشمال».

في وسط المدينة، دارت معارك عنيفة، الجمعة، بين الطرفين في حي سليمان الحلبي، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق «تقدم بسيط»، وفق المرصد الذي تحدث عن «معارك كر وفر» تزامنت مع قصف على محطة المياه الموجودة في الحي.

وقال مصدر عسكري ميداني، لـ«فرانس برس»، إن الجيش تمكن من السيطرة على عدد من الأبنية في الحي، ويواصل تقدمه باتجاه محطة ضخ المياه، التي تغذي معظم أحياء المدينة.

ويسعى الجيش السوري إلى السيطرة الكاملة على حلب، وتتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة على حي سليمان الحلبي منذ العام 2012، وتسيطر الأخيرة على محطة المياه، وعمدت الفصائل الأسبوع الماضي إلى وقف العمل فيها، ما حرم سكان الأحياء الغربية من المياه، احتجاجا على أضرار نتيجة القصف لحقت بمحطة باب النيرب التي تغذي الأحياء الشرقية، قبل أن يعاد تشغيلهما.

سياسة القضم

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، «تتبع قوات النظام في حلب سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية».

وترد الفصائل المعارضة على هجمات القوات النظامية والمجموعات المسلحة الموالية لها بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

وأفاد الإعلام السوري الرسمي الجمعة، بمقتل 15 مدنيا وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح جراء قذائف أطلقتها «المجموعات الإرهابية» على أحياء سليمان الحلبي والميدان والفرقان والسليمانية.

وعلى الرغم من اشتداد المعارك، قال مراسل «فرانس برس»، إن الأحياء الشرقية شهدت ليلة هادئة نسبيا بالنسبة إلى القصف الجوي، بينما أفاد المرصد وسكان عن غارات على مناطق الاشتباكات شمالا.

وأحصى المرصد مقتل 216 شخصا، بينهم أكثر من 40 طفلا، جراء الغارات الروسية والسورية منذ بدء الهجوم.

ومنذ انطلاقها قبل عام، تسببت الغارات الروسية بمقتل 9364 شخصا، بينهم 3804 مدنيين، 906 منهم أطفال، وبإصابة 20 ألف مدني على الأقل بجروح، وفق حصيلة للمرصد الجمعة.

وأوضح عبد الرحمن، أن «الحصيلة هي نتيجة الغارات الروسية التي تمكنا من التأكد منها»، لافتا إلى أن «العدد قد يكون أكبر لوجود قتلى لم نتمكن من تحديد هوية الطائرات التي استهدفتهم».

ورفض الكرملين هذه الاتهامات. وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف للصحفيين، «لا نعتبر أن المعلومات حول ما حصل في سوريا والصادرة عن منظمات متواجدة في بريطانيا، موثوقة». وشدد على أن هدف التدخل الروسي في سوريا «مساعدة السوريين والجيش السوري في معركته ضد الإرهابيين الذين كانوا يحتلون، عند بدء العملية، القسم الأكبر من الأراضي» السورية.

كما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، واشنطن «بحماية» «جبهة فتح الشام» الجهادية (النصرة سابقا)، قائلا، «لدينا أسباب متزايدة للاعتقاد أنه منذ البداية كانت خطة الولايات المتحدة، حماية جبهة النصرة، وإبقائها كخطة بديلة بانتظار الوقت الذي قد يحين فيه تغيير النظام».

وأضاف في مقابلة مع «بي بي سي»، «لقد وعدوا بجعل الفصل بين المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة أولويتهم، ولا يزالوا غير قادرين على ذلك، أو ليست لديهم الرغبة بالقيام بذلك».

في نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة الجمعة، أنها شكلت لجنة تحقيق مكلفة تحديد وقائع الهجوم الأخير الذي استهدف قافلة إنسانية في أورم الكبرى غرب محافظة حلب شمال سوريا، وأسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل في 19 سبتمبر/ أيلول. واتهمت واشنطن، موسكو بالوقوف وراء الهجوم، إلا أن روسيا نفت أية علاقة لها بالحادث.

وقف حمام الدم

دعت منظمة أطباء بلا حدود اليوم، الجمعة، «الحكومة السورية وحلفاءها إلى وضع حد لأعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم»، محذرة من أن المدينة كلها «تحولت إلى هدف ضخم».

ودعا مدير العمليات في المنظمة، خيسكو فيلالونجا، في بيان، الحكومة السورية إلى وقف «أعمال القصف المنظمة»، معتبرا أن «روسيا، بوصفها حليفا سياسيا وعسكريا لا غنى عنه لسوريا، تقع على عاتقها مسؤولية ممارسة نفوذها لإنهاء ذلك».

وجاء ذلك بعد ساعات على تأكيد منظمة «سيف ذي تشيلدرن»، أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب حتى تحت الأرض بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» في القصف.

وكان مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، اعتبر الخميس أن الوضع في حلب هو «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن».

وندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس، بالغارات «الوحشية» للطيران الروسي والسوري على الأحياء الشرقية في حلب، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، «نوشك على تعليق المحادثات، لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف، أن نجلس ونحاول أخذ الأمور بجدية».

وردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن «أفضل هدية للإرهابيين ستكون رفض واشنطن التعاون مع روسيا لحل النزاع في سوريا».

وعلى جبهة أخرى، أسفرت غارات على بلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية لدمشق، والتي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، عن مقتل 17 شخصا، بينهم 8 أطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]