تقرير: الاحتلال الإسرائيلي يواصل التمييز العنصري الممنهج بالقدس
حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، من استمرار مخططات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تهويد مدينة القدس.
وأوضح التقرير الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بمنظمة التحرير، أن سياسة الابارتهايد والتمييز العنصري الإسرائيلية تتجلى في صور التهويد الذي يتواصل في مدينة القدس.
وبين التقرير، أن بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بدأت الأسبوع الماضي بإقامة ما يسمي متنزه “وادي الجوز مدخل وادي قدرون” في القدس المحتلة، ويمتد المشروع الاستيطانى على مساحة 25 دونما.
تزوير التاريخ
وفي سياق مشاريع تزوير التاريخ في خدمة مخططات التهويد يعمل الاحتلال بشكل متسارع على إنشاء مركز سياحي تهويدي أسفل حائط البراق، لدى الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، حيث استغلت سلطات الاحتلال فترة “كورونا” وانخفاض حركة السياحة في المدينة للإسراع في إقامة هذا المركز السياحي التهويدي حيث واصل الاحتلال حفرياته أسفل حائط البراق لإقامة قاعات ومراكز يهودية دينية وسياحية ضخمة لخدمة الإسرائيليين والمستوطنين المتطرفين، ولإقامة طقوسهم وصلواتهم التلمودية.
ومنذ بداية العام 2021، كثفت “سلطة الآثار الإسرائيلية” العمل في بناء وتطوير المكان وإنشاء المركز السياحي الاستيطانى، وفق تكنولوجيا متطورة، حتى يتم افتتاحه قريبًا. وسيتم ربط المركز بالقاعات التي أقامها الاحتلال تحت ساحة البراق، ومن ثم ربطها بالأنفاق الموجودة في المنطقة.
وفي ظل دعم حكومة الاحتلال التي يقودها بنيامين نتنياهو، صعد المستوطنون من اعتداءاتهم على المقدسيين، وعرضت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، مشاهد مصورة يظهر فيها مستوطنون وهم يرجمون السيارات الفلسطينية بالحجارة.
ويظهر في المشاهد المصورة أيضاً أن المستوطنين قد أقاموا حواجز على أحد الطرق المؤدية إلى القدس، ويقومون بتوقيف السيارات المارة، ويعتدون على راكبيها في حال تبين أنهم فلسطينيون ويتضح أن جميع المستوطنين المشاركين في الاعتداءات على السيارات الفلسطينية، هم من أتباع التيار الديني الحريدي.
منظمة لاهافا الإرهابية
وبذات الوقت صعّدت منظمة “لاهافا” الإرهابية اليهودية وتيرة استفزازاتها ضد الفلسطينيين، مؤكدة أنها ستنظم مناورات في أرجاء مدينة القدس المحتلة. ففي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قال الحاخام بنتسي غوفشتاين، زعيم المنظمة، التي نظمت قبل 3 أيام المسيرة التي أشعلت الأحداث في القدس المحتلة إنه سيتم إجراء “مناورات للدفاع عن النفس” في أرجاء المدينة.
وشدد غوفشتاين، الذي يعد قائدا بارزا في الحركة الكهانية التي تدعو إلى طرد الفلسطينيين، والتي باتت ممثلة في البرلمان، على أن أعضاء منظمته سيتواجدون في أرجاء المدينة لتأمين الحماية لليهود، وأن كل مكان لا تتواجد فيه الشرطة الإسرائيلية ستكون المنظمة حاضرة فيه.
وفي السياق، لمّح رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليؤون، الذي ينتمي إلى حزب الليكود، إلى دور الشرطة الإسرائيلية في السماح لعناصر التنظيمات الإرهابية اليهودية بالاعتداء في القدس، وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أضاف ليؤون أنه عارض السماح لمنظمة “لاهافا” الإرهابية اليهودية بتنظيم مسيرتها في القدس المحتلة قبل يومين إلا أن الشرطة أصرت على أن هذه المسيرة “قانونية”.
وفي القدس كذلك كثفت “جماعات الهيكل” المزعوم من حشدها وتحريضها على اقتحام واسع وجماعي للمسجد الأقصى المبارك في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك، تزامنًا مع ما يسمى “توحيد القدس”.
وفي نشاطات سلطات الاحتلال الاستيطانية شرع مستوطنون، ببناء بؤرة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين في قرية زنوتا جنوبي مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقاموا باقتحام أراض تعود لعائلة جبارين، والبدء ببناء بؤرة استيطانية جديدة.
كما شرعت سلطت الاحتلال والمستوطنين ببناء 164 وحدة استيطانية في مستوطنة “دانيال” المقامة على أراضي غرب بيت لحم وصادقت على إنشاء 60 وحدة استيطانية في مستوطنة “ابي هناحل” الجاثمة على أراضي الفلسطينيين، شرق بيت لحم بالضفة الغربية.
جرائم ضد الفلسطينيين
وتطرق التقرير الفلسطيني، إلى ما رصدته منظمة “هيومن رايتس ووتش” لجرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين تستوجب المساءلة والمحاسبة .
وتؤكد المنظمة أن نتائج تقريرها تستند إلى سياسة الحكومة الإسرائيلية الشاملة، للإبقاء على هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين، والانتهاكات الجسيمة، التي تُرتكب ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية“.
وتضيف المنظمة أن السلطات الإسرائيلية ترتكب مجموعة من الانتهاكات ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
و تشمل مصادرة الأراضي على نطاق واسع ، والحرمان من حقوق الإقامة ، وتعليق الحقوق المدنية ، وهي ترقى إلى مستوى الأفعال اللاإنسانية ، والانتهاكات الخطيرة للحقوق الأساسية للفلسطينيين“.
ففي القدس، على سبيل المثال ، تحدد خطة الحكومة للبلدية، بما يشمل الأجزاء الغربية وتلك المحتلة الشرقية من المدينة ، هدف “الحفاظ على أغلبية يهودية متينة في المدينة ، بل وتحدد النسب الديمغرافية التي تأمل في الحفاظ عليها.
وتشمل الانتهاكات ، القيود المشددة على التنقل، المتمثلة في إغلاق غزة ونظام التصاريح ؛ مصادرة أكثر من ثلث أراضي الضفة الغربية ؛ الظروف القاسية في أجزاء من الضفة الغربية التي أدت إلى الترحيل القسري لآلاف الفلسطينيين عن ديارهم ؛ حرمان مئات آلاف الفلسطينيين وأقاربهم من حق الإقامة ؛ وتعليق الحقوق المدنية الأساسية لملايين الفلسطينيين .