تقرير رسمي إٍسرائيلي يكشف عن ظروف لا إنسانية يواجهها الأسرى الفلسطينيون
كشف تقرير رسمي إسرائيلي عن تردي الأوضاع الإنسانية في سجون الاحتلال في أعقاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب تقرير أصدره المحامي العام الإسرائيلي، فإن الأسرى الفلسطينيين جرى اعتقالهم في ظل «ظروف غير إنسانية»، مرجعا ذلك لنقص الأماكن في السجون.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أجرى ممثلو المحامي العام زيارات رسمية للسجون (الكرمل وإيشيل ودامون وغيرها)، ورصدوا مخالفات صارخة لظروف الاعتقال.
وبحسب التقرير، فإن ما يقرب من نصف الأسرى والمعتقلين احتجزوا وسط اكتظاظ كبير في الأعداد، ونحو 3400 منهم ليس لديهم أسرة للنوم ويضطرون إلى النوم على مراتب على الأرض.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وافقت لجنة الأمن القومي التابعة للكنيست على فرض أوضاع استثنائية بشأن إقامة النزلاء داخل السجون، وهو ما قررته محكمة العدل العليا، في أعقاب إعلان حالة الطوارئ في أعقاب تنفيذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحذر التقرير من أن ظروف الاكتظاظ التي يُحتجز فيها الأسرى والمعتقلين «بعيدة كل البعد عن الحد الأدنى من الشروط التي حددتها المحكمة العليا في أحكامها المتعلقة بمساحة معيشة السجناء»، وأن الصورة في السجن قاتمة، وبها العديد المخالفات مثل: «الاكتظاظ الذي لا يطاق، الظروف الصحية السيئة، مشكلة الحشرات، ظروف التهوية غير الملائمة، الافتقار إلى المعدات الأساسية للسجناء» وأكثر من ذلك، بحسب صحيفة «هآرتس».
ووصف التقرير الصورة الصعبة التي كشفتها الزيارات الرسمية للسجون، من بينها سجن الكرمل حيث أوضح: «خلال جولة أجريت في المحبس رقم 1، تبين أنه مكتظ للغاية، مما اضطر 13 سجينا إلى استخدام مرحاض واحدة»، وتابع: «بطبيعة الحال، فإن هذا يخلق ضغطًا كبيرًا في السجن، ويخلق احتكاكًا بين السجناء، بل ويؤدي إلى مواقف يجد فيها السجناء الأكبر سنًا صعوبة في انتظار دورهم لاستخدام مرحاض الزنزانة.. كما ينام السجناء في البرد الذي يسود زنازينهم ليلاً».
وخلال زيارة إلى سجن دامون، تبين أنه بالإضافة إلى الحالة السيئة للمبنى، يُجبر المعتقلون في بعض الزنزانات على النوم على مرتبة على الأرض.
وفي زيارة إلى سجن إيشيل، تبين أن المراحيض الأرضية مثبتة ومن فوقها الدش، وفي نفس المكان يضع السجناء أدوات الأكل الخاصة بهم، كما أن الرائحة كانت كريهة في المكان. وفي زنزانة أخرى كانت آثار «العفن وتقشر الجدران» في كل أرجائها.
كما لوحظ أن إحدى الزنازين لم يكن بها نوافذ أمام الفتحات لإغلاقها، لذلك قام المعتقلون بتغطية النافذة بكيس بلاستيكي يتم لصقه على جوانبها، حتى لا يدخل الهواء البارد إلى الزنزانة.
كما تبين أن الفئران تدخل إلى الخلايا من خلال فتحات المجاري.
وقال أحد السجناء المحتجزين في جناح العزل بسجن إيشيل للفريق الزائر إنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تم أخذ جميع معداته الشخصية منه، بما في ذلك صور أفراد الأسرة وأدوات الطعام الذي اشتراه من المقصف، موضحا أنه لم يبق معه سوى ملابسه.
كما أشار إلى أن الأسرى يحصلون كل أسبوع على حصة من الخضار مكونة من ستة خضراوات، ولكن بما أن أدوات الطبخ قد تم الاستيلاء عليها، فليس لديهم أي وسيلة لطهيها.
ومن خلال زيارة إلى منشأة أخرى بالقدس، والتي تضم عادة 170 محتجزًا كحد أقصى، تم احتجاز 230 فلسطينيا بدلا من ذلك، ولم تكن هناك مراتب على أسرة المعتقلين، وأتم إبلاغ الفريق الزائر أن إخراج الفرش من الزنازين يتم وفقاً لإجراءات تتعلق بمعاملة المعتقلين الأمنيين، كما ذكر أن الإجراء تم وفقاً لقواعد هيئة السجون الإسرائيلية.
كذلك، يتم يومياً قطع الكهرباء عن الزنازين وتؤخذ منها الأغطية، واشتكى المعتقلون من انقطاع الكهرباء حتى أثناء تناول الوجبات، ويضطرون لتناول الطعام في الظلام.
هناك قيد مهم آخر ذكره المعتقلون يتعلق بالحظر الشامل على الخروج إلى الفناء، حيث ألغيت إمكانية الذهاب إلى الفناء تماما منذ بدء العدوان على القطاع، وأن من بين المعتقلين من لم ير النور طوال أشهر اعتقاله.
ولفتت صحيفة «يديعوت آحرونوت» إلى أنه منذ بدء العدوان على القطاع زادت أعداد الأسرى والمعتقلين بعد اعتقال 3400 جدد.
ولفتت إلى أن ممثلين عن مكتب المحامي العام حذروا من أن زيادة الاكتظاظ، في ظل تعرض السجناء أيضاً للتوتر والقلق، قد يؤدي إلى احتكاك غير ضروري بين السجناء وبين أنفسهم وبين أعضاء هيئة السجون.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أنه وفقا للبيان فإن حوالي 40% من المعتقلين لم يتم تحديد سبب إدانتهم بعد.
وفي ردها، زعمت هيئة السجون الإسرائيلية أنه «مع اندلاع الحرب تعمل مصلحة السجون في ظل حالة طوارئ، وتستقبل آلاف السجناء الأمنيين».
ــــــــــــــــــ
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
