تقرير: هجمة استيطانية شرسة على القدس وعمق الضفة الغربية
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، اليوم السبت، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل تركيز نشاطاتها الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، دون أن تبطئ من وتيرة هذه النشاطات في بقية محافظات الضفة الغربية.
وأضاف المكتب الوطني، أن مشاريع الاستيطان الكبرى في القدس المحتلة، تهدف إلى نقل تواجد المستوطنين إلى قلب المدينة، وتعزيز السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي عبر نشر البؤر الاستيطانية وثكنات الجيش وشبكات الطرق التي تقطع السبيل على التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية.
وأوضح المكتب الوطني في تقريره الأسبوعي، السبت، أن الاحتلال يستغل حقيقة أن معظم المقدسيين يعيشون في المناطق المصنفة مناطق ” ب “، والتي تمثل أقل من 9% فقط من أراضي المحافظة في حين تصنف أغلب مناطق القدس مناطق “ج”، وتمثل القدس نقطة وصل بين أهم الطرق الالتفافية التي تقطع أوصال الضفة الغربية من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، مثل شارع رقم (60) وشارع رقم (1).
وأشار المكتب الوطني إلى أن بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، أعلنت الموافقة على 3 خطط استيطانية في الطور ووادي الجوز وأم طوبا، حيث صادقت على ما أسمتها “وديعة تطوير منطقة عمل في حي الطور”.
ويقع المخطط في الحي على حافة حدود المدينة مع اتصال مباشر بطريق القدس – البحر الميت، بالقرب من تقاطع الزيتون على أراض مملوكة ملكية خاصة .وتشمل الخطة حوالي 100،000 متر مربع للمناطق التجارية والتوظيفية والصناعية، مع مصاحبة التجارة للمحاور الرئيسية، وستتم إزالة الاستخدامات التي قد تخلق مشاكل بيئية من المناطق السكنية المجاورة للخطة. كما وافقت على ما اسمته “مجمع تجاري وتشغيلي في أم طوبا” يحد المخطط حي صور باهر وأم طوبا الواقع شرق حي هار حوما وكيبوتس رمات راحيل شمال شارع 398 شرق طريق الخليل وطريق رقم 60 “.
وتقع الخطة على مساحة 66 دونمًا تقريبًا، وتتضمن 11 قطعة أرض للعمل بحجم بناء يبلغ حوالي 75000 متر مربع، جميعها لاستخدامات مختلفة من العمالة والصناعة الخفيفة والحرف اليدوية والتجارة.
كما وافقت بلدية الاحتلال على ما اسمته “مخطط لبناء مجمع تجاري بوادي الجوز” على أنقاض المنطقة الصناعية. ويغطي المخطط مساحة تقدر بحوالي 80 دونما، تقع بين شارع عثمان بن عفان جنوبا، على حدود مخطط معر شرق، عبر الشارع الرئيسي بوادي الجوز، والذي يتميز ببناء الأكواخ وما يسمى البناء غير القانوني ، وتستخدم للتجارة والحرف والمرائب ، وإلى شارع الجامعة العبرية من الشمال ويشمل البرنامج البناء في مساحة حوالي 200 دونما للعمالة والتجارة والفنادق و10٪ للإسكان ، وسيكون البناء بارتفاع 8 طوابق في القطعة الجنوبية وحتى 14 طابقا في القطعة الشمالية بطريقة متدرجة”.
وأوضح التقرير الى ان لكل قطعة أرض نطاق سكني بنسبة 10٪ من حقوق البناء، لغرض تحفيز بناء المجمع بأكمله، وتنص على امتداد شارع وادي الجوز واجهة تجارية نشطة ومستمرة وسلسة وامتداد شارع عثمان بن عفان الذي يعمل كحلقة وصل بين وادي الجوز شرق والمدينة القديمة”. ويتم تمويل البرنامج من قبل بلدية القدس ووزارة القدس والتراث وهو جزء من قرار الحكومة لتعزيز ووضع حوض البلدة القديمة .
وكشف التقرير ، عن أن بلدية الاحتلال في القدس، أوصت من خلال “اللجنة المحلية للبناء والتنظيم ” بإيداع مخطط لبناء حي جديد في مستوطنة “بسغات زئيف” المقامة شمال شرق القدس المحتلة ويتضمن المخطط الذي يعتبر استكمالا لمخطط أقر سابقا وتبلغ مساحته 71 دونما ، بناء 470 وحدة استيطانية في مبان بارتفاع 11 طابقا واقامة منشآت صناعية وتجارية وسياحية بمساحة 21 دونما في مبنى مكون من خمس طوابق. وتشكل المصادقة على المخطط حسب موشيه ليئون رئيس بلدية الاحتلال مدماكا آخر في المخطط الاستراتيجي البلدي لتطوير “بسغات زئيف”.
وفي عمق الضفة الغربية تعمل الحكومة الإسرائيلية الحالية حسب ” حركة السلام الآن ” بخطوات استيطانية كبرى حثيثة ومتدحرجة ، ففي الأشهر الأربعة والنصف الأولى من عمرها تعمل بنشاط لتعزيز المستوطنات وتعميق الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ومن هذه الخطوات ما يتعلق بالترويج لمجموعة من خطط البناء في المستوطنات ومنها مخططات بناء 3000 وحدة حيث صادق المجلس الأعلى للتخطيط في الإدارة المدنية على ذلك.
ومن بين المخططات المئات من الوحدات في المستوطنات المعزولة البعيدة عن ما يسمى الكتل الاستيطانية ومنها 628 وحدة في عيليه و399 وحدة في ريفافا ، و286 وحدة في هار براخا ، و380 وحدة في كدوميم، فضلا عن مناقصات لـ 1،355 وحدة في عدد آخر من المستوطنات ، حيث تم الكشف في 24 تشرين الأول 2021، عن طرح مناقصات للبناء في المستوطنات بما في ذلك التوسع الدراماتيكي لمستوطنة آرييل بـ731 وحدة. وكذلك خطة لبناء مستوطنة جديدة في عطاروت (مطار القدس الدولي في قلنديا) .
واستطرد المكتب الوطني الى أن الحكومة الإسرائيلية تروج لخطة تعتبر قاتلة من حيث احتمالات السلام وحل الدولتين مع 9000 وحدة سكنية في قلب تواصل حضري فلسطيني بين رام الله – كفر عقب قلنديا والرام بمطار قلنديا ، هذا إلى جانب مستوطنة في ” E1 ” وعلى الرغم من أن الخطة قد أودعت من قبل الحكومة السابقة برئاسة نتنياهو ، إلا أن مناقشة الاعتراضات (وهو أمر ضروري للمضي قدمًا بالخطة ) قد تم تحديدها من قبل الحكومة الحالية وتم إجراؤها في 18 أكتوبر/تشرين الأول .