تقلصات «ولادة جديدة» للقارة العجوز.. خريطة أوروبا السياسية تتغير

صورة «كاريكاتورية» ترسم هواجس القلق على مستقبل القارة العجوز«أوروبا»، مع دلالات ومؤشرات نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي.. الرسم تصدر غلاف مجلة «لكسبرس» الفرنسية، ويضم زعماء أوروبا على رأسهم الألمانية ميركل، والفرنسي ماكرون، وهم يستنجدون من على طوافة ترفع علما ممزقا للاتحاد الأوروبي في عرض البحر.. وتساءلت المجلة: هل ما زال بالإمكان تفادي غرق أوروبا؟!

 

«صراع العروش» داخل البرلمان الأوروبي

وبات واضحا أن «كتلة بوتين» في البرلمان الأوروبي الجديد، و«صراع العروش» داخل البرلمان على رئاسة المفوضية الأوروبية، أبرز المؤشرات على المرحلة الجديدة،  بعد صعود اليمين المتطرف لتقف القارة العجوز على حافة المرحلة الجديدة ، وربما حسب تقديرات الدوائر السياسية في لندن «تقلصات ولادة جديدة للقارة العجوز»، وتغيير خريطة أوروبا السياسية.. ويرى عميد كلية الإدارة والسياسة بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، هنري سارداريان، أن نتائج الانتخابات في البرلمان الأوروبي وداخل دول الاتحاد الأوروبي، تشكل مقدمة لتغيير المشهد السياسي داخل الاتحاد الأوروبي، وهذه مؤشرات على التغيير السياسي في دول الاتحاد الأوروبي، رغم أنف المحللين الذين يحاولون وصم هذه الأحزاب بالشعبوية، فهي ليست شعبوية، إنما أحزاب يمينية كلاسيكية، هذا تحول إلى اليمين في بلدان الاتحاد الأوروبي..ويوافق الباحث السياسي الألماني، ألكسندر راهر، على الرأي القائل بأن خريطة أوروبا السياسية تتغير، وأن مشروع «الولايات المتحدة الأوروبية» بات شبه مستحيل، فـهناك قوى وتيارات مختلفة للغاية ممثلة الآن في قيادة أوروبا، والأمور كلها تتجه إلى مزيد من الانقسام داخل الاتحاد، و ستبحث أكبر الدول الأوروبية عن بديل للاتحاد الأوروبي، وسوف يشتد الاحتكاك داخل الاتحاد الأوروبي.

 

تغيير المشهد السياسي

هذه تقريبا صورة تستشرف مستقبل أوروبا السياسي، وأزمة وجود للاتحاد الأوروبي، ، بعد أن أظهرت  نتائج التصويت أن القوميين والمتشككين في أوروبا، غيروا المشهد السياسي في العالم القديم، ووصلوا بثقة إلى السلطة في الاتحاد الأوروبي.. وفي الوقت نفسه، سجلت معدلات المشاركة فى عملية الاقتراع أعلى نسبة لها منذ عام 1994، باقترابها من نسبة 51% على صعيد كل دول الاتحاد الـ28، بما عكس التجاوب الشعبى مع دعاوى القيادة الأوروبية للمشاركة بكثافة فى التصويت لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبى البالغ إجمالي عددهم 751 لولاية مدتها خمس سنوات،  وهي صورة «نهضة أوروبية جديدة»، بحسب رؤية وتعبير نائب رئيس وزراء إيطاليا وزعيم حزب (الرابطة)، ماتيو سالفيني.

 

  • الصورة تبدو أيضا لصالح روسيا الاتحادية، أو قد تكون مفيدة لروسيا..وجدير بالذكر أن «جمهورية لاتفيا» في منطقة بحر البلطيق، سيمثلها في البرلمان الأوروبي حزبان ناطقان بالروسية، وهما «الوفاق» و«اتحاد لاتفيا الروسي»..ويقول الخبير الروسي، هنري سارداريان، إذا وصل إلى السلطة، في إيطاليا وفرنسا وبعض البلدان، اليمينيون والمتشككون، الذين يدعمون في الغالب إجراء حوار مع روسيا، فيمكننا أن نتوقع إنشاء تحالف نحو إعادة النظر في العلاقات مع موسكو.

 

«كتلة بوتين» في البرلمان الأوروبي

ووفقا لنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، سيكون هناك ما يسمى بـ «كتلة بوتين»، بحسب تعبير جماعة التكامل الأوروبي، وخاصة تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا، بعد نمو حصة اليمينيين القوميين والمتشككين الأوروبيين المتهمين بخدمة «بوتين» في البرلمان الأوروبي.. وهكذا، فليس صدفة ما جاء على لسان، غي فيرهوفشتات، رئيس الوزراء البلجيكي السابق والقائد الحالي لتحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا (ثالث أكبر فصيل في البرلمان الأوروبي): إذا فشل القادة الأوروبيون في وقف التوجه الشعوبي، فسيتم تدمير الاتحاد الأوروبي نتيجة للانقلاب القومي المدعوم من روسيا في انتخابات العام 2024، ما يشكل تحديا جديا للمشروع برمته، المتمثل في إنشاء أوروبا موحدة.

 

  • وبحسب تقديرات الدوائر السياسية في برلين وباريس ، فإن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبى شكلت صدمة كبرى بعد أن أطاحت بالحرس القديم، وسلبت تكتلات يسار ويمين الوسط أغلبيتهما التقليدية التى احتفظت بها طوال 40 عاما داخل البرلمان الأوروبي، وذلك فيما صعد نجم الأحزاب الليبرالية والخضر، فنجحت فى كبح انتصارات القوى الشعبوية المشككة فى مشروع الوحدة الأوروبية، بما يمهد لعهد من الانقسامات العنيفة وتوازنات جديدة بين القوى الأوروبية.

 

أوروبا تواجه أزمة وجود

وتتفق مراكز دراسات وأبحاث المستقبل، في بروكسل، أن أوروبا لم تقل بعد كلمتها الأخيرة؟ وهي لا ترى في التراجع قدرا مكتوبا.. بينما يرى الباحث والكاتب الفرنسي، كريستيان ماكاريان، أن أوروبا تواجه أزمة وجود وعليها كي تتجنب الانهيار جراء الحركات الشعبوية، ان تعيد تحديد أولوياتها لجهة حماية الحدود الأوروبية ما يشمل الإشكاليات المتعلقة بالامن والهوية والهجرة

 

انقلاب في موازين القوى السياسية

الانتخابات الأوروبية، التي أطاحت بالحرس القديم، وحققت انتصارا «مقيدا» للشعبويين والأحزاب المشككة فى المشروع الأوروبى.. هذه الانتخابات أحدثت انقلابا في موازين القوى السياسية في البرلمان، فرغم أن القوى المؤيدة للاتحاد الأوروبي احتفظت بغالبية كبرى في البرلمان الأوروبي، الاّ أن تقدم القوميين والشعبويين والليبراليين والخضر يُعيد خلط الأوراق لتشكيل تحالفات جديدة تتيح بناء توافقات حول النصوص التشريعية وتقاسم المناصب القيادية.. وقد انفجر الجدل حول مستقبل عميلة اختيار القيادات الأوروبية ، وتشكيل الأغلبية داخل البرلمان الذى يشتمل دوره الحيوى على تمرير التشريعات التى تؤثر على حياة أكثر من 500 مليون مواطن أوروبي، وتوجه علاقات الاتحاد الأوروبى بالمجتمع الدولي، فقد خسر التحالف البرلمانى التقليدى بين حزب الشعب والقوى الاشتراكية أغلبيتهما المعتادة، ما يرجح احتياجهما لتشكيل تحالف ثلاثى سيشكل ضلعه الثالث، إما الخضر أو القوى الليبرالية لضمان القدرة على مواجهة القوى الشعبوية واليمينية المتطرفة..وعلى المستوى القومى تسببت نتائج الانتخابات البرلمانية فى هزات كبري، وصلت إلى حد المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة فى النمسا واليونان، وشكلت ضربة قوية إلى مكانة الرئيس الفرنسى ماكرون ، والتى تعانى الترنح بالفعل أمام اليمين المتطرف.

 

  • انتخابات البرلمان الأوروبى، جاءت فى اللحظة الأكثر خطورة بالنسبة لمستقبل أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وكيف يسعى تحالف اليمين المتشدد لتقويض الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يسعى بقوة لتنفيذ أجندته السياسية رغم أنه سيكون بمثابة أقلية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]