تقنية جديدة للتعرف على المرض للحد من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية

95 عاما مرت على اكتشاف واحد من أهم وأقدم المضادات الحيوية، التي تعمل على إيقاف تصنيع الجدار الخلوي البكتيري، وهو البنسلين، الذي تم اشتقاقه من العفن.. فما هو البنسلين؟ وما قصته؟ وكيف تم اكتشافه؟

البنسلين

البنسلين يعتبر واحدا من أهم وأقدم المضادات الحيوية، ودوره هو إيقاف تصنيع الجدار الخلوي البكتيري، أو بمعنى أصح القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى، وفق ما ذكرته رويترز.

وأول مواد البنسلين اكتشافا هو البنسلين جي، الذي يتم اشتقاقه من فطر المكنسية المعيّنة Penicillium notatum وهو تركيبيا من البيتالاكتامات.

لا يكون البنسلين فعالا إذا ما تم الحصول عليه عن طريق الفم، وذلك لأنه حساس لإفرازات وأحماض المعدة.

كيف تم اكتشاف البنسلين؟

ذكر موقع American Chemical Society أنه في وقت كانت فيه المستشفيات ممتلئة عن آخرها بالمرضى المصابين بتسمم الدم نتيجة تعرضهم للجرح أو الخدش، وفي وقت كانت فيه عدوى الالتهاب الرئوي والسيلان والحمى الروماتيزمية تصيب الناس من دون أن يستطيع الأطباء القيام بأي شيء بسبب عدم وجود علاجات لهذه الحالات المرضية، تم اكتشاف البنسلين، الذي كان اختراقا طبيا مهما إذ مهد الطريق لاكتشاف المضادات الحيوية، وهي مركبات تنتجها البكتيريا والفطريات،قادرة على قتل أو تثبيط أنواع البكتريا المنافسة.

وفي 15 سبتمبر من العام 1928 اكتشف العالم الإسكتلندي، ألكسندر فلمنغ، البنسلين، الذي يعد أو مضاد حيوي حقيقي.

في التفاصيل، بدأ فلمنغ في فرز أطباق بتري، التي تحتوي على مستعمرات بكتيريا المكورات العنقودية التي تسبب الدمامل‏ والتهاب الحلق‏ والخراجات.

وفي غضون ذلك، وجد فلمنغ أن المستعمرات البكتيرية استطاعت احتلال الطبق باستثناء منطقة واحدة كانت تنمو فيها كتلة من العفن، كما وجد أن العفن أفرز شيئا مثبطا لنمو البكتيريا.

وتوصلت أبحادث فلمنغ إلى أن «عصير العفن» الذي قام بتحضيره، كان قادرا على قتل مجموعة واسعة من البكتيريا الضارة مثل المكورات العقدية‏ والمكورات السحائية‏ والعصية الخناقية.

بعد محاولات كثيرة، بعضها باء بالفشل، تم عزل البنسلين النقي من عصير العفن، وقام بتلك المهمة هوارد فلوري وإرنست تشين وزملاؤهم في مدرسة السير ويليام دن لعلم الأمراض في جامعة أكسفورد، الذين‏ حولوا البنسلين إلى دواء منقذ للحياة.

استخدامات البنسلين

تضم عائلة البنسلين أنواعا مختلفة من المضادات الحيوية، ويعمل البنسلين على مقاومة البكتيريا من خلال قيامه بإحداث خلل في جدران الخلايا البكتيرية.

وبحسب موقع ويب طب المتخصص في الشؤون الصحية، تلعب المضادات الحيوية المصنوعة من البنسلين دورا مهما في علاج ومقاومة العديد من السلالات البكتيرية المسببة للأمراض، مثل: التهابات الأذن، والتهابات المسالك البولية، والتهابات الفم واللثة، والتهابات الأنف أو الحلق أو الرئتين، والالتهابات الجلدية، والتهاب السحايا، والتهاب الشغاف.

من هو ألكسندر فلمنغ مكتشف البنسلين؟

ألكسندر فلمنغ هو عالم إسكتلندي له الكثير من الاكتشافات والإنجازات، أبرزها اكتشاف الإنزيم ليسوزايم عام 1923، واكتشاف البنسلين المشتق من العفن عام 1928.

ولد فلمنغ يوم 6 أغسطس 1881، وتخرج في المدرسة الطبية بلندن، ثم بدأ في دراسة التعقيم.

خلال خدمته بالجيش إبان الحرب العالمية الأولى، لاحظ فلمنغ أن الكثير من المطهرات تؤذي خلايا الجسم أكثر من الميكروبات، وبعد نهاية الحرب، وتحديدا في عام 1922، ذهب فلمنغ إلى معمله لاستكمال دراساته ونجح في اكتشاف مادة أطلق عليها اسم ليسوزيم، التي يفرزها الجسم وتقضي على بعض الميكروبات، لكنها لم تكن تقضي على الميكروبات الضارة بالإنسان.

في 15 سبتمبر عام 1928، اكتشف فلمنغ البنسلين، ونشر نتائج أبحاثه في عام 1929، لكنه لم يستطع ابتكار طريقة لاستخلاص هذه المادة أو تنقيتها.

وفي عام 1945، فاز فلمنغ بجائزة نوبل، وشاركه فيها كل من العالمين هوارد فلوري وأرنست تشين.

وفي 11 مارس 1955، توفي ألكسندر فلمنغ إثر إصابته بجلطة في القلب.

توصلت دراسة جديدة إلى أن المضادات الحيوية قد تكون كافية لبعض الأشخاص المصابين بالتهاب الزائدة الدودية غير المعقّد. وركّزت الدراسة على درجة الالتهاب الخفيف للزائدة الدودية، ووجدت أن 6 من كل 10 أشخاص اختاروا الدواء فقط منذ تسعينيات القرن الماضي لم يحتاجوا أبدًا إلى الجراحة.

ويعني ذلك، وفق «هيلث داي»، أن النسبة الأكبر من المصابين بالتهاب الزائدة الدودية الذين تناولوا مضادات حيوية يجنون نتائج جيدة على المدى الطويل.

وأجريت الدراسة في جامعة كوليدج، البريطانية، وأشارت إلى أهمية التمييز بين الحالات المعقدة لالتهاب الزائدة الدودية، وحالات الالتهاب الخفيفة.

وقالت النتائج: «الآن قادرون بنحو أفضل على إخبار المصابين بالتهاب الزائدة الدودية أنه إذا عولجوا بدون جراحة، فلن يحتاج إلى أكثر من النصف إلى عملية جراحية أبدًا».

وتابع فريق البحث 260 مريضًا، لمدة تصل إلى 26 عامًا بعد علاجهم الأولي.

ولاحظ الباحثون أن 15% ممن عولجوا في البداية بالمضادات الحيوية، فقط انتهى بهم الأمر باستئصال الزائدة الدودية، في حين كانوا لا يزالون في المستشفى.

وانتهى الأمر بما يقرب من 30% ممن عولجوا بالمضادات الحيوية فقط بإجراء عملية التهاب الزائدة الدودية في مرحلة ما على الطريق. ولا تزال الجراحة تعد العلاج القياسي لالتهاب الزائدة الدودية، ووفقًا لهذه النتائج يمكن للحالات الخفيفة الثقة بالعلاج غير الجراحي، ومتابعة الحالة إذا لزم الأمر.

الحصول على أحد أدوية المضادات الحيوية دون وصفة طبية ليس أمرا صعبا في مصر، إذ إنه حسب وزارة الصحة المصرية يتناول 67% من المصابين بفيروس كورونا المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، بالإضافة إلى شيوع استخدام ما يسمى بحقنة البرد التي تحتوي على مضاد حيوي دون وصفة طبية.

في هذا السياق، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، لـ«الغد»، إن «الفيروسات لا تُعالج بالمضادات الحيوية، فبالتالي معظم الناس يتناولون المضادات الحيوية دون داعٍ، وهو ما يمسح بنمو جيل من البكتيريا مقاوم».

وأوضح ان تناول المضادات الحيوية دون داعٍ يؤثر سلبا على الكبد والكلى، ويقضى على البكتيريا النافعة الموجودة في جسم الإنسان أو في جهازه الهضمي، بخلاف مشكلات أخرى كفرط الحساسية سواء عند تناولها دون وصف طبي، أو تناولها دون إجراء اختبار حساسية».

من جانبها، قالت الدكتورة منار ميخائيل، رئيس جمعية صيادلة القاهرة، إن هناك أدوية معينة يتم صرفها دون روشتة على مستوى العالم، وهناك أدوية لا بد لصرفها من وجود روشتة طبيب، ومنها المضادات الحيوية، مضيفة أن من الضروري أن يكتب الطبيب المضادات الحيوية باسمها العلمي حتى يتم توفير الدواء المناسب للمريض.