تكساس في مهب الريح.. ما «جيش الله»؟ ومن هم أعضاؤه؟
يحتشد في ولاية تكساس الأميركية مجموعة من المواطنين الأميركيين، الذين وفدوا إلى الولاية عبر قافلة من السيارات والشاحنات ضمن حملة أطلقوا عليها «فلنستعد حدودنا».
على إحدى المركبات التي وصلت إلى مزرعة في كيمادو وهي قرية في تكساس، يبلغ عدد سكانها 162 نسمة تتميز بمنازل ريفية منتشرة وسط الوادي، حيث يتدفق نهر ريو غراندي، الحدود الطبيعية بين الولايات المتحدة والمكسيك، كُتب «انضموا إلى معركة الله».
وقبل أيام قليلة، أكد أحد منظمي التظاهرة أن المشاركين يمثلون «جيش الله»، وغالبيتهم من أنصار الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب.
ويبدو أن التوتر الجاري حاليًّا بين ولاية تكساس وحاكمها الجمهوري غريغ أبوت، من جهة، والحكومة الفيدرالية والرئيس الأميركي جو بايدن من جهة أخرى، بات نقطة جذب لليمين المتطرف.
ونقلت مجلة «ويرد» الأميركية عن ديفين بورغارت، المدير التنفيذي لمعهد البحوث والتعليم بشأن حقوق الإنسان: «يضم الاحتجاج العديد من العناصر الخطيرة نفسها مثل تمرد 6 يناير: أعضاء الميليشيات، ومنكري الانتخابات، ومنكري كوفيد، وغيرهم من اليمينيين المتطرفين المتشددين».
وبحسب ويرد، تشمل هذه المجموعات «الأولاد الفخورون»، وميليشيات النازيين الجدد، ومجموعات أهلية أخرى. وفي الوقت نفسه، أصدرت شبكة النازيين الجدد الآرية صرخة حاشدة لدعم «المقاومة» في تكساس، مطالبة الرجال البيض بالانضمام. وأضافت الجماعة في منشور آخر: «فلتذهب الولايات المتحدة الأميركية إلى الجحيم».
وذكرت صحيفة فايس الأميركية أن منظمي القافلة، الذين وصفها أحدهم بأنها «جيش الله»، كانوا يطمحون إلى تعبئة عشرات الآلاف من الشاحنات لمنع المهاجرين من عبور الحدود بين تكساس والمكسيك إلى الولايات المتحدة.
وقالت مجلة ويرد حول بداية القافلة: «انطلقت 19 مركبة فقط من فيرجينيا يوم الإثنين، وفي غضون دقائق فُقد بعضها. كانت هناك حالة من (جنون العظمة) والاقتتال الداخلي داخل المجموعة الصغيرة، وظهر أحد الأشخاص المدانين بالاستغلال الجنسي للأطفال. لكن ليلة الخميس، عندما نظم منظمو القافلة اجتماعًا حاشدًا تجمع مئات الأشخاص في هذا الحدث، الذي شارك فيه متحدثون من اليمين المتطرف، وصرخ مايكل يون، أحد منظمي القافلة، وتحدث بصوت عالٍ إلى الجمهور حول كيفية (قيام اليهود بتمويل منظمة غير حكومية تعمل على طول حدود تكساس)». وادعى أيضًا أن «حماس وحزب الله قادمان عبر الحدود» وقال: «الله أكبر. عندما تسمع هذا الهراء. من الأفضل أن تستعد».
وقال روبين فورزانو (43 عامًا) الذي كان يحرس مدخل مزرعة كيمادو، حيث كان يتجمع المتظاهرون لوكالة فرانس برس «الهجرة على الحدود خارجة عن السيطرة. نحن نتعرض للغزو وعلينا السيطرة على ما يحدث».
وفي مقطع فيديو نُشر على قناة تليغرام تابعة لجماعة «جيش الرب»، شوهدت كريستين هاتشرسون، مؤسسة منظمة «نساء يقاتلن من أجل أميركا»، وهي ترتدي نظارات للرؤية الليلية، وتتحدث عن معسكر تديره جمعية خيرية كاثوليكية يقع في منطقة نائية في أريزونا الحدودية، وقالت «لقد كنت هنا قبل عامين. إنها تؤوي المهاجرين غير الشرعيين، ومعظمهم من الذكور البالغين في سن القتال».
وأضافت هاتشرسون: «نحن نستعد للذهاب إلى هذا المعسكر الآن».
ويعبر آلاف المهاجرين هذا النهر كل شهر، ويقومون برحلات طويلة من الأميركتين، الوسطى والجنوبية، بحثًا عن حياة أفضل في الولايات المتحدة.
واندلع الخلاف بين تكساس والحكومة الفيدرالية بعد صدور قرار من المحكمة العليا، بأغلبية 5 أصوات مقابل 4، ألغى أمرًا قضائيًّا من محكمة الاستئناف، وسمح لوكلاء حرس الحدود الفيدراليين بإزالة الأسلاك الشائكة التي زرعها مسؤولو تكساس على الحدود تحت إشراف حاكم تكساس.
ولكن أبوت تحدى القرار وأمر بإقامة المزيد من السياج الشائكة، وحصل على دعم من الحكام الجمهوريين لمختلف الولايات الذين أرسلوا حراسهم أو مواردهم إلى الحدود.
واستغلالا لهذه القضية، اتخذ الجمهوريون في مجلس النواب إجراءات عزل وزير الأمن الداخلي في إدارة بايدن، ومن المتوقع إجراء التصويت في الأسابيع المقبلة.
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
