تكلفة الحرب في أوكرانيا.. لا ناجين من الخسائر
العملية العسكرية الروسية
فالعملية العسكرية التي بدأتها روسيا قبل 24 يوما، لم تقتصر تبعاتُها على اهتزاز الأوضاع في موسكو وكييف فحسب، لكنها طالت المنطقةَ والعالمَ بأسره.
وبرغم تضارب الأرقام المعلنة من الجانبين حول الخسائر في الأرواح، رجحت تقاريرُ أنها بلغت المئات، فيما تخطت أعدادُ الجرحى الآلافَ من الجنود الروس والأوكران.
تأثير الحرب على الدول
وأضاف شاشكوف، خلال استضافته ببرنامج “مدار الغد” أن المدنيين في أوكرانيا يتم استخدامهم دروعا بشرية، مشيرا إلى أن روسيا قادرة على تحطيم الجيش الأوكراني في غضون أيام لولا أنها تخشى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
كما أوضح أن روسيا لم ترد بشكل فعلي على العقوبات الغربية، مؤكدا أن أوروبا تستهلك نحو 30% من القمح والغاز الروسي.
الاقتصاد العالمي
من جانبه، قال الكاتب والباحث في الشؤون الروسية، كلينت إيرليش، إن الحرب في أوكرانيا تسببت في عزل روسيا عالميا، موضحا أن فرض العقوبات الغربية سيستمر، وبالتأكيد سيضر الاقتصاد العالمي.
وأوضح إيرليش أنه لا يرى أي أفق في المستقبل القريب لإنهاء الحرب، لا سيما أن روسيا تشترط عدم ضم الناتو لأوكرانيا.
كما قلل إيرليش من نتائج المفاوضات، وقال “حتى لو وصلنا لاتفاق وقف إطلاق النار، فالحرب لن تنتهي، كما أن العقوبات الغربية لن يتم سحبها”.
واستكمل إيرليش قائلا:” الاعتراف بشبه جزيرة القرم هو التحدي الأصعب الآن وليس انضمام كييف للناتو”.
التكلفة عالميًا
ورأى الخبير في الشؤون الأوروربية، يانيس كوتسوموتيس، أن دول العالم تواجه تغييرا في النظام العالمي، مؤكدا أن لا أحد سيستطيع الهروب من تكلفة الحرب.
وأضاف كوتسوموتيس أن أوروربا تعاني من ارتفاع أسعار الوقود بسب الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى تضرر الدول النامية، وبعض بلدان الشرق الأوسط.
كما أشار إلى أن الحرب في أوكرانيا ستغير العالم بالطبع، ولن نرى في القريب العاجل انفراجة في هذه الأزمة لأنها قد تستمر لفترة طويلة.
قصور عملياتي وإستراتيجي
وفي السياق نفسه، قال الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر، إن هناك قصورا عملياتيا ولوجيستيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأكد أن الحرب الروسية كانت وسيلة لتحقيق هدف سياسي، وهو نزع سلاح أوكرانيا ومنعها من الدخول في الاتحاد الأوروبي، أو حلف الأطلسي، وهذا الهدف لم ولن يتحقق.
وأردف: “روسيا حاولت دخول العاصمة كييف لكنها لم تستطع لذلك فتحت حرب استنزاف، وقد تطول لفترة طويلة، ورغم أن الجيش الروسي قادر على تدمير البلد فلن ينال بوتين هدفه”.
أخطاء عملياتية
من جانبه قال العقيد السابق في هيئة أركان الجيش الروسي، سيرجي شاشكوف، إن هناك أخطاء عملياتية ولكن لا توجد أخطاء إستراتيجية، والدليل على ذلك هو تحرير نحو 20% من الأراضي الأوكرانية في أول أيام العملية العسكرية.
وأكد شاشكوف أن الجيش الأوكراني مدرب ومسلح وقوي، ورغم كل ذلك احتمال فوزه على روسيا صفر على الشمال، على حد قوله.
وأشار شاشكوف إلى أن الجيش الروسي يمتلك قدرات قتالية عالية جدا، والدليل على ذلك هو تدمير محطات ومستودعات أسلحة وذخيرة بصواريخ روسية متطورة.
وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على أوكرانيا في الـ”24″ من فبراير الماضي، في محاولة لثنيها عن عدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وذلك بعد تجاهل الغرب لضمانات أمنية طالبت بها روسيا.
وكانت روسيا قد طالبت المجتمع الدولي بتوفير ضمانات بعدم تمدد قوات حلف الناتو شرقا في أوكرانيا، وطالبت أيضا بعدم انضمام كييف للحلف، لأنها ترى أنه خطر أمني كبير عليها.