تلسكوب جايا يكشف أسرارا مذهلة عن مجرتنا الشمسية
قدّم تلسكوب جايا الفضائي بياناته الجديدة حول ما يقرب من ملياري نجم في مجرة درب التبانة بدقة مذهلة تجعل من الممكن رسم خريطة لمجرة تضج بالحياة.
وقال مدير عام وكالة الفضاء الأوروبية يوزف أشباكر خلال تقديم نتائج تلسكوب “جايا”، إنه يوم رائع لعلم الفلك، يفتح الباب لاكتشافات جديدة حول الكون ومجرتنا”.
وتعد تلك المهمة الثالثة لجمع البيانات يقوم بها المرصد الفضائي المتمركز على بعد 1,5 مليون كيلومتر من الأرض مقابل الشمس، وتهدف إلى رسم خريطة لمجرتنا بجميع أبعادها، وبالتالي فهم أصلها وهيكلها ودينامياتها.
وجُهزت مهمة “جايا” بتلسكوبين وجهاز استشعار فوتوغرافي بدقة مليار بكسل، وهو يمسح جزءا صغيرا جدا (بالكاد 1%) من النجوم في مجرتنا التي يبلغ قطرها 100 ألف سنة ضوئية، وحتى أبعد من ذلك.
ومن خلال تحليل البيانات المرسلة إلى الأرض والبالغ عددها 700 مليون يومياً، على مدى 34 شهرا، تمكن “جايا” من توفير معلومات حول أكثر من 1,8 مليار نجم.
منجم ذهب
تقدم المهمة مجموعة تفاصيل غير مسبوقة، بينها 220 مليون طيف قياس ضوئي، ما سيجعل من الممكن لأول مرة تقدير كتلة النجوم ولونها ودرجة حرارتها وعمرها.
كما تقدم 2,5 مليون تركيبة كيميائية جديدة، وهو “حمض نووي” يُعلمنا بمكان ولادة النجوم، ورحلتها عبر المجرة.
كما تظهر البيانات عن 35 مليون سرعة شعاعية، تقيس تنقلها وتقدّم فهماً جديداً للتحركات في مجرة درب التبانة.
والمفاجأة الكبرى تتمثل في رصد جايا لأول مرة “هزات” نجمية، وهي حركات صغيرة على سطح نجم تغير شكله. هذا الاكتشاف يفتح “منجم ذهب” لعلم النجوم على صعيد النجوم الضخمة، أي طريقة عملها الداخلية، على ما أوضح كوني آيرتس من جامعة لوفان البلجيكية، العضو المتعاون في مهمة “جايا”.
ويقول المدير العلمي لبعثة جايا في فرنسا فرنسوا مينيار، إن هذه المهمة تتخطى التوقعات على جميع المستويات.
ويشير عالم الفلك من مرصد منطقة كوت دازور الفرنسية الساحلية لوكالة فرانس برس إلى أن النتائج التي أسهمت في كتابة نحو 50 مقالا علميا، ترسم صورة مجرة أكثر اضطرابا مما كان متوقعا.