خلال هذا الأسبوع ألقت تركيا واليونان بكامل ثقليهما الدبلوماسيين في ليبيا، في خطوة قال محللون إنها ليست بمعزل عن التنافس الذي تخوضه الدولتان في شرق المتوسط، وتمثل ليبيا إحدى ساحاته.
التنافس والنزاع بين تركيا واليونان في ليبيا، ظهر جليا، بزيارات مهمة قام بها وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دينياس، إلى مدينة بنغازي لافتتاح قنصلية بلاده، وذلك بعد أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى العاصمة طرابلس، بينما يبدأ رئيس المجلس الرئاسي، الليبي محمد المنفي، زيارة إلى اليونان.
وبينما تتحرك اليونان للإطاحة باتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها حكومة الوفاق مع تركيا، تكافح أنقرة للحفاظ على صلاحية هذه الاتفاقية وتثبيتها، وهو ما تجلى خلال زيارة رئيس الوزراء الليبي إلى تركيا.
وأطلق المسؤولون اليونانيون من داخل ليبيا تصريحات استهدفت تركيا وعبروا عن رفضهم للاتفاق البحري المثير للجدل الموقع بين حكومة الوفاق وأنقرة، كما طالبوا صراحة باستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.
وقوبل النشاط الدبلوماسي اليوناني في ليبيا، بتحركات مماثلة من أنقرة التي سارعت باستقبال رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، وعدد من وزرائها، للدفاع عن صلاحية وقانونية اتفاقياتها مع ليبيا ومحاولة تثبيتها لضمان استمراريتها.
وقال العضو المؤسس في حراك 24 ديسمبر، جمال الفلاح، إن زيارة الدبيبة لتركيا والتأكيد على الاتفاقيات المبرمة مع أنقرة والتوقيع على اتفاقيات جديدة هي خطوة متسرعة جدا ومفاجئة، مشيرا إلى أنه كان على الدبيبة أولا تحقيق السلام الداخلي في ليبيا وأن يناقش ملف القوات التركية والمرتزقة
وأضاف الفلاح، خلال لقاء على شاشة الغد، أن تلك الخطوة تثير الشكوك حول الحكومة الليبية الجديدة.
ومن جانبه أوضح الباحث السياسي، السنوسي إسماعيل، أن خطوة الدبيبة ليست بالمستغربة، لا سيما أن الحكومة الجديدة لا تمتلك تغيير شيء في العلاقات الجيوسياسية الليبية، لافتا إلى أن هناك ضغوط على الحكومة الليبية والمجلس الرئاسي لإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع تركيا
