تناقضات السياسة الأمريكية في الخليج.. هل تغيرت أولويات واشنطن؟
مع تعاقب الإدارات الأمريكية من باراك أوباما إلى دونالد ترامب وصولا إلى جو بايدن، تتغير سياسة الولايات المتحدة وتتناقض رؤيتها لأمن الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحديدا.
ودفع هذا التناقض إلى فتح المجال لتمدد قوى، مثل الصين وروسيا في المنطقة، ودفع دول الخليج أيضا إلى الانفتاح عليها لتنويع قدرتها على المراوغة في مواجهة التهديدات المحتملة وحماية مصالحها.
ويرى مستشار رئيس الوزراء العراقي، الدكتور حسين علاوي، عبر برنامج مدار الغد، أن الولايات المتحدة لن تعطي الفرصة لروسيا التي تلعب دورا عسكريا في سوريا أو الصين التي تتواجد اقتصاديا بشكل كبير أو لأي قوة أخرى بالتأثير على نفوذها في الخليج.
وأكد علاوي أن الإدارة الأمريكية لن تغير سياسيتها تجاه الخليج بشكل سريع وإنما ستأخذ بعض الوقت، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية لن تنسحب بشكل كامل من الخليج، وإنما بشكل جزئي.
وأضاف علاوي، أن دعوة وزير الدفاع الأمريكي، لقادة التخطيط العسكري، بوضع دراسة، لإعادة التمركز والتموضع لأكثر من 600 قاعدة عسكرية أمريكية في العالم، يؤكد أن الأمر سيحتاج إلى مزيد من الوقت.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد فراس النائب، إن القوات الأمريكية لن تنسحب من الخليج، حتى لا تترك الساحة للتواجد الروسي والصيني، وإنما فقط أرادت إدارة بايدن أن تظهر بشكل مختلف عن سياسات الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
وأكد فراس، على أن التخوفات الأمريكية من زيادة النفوذ الروسي والصيني، سيدفع إدارة بايدن بعدم الانسحاب حتى وإن تظاهرت برغتها في الانسحاب الجزئي أو الكلي من الخليج.
من جانبه، يرى اللواء الركن شامي الظاهري، رئيس هيئة إدارة القوات المسلحة السعودية سابقا، إن الحكم على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جود بايدن، يحتاج إلى بعض الوقت، معتبرا أن الحكم في الوقت الحالي غير صائب، نظرا لتولي الإدارة مهامها منذ فترة قليلة، ولا تزال تعيد ترتيب أوراقها الداخلية والخارجية في العديد من الملفات.
وقال الظاهري، إن إدارة بايدن لا تزال تستكشف العديد من الملفات، خاصة أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، رفض الاجتماع مع حكومة بايدن أو التعاون معها في العديد من الملفات.
وأشار الظاهري، إلى أن دليل ذلك، أن هناك العديد من التناقضات داخل إدارة بايدن، حيث شاهدة العالم التصريحات التي أدلى بها مسؤولين أمريكيين التي تتعلق بتقليص تواجد القوات الأمريكية في الخليج، ثم تراجع عنها مسؤولون آخرون، ما يؤكد حالة التخبط التي تعاني منها الإدارة الجديدة، واحتياجها لمزيد من الوقت.
