تنامي اليمين المتطرف يهدد بهدم الديمقراطية الأمريكية 

رغم مرور عام على اقتحام مجموعات متطرفة مبنى الكابيتول في قلب واشنطن، ما زالت المخاوف باقية بشأن مستقبل الديمقراطية الأمريكية، في ظل تصاعد اليمين المتطرف وتمدد أنشطته.

فبالنظر إلى المعتقلين للاشتباه في صلتهم باقتحام الكونجرس، والذين بلغ عددهم أكثر من 700 معتقل، نجد أن الأغلبية منهم بلا روابط بالحركات المتطرفة ما يعني أن التطرف في أمريكا يجد حاليا من يؤيده.

بينما كان من بين الموقوفين أقلية لهم صلة بالتطرف اليميني، حيث ينتمي بعضهم إلى حركتي “براود بويز” Proud Boys، و”المتطرفين البيض”، ومنهم من يعتنق نظرية المؤامرة “كيو أنون” QAnon بالاضافة إلى حركة الميليشيات وهي الأكبر والأكثر تورطا في الهجوم على الكابيتول.

فحركة الميليشيات كانت قوية في تسعينيات القرن الماضي، ومسؤولة عن مؤامرات إرهابية وحوادث عنف، لكنها تراجعت بشكل كبير في العقد التالي.

وفي 2009 ومع وصول أوباما إلى الحكم كأول رئيس أسود، عاودت الحركة نشاطها بالتعاون مع ميليشيات وليدة أخرى، وقويت الحركة بجذب الكثير من الأعضاء الجدد.

وفي 2016، هيأ وصول ترامب إلى الحكم مناخا ملائما لتعزيز انتشار أفكار حركة الميليشيات، وغيرها من الحركات المناهضة للدولة، غير أن خسارته في 2020 أربكت هذه الحسابات.

 

وبحسب المراقبين، فإن حركات اليمين المتطرف تتجهز لانتخابات 2024، للاصطفاف وراء مرشح يميني متطرف، وذلك في وقت يتوقع فيه موقع “جلوب آند ميل” انهيار الديمقراطية الأمريكية في 2025، بل يرى الموقع الكندي أن العنف المدني داخل أمريكا ربما يؤدي إلى احتمالات حرب أهلية بحلول 2030.

ومن أبرز حركات اليمين المتطرف في أمريكا تحالف الميليشيات.. وهو تحالف يتأسس من مجموعات متطرفة مناهضة للحكومة،  و”حراس القسم”.. تأسست عام 2009 وتعد واحدة من أبرز جماعتين في الميليشيات،  و”ثلاثة في المئة”.. جماعة بارزة في تحالف الميليشيات وتأسست عام 2009 ، و”ذا بوجالو بويز”.. جماعة تعبر عن رغبتها في القيام بانقلاب مسلح ضد الحكومة، و”ذا براود بويز”.. التي أنشئت عام 2016 وتتبنى معاداة المهاجرين.

في السياق، قال توم وريك نائب مساعد وزير الأمن القومي الأمريكي السابق، إن التمييز العنصري في الوقت الحالي يلقى اهتماما أكبر من ذي قبل، ومن بينهم جماعات جذبت أشخاصا ممن عانوا من العزلة ولديها تطلعات نحو حقبة مماثلة لحقبة الرئيس كيندي، وتسويق وجهات النظر .

وأوضح أن ترامب كان لديه توجه سلبي نحو الأمريكيين من أصول إفريقية وفي البيت الأبيض لديهم وجهات نظر  في هذا الأمر، مشيرا إلى أن الحزب الديمقراطي يستعد لاستعادة مكانته في المجلسين  النواب والشيوخ وفي الوقت نفسه، يحاول منافسه الجمهوري الحفاظ علي مكتسباته.

وأكد أن انتخابات 2024 ستكون  قوية بين الجانبين، وما نراه هو وجهات نظر موجهة من قبل متطرفين ينشرون  معلومات خاطئة بشأن الانتخابات بهدف التأثير عليها مع وجود رغبة امريكية قوية لتوفير نزاهة ومصداقية للانتخابات القادمة.

بدوره قال ألبرت فرحات -الخبير في شؤون الإرهاب الدولي، إن ما حصل في الكابيتول بعد خسارة ترامب أصبح يضرب به المثل في أوروبا، لقد عملت إدارة ترامب على زرع الحقد والتطرف العرقي الأبيض تجاه المتجمع الأمريكي، ليس السود فقط بل كل من  يعارض السياسات السامية.

وأشار إلى أن باب التطرف الأمريكي سيكون هو الذي يضرب المجتمع الأمريكي والشرق الأوسط وأوروبا أيضا، وسيكون مجتمع واشنطن في الفترة المقبلة على نغمة التطرف والحركات الانفصالية في أمريكا، خصوصا أن ترامب غذى هذه الأفكار المتطرفة الموجودة قديما في أمريكا وأراد استغلالها في سياساته الداخلية والخارجية غير أن هذا كان سلاحا ذا حديين، ولقد ظهر ذلك في رغبة مجموعة من الولايات في الانفصال، ولا يغيب عن بالنا أن هناك العديد من العمليات الإرهابية تمت من قبل متطرفين يمينيين وجماعات انفصالية.

وأوضح أن ترامب عندما أتى رئيسا لأمريكا عرف كيف يحرك العصب لدى هذه الطائفة من الجماعت اليمينية المتطرفة وقام بالعديد من الأمور وسمح لهم وأعطاهم ضوءا أخضر للقيام بالعديد من الأمور تحت غطاء حرية التعبير والتظاهر، وعلينا أن نعلم أن وزارة العدل الأمريكية لديها 735 عنصرا قبض عليهم في اقتحام الكابيتول ونالوا أحكاما طفيفة بينما هناك 42 شخصا قاموا بعملية قتل 3 عناصر  من الشرطة الأمريكية لا نعرف مدة الحكم التي وجهت لهم.

وألمح إلى أن العديد في أمريكا الأن يؤمن بالتطرف والعنف والنظرة الفوقية لكل شرائح المجتمع الأمريكي إن كانت آسيوية أو عربية أو غيرها، وقيام ترامب ببناء حائد بينه وبين المكسيك تشير إلى عقلية انفصالية وإدارة جديدة تغير السياسات الخارجية لأمريكا، ونظرة أمريكية لحلفائها أنهم لا يستحقون العيش وعليهم أن يموتوا.

وأشار إلى أن الانتخابات القادمة سوف تظهر عنصر ضغط ومسقبل أي رئيس  سوف يتحدد بمن سيكون وراءه، ولقد وعد ترامب أنه سيعود في انتخابات 2024 بوجه آخر  يرتكز على هذه الجماعات لتعويض ما خسره في الانتخابات الماضية وصولا إلى التخلص من كل الطفيليات التي تعيش على حساب المجتمع الأمريكي- بحسب وصفه.

كما ستشهد السنوات المقبلة بعض المشاكل والأحداث إذا لم تكن إدارة بايدن قادرة على مواجهات هؤلاء، ربما الأمر سيتغير، غير أن الإدارة الحالية أضعف من أن تواجه هذه الجماعات فهي لن تجد حلا ولن تستطيع تسمية من يقف وراء المجموعات.

ومن جانبه قال جاسم محمد مدير المركز الأوروبي العربي لمكافحة الإرهاب، إن هذه التيارات أو المنظمات تعمل بشكل ممنهج وتضع نفسها محل أجهزة الدولة ومؤسسات إنفاذ القانون، ومن ثم هي تمثل خطرا على الديمقراطية فهي تسعى للعنصرية ونحو الدولة القومية.

وأوضح أن هذه الكيانات تعمل بشكل ممنهج، وأن مستشاري ترامب اتخذوا من بروكسل مقرا لإدارة عمل اليمين المتطرف.

ولفت إلى عقد عدة اجتماعات وحصلت على شرعية لها داخل أوروبا وتتمرس نحو دولة قومية، وأشعلوا هذه النزاعات داخل أوروبا حتى إن حلفاء أمريكا يقومون بمراجعة علاقاتهم بها.

ووصل الأمر إلى وصف البعض إدارة ترامب بأنها العدو الخصم الأول لأوروبا بعدما كانت الأخيرة هي المتضرر الأكبر من سياسات الرئيس الأمريكي السابق، كما وصف بعض رؤساء أوروبا ترامب بالخصم حيث إن سياساته أضعفت الاتحاد الأوروبي وعصفت به من الداخل.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]