طالب العضو العربي بالكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة، اليوم الثلاثاء، بإنزال علم إسرائيل الذي جرى رفعه على المدخل الشرقي لكنيسة القيامة في مدينة القدس المحتلة.
وندد زحالقة في كلمة ألقاها أمام الهيئة العامة للكنيست، برفع علم إسرائيل على مكان مقدس، مشيرا إلى أن هذه الخطوة هي محاولة غير مشروعة لفرض الأمر الواقع في مدينة القدس المحتلة، واعتداء على حرمة الكنيسة وعلى مكانتها الخاصة في وجدان الشعب الفلسطيني وقدسيتها عند المسيحيين في كافة أنحاء العالم.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، عن زحالقة قوله، إن «أي مس بالمسجد الأقصى أو كنيسة القيامة هو تعدٍ على الخطوط الحمراء، ولن نسمح به». ونوه زحالقة إلى أن التفاهمات المتبعة وقانون «الوضع القائم» منذ عهد الانتداب البريطاني، تكفل حقوق كل جماعة دينية في القدس في إدارة مستقلة لمقدساتها ومعابدها، وبضمنها عدم رفع أي علم من الأعلام على الممتلكات الخاصة بها.
ووصف زحالقة، رفع علم إسرائيل، بأنه تحدٍ لقرار اليونسكو بشأن القدس، ورد انتقامي على هذا القرار، داعيا المنظمة الدولية إلى فرض عقوبات على إسرائيل إذا لم تتوقف عن ممارساتها الاحتلالية وعن مشاريع تهويد المدينة المقدسة.
https://www.youtube.com/watch?v=N9jiAp0fgfU
وكانت لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، صوتت في الـ26 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لصالح مشروع قرار البلدة القديمة في القدس المحتلة وأسوارها. ويؤكد القرار على عدم شرعية أي تغيير أحدثته السلطات الإسرائيلية في بلدة القدس القديمة ومحيطها، الأمر الذي أثار حملة انتقادات حادة في إسرائيل.
وصوتت 10 دول لصالح القرار الجديد الذي يرفض إطلاق مصطلح «الهيكل المزعوم» على حائط البراق في مدينة القدس المحتلة، وقد عارضت القرار دولتان، وامتنعت عن التصويت 8 دول، وذلك خلال عقد المنظمة دورتها الاستئنافية رقم 40 في العاصمة الفرنسية باريس.
وجاء هذا القرار بعد أسبوع من قرار مماثل صدر عن المجلس التنفيذي لليونسكو بتاريخ 13 و18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي أكد على أن المسجد الأقصى مكان عبادة خاص للمسلمين، ولا علاقة دينية لليهود به.
وعلى إثر القرار، استدعت إسرائيل سفيرها لدى «اليونسكو»، لـ«التشاور»، في أعقاب التصويت على القدس الشرقية، والجزء الفلسطيني من المدينة التي تحتلها إسرائيل.
وفي سياق متصل، استنكرت اللجنة الرئاسية العليا التابعة لشؤون الكنائس في فلسطين، رفع علم إسرائيل على المدخل الشرقي لكنيسة القيامة بمدينة القدس المحتلة.
واعتبرت اللجنة في بيان صحفي، أن هذا الأمر يشكل انتهاكا علنيا مضافا لانتهاكات قوات الاحتلال اليومية التي تمارسها بحق مدينة القدس المحتلة.
وطالبت بالالتزام بتطبيق قانون «الستاتيكو» (قانون الوضع الراهن)، والذي يكفل حقوق كل طائفة وجماعة دينية متواجدة بالقدس، كما ينص على عدم رفع أية أعلام على الممتلكات التابعة لها، والوقوف أمام أية محاولات إسرائيلية تهدف إلى فرض السيطرة والاستحواذ على هذه الممتلكات من خلال هذه الممارسات.
فيما استنكر الأب مانويل مسلم، عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، قيام سلطات الاحتلال برفع علم إسرائيل على المدخل الشرقي لكنيسة القيامة بمدينة القدس المحتلة.
واعتبر مسلم في تصريحات صحفية، أن هذا الفعل المشين، هو اعتداء صارخ على المسلمين قبل المسيحيين، واعتداء على كل الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن هذا الاعتداء ليس بجديد ولن يكون الأخير من محتل يغتصب الأرض الفلسطينية ويعتدي على كل الأديان السماوية.
وحذر مسلم، من قيام إسرائيل بسرقة التاريخ المسيحي بفلسطين من خلال الهجوم على الكنائس، رغم اعتقاده أن دولة الاحتلال لا طمع لها بكنيسة القيامة في الوقت الحالي، لكن طمعهم ينصب نحو أماكن مسيحية أخرى، ككنيسة «بئر يعقوب» بمدينة نابلس، و«الطابغة» في طبريا، و«علية صهيون» بالقدس، ومعظم الكنائس المسيحية في البلاد، وبعد ذلك التفرد بكنيسة القيامة والمسجد الأقصى، على حد تعبيره.
