قال مسؤول تركي، اليوم الخميس، إن تركيا وروسيا تبحثان تسيير دوريات مشتركة كوسيلة للتوصل إلى اتفاق من أجل وقف القتال ووقف نزوح المدنيين في منطقة إدلب السورية، وذلك بعد يوم من تهديد أنقرة بعمل عسكري لدحر قوات الحكومة السورية.
وفشلت تركيا وروسيا، اللتان تدعمان أطرافا متحاربة في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام، في التوصل لاتفاق بعد جولتي محادثات في الأسبوعين الأخيرين.
وتسبب هجوم للجيش السوري للقضاء على آخر معقل للمعارضة في شمال غرب البلاد في بعض من أخطر المواجهات حتى الآن بين أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، ودمشق ودفع تركيا لإرسال آلاف من جنودها وأرتال من الأسلحة الثقيلة إلى المنطقة الحدودية.
وقال المسؤول التركي إن المحادثات مع روسيا “لم تكن بلا جدوى” وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن المحادثات حققت تقدما لكنها لم تتمخض عن قرار نهائي.
وتابع قائلا “روسيا تصر على موقفها بأن تنسحب تركيا من إدلب وتخلي مواقع المراقبة التي أقامتها منذ البداية. الانسحاب من إدلب أو إخلاء مواقع المراقبة ليسا مطروحين للنقاش”.
وأضاف “يجري مناقشة عدة إجراءات. على سبيل المثال، ضمان الأمن عبر مسؤولي أمن أتراك وروس والقيام بدوريات مشتركة قد يكون أمرا ممكنا”. وذكر أن أنقرة وموسكو تتوقعان من رئيسي البلدين “حسم المسألة”.
وهددت تركيا، التي تدعم مقاتلي معارضة يحاولون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، باستخدام القوة العسكرية لدحر القوات السورية التي تتقدم في إدلب ما لم تنسحب هذه القوات بنهاية الشهر. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء إن تنفيذ عملية تركية في إدلب ليست إلا “مسألة وقت”.
وتبادلت أنقرة وموسكو الاتهامات بخرق اتفاق خفض التصعيد الذي أبرم في 2018 والذي سمح لهما بإقامة مواقع مراقبة عسكرية في إدلب.
وقالت تركيا إن قوات الجيش السوري تحاصر بعضا من مواقع المراقبة التابعة لها لكنها لن تخلي هذه المواقع أو تغير أماكنها. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين يوم الثلاثاء، إن تركيا رفضت الخرائط البديلة التي عرضتها روسيا خلال المحادثات.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن هناك قدرا من التقارب مع روسيا خلال المحادثات بشأن إدلب لكنه لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب.
وقال جاويش أوغلو لقناة (تي.آر.تي خبر) “لم يحدث أن فرضت روسيا خريطة علينا. تبادلنا وثائق تعرض وجهات نظرنا”.
وسبق أن قالت روسيا، التي تدعم الأسد، إن العملية التركية في إدلب ستكون “أسوأ سيناريو” وإن موسكو ستواصل العمل على منع تفاقم الوضع. وقالت إيران، التي تدعم الأسد أيضا، إنها على استعداد للتوسط بين سوريا وتركيا إذا لزم الأمر.
وذكر المسؤول أن تركيا وروسيا وإيران تعتزم الاجتماع في طهران أوائل الشهر المقبل لمناقشة التطورات في سوريا بما في ذلك الوضع في إدلب. وأضاف أن وفدا روسيا قد يزور أنقرة قبل ذلك لتقييم التقدم الذي أحرز بشأن إدلب.