تهديد قطاع غزة سلاح قادة الاحتلال لاقتناص الصوت الانتخابي
يدخل قطاع غزة بقوة في سباق الانتخابات الإسرائيلية، ولا يترك قادة الأحزاب المتنافسون فرصة إلا ويهددونه بالحرب والدمار، خاصة أن حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، يرى أن التعامل مع مشكلة غزة يكون بتعزيز قدرة الردع العسكرية.
فيما يؤمن حزب أزرق أبيض “كاحول لافان”، برئاسة بيني جانتس، بهزيمة الفصائل الفلسطينية عسكرياً واستعادة الجنود الإسرائيليين من القطاع، وبذلك يستعيد الردع، ثم الانتقال إلى ترتيب وحل طويل الأجل مع الفلسطينيين.
ويكمن الهدف من هذه التهديدات وفق ما ذكره قادة في الفصائل الفلسطينية، خلال أحاديثهم لموقع قناة الغد، في الصوت الانتخابي، ولكن إذا وقعت الحرب فإن الفصائل الفلسطينية ستخوضها بكل ما لديها من قوة.
وقال القيادي في حركة حماس طاهر النونو: “من الواضح أنه في ظل الفشل الإسرائيلي الداخلي، نجد أن قادة الاحتلال يتنافسون في التهديدات لقطاع غزة، جاعلين منها رافعة لهم في سوق هذه الانتخابات”.
وحذر النونو من أي عدوان قد يستهدف القطاع، مؤكدًا أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وقال: “لغزة والمقاومة قيمة كبرى، ونحذر أي جهة إسرائيلية من أن تلعب بالدم الفلسطيني، وأن يجلعوا غزة عرضة للانتخابات الداخلية ، ولا تخيفنا هذه التهديدات، وإذا فرضت علينا أي معركة بالتأكيد سنخوضها وسيندم من اتخذ قرار بمثل هذه المعركة”.
وعن الخيارات التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية قال النونو: “نحن خياراتنا كثيرة، أولها الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى دعوة العالم أجمع لإنهاء الحصار عن غزة وإنهاء العقوبات المفروضة عليه، وإذا فرضت المعركة علينا بالتأكيد سنخوضها”.
تراجع نتنياهو
من جهته، رأى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن فصائل المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تغير من مسار معادلة الانتخابات في إسرائيل، وجعلت نتنياهو يتراجع في البزار الانتخابي، ولا يمكن أن تؤثر تصريحاته على فصائل المقاومة.
وأوضح المدلل أن التهديدات التي يطلقها نتنياهو وقادة الاحتلال لا يمكن أن ترهب أحدًا، لأن العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين مستمر سواء بوجود نتنياهو أو عدمه، في المقابل فصائل المقاومة على أتم الجهوزية للرد على أي جرائم يقوم بها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن نتنياهو يريد أن يرمم سمعته الانتخابية أمام الجمهور الإسرائيلي التي تراجعت كثيرًا، وكانت هذه الصورة المهينة التي هرب بها نتنياهو في حملته الانتخابية من صواريخ المقاومة، لذا هذا التهديد يأتي في سياق البزار الانتخابي، و قوة المقاومة وتطور إبداعاتها استطاعت أن تصنع معادلة التوازن والردع مع المحتل الإسرائيلي.
الكل يتجنب الحرب
بدوره قال المختص بالشأن الإسرائيلي عادل ياسين: “إن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة ليس جديدة، ولكنها تدل على حجم الأزمة التي يعيشها قادة الاحتلال وكذلك المجتمع الإسرائيلي، وتعبر عن عجزه في حل أزمة غزة، ومشكلة غزة هي رفع الحصار وليس الحرب، والكل يريد حلاً سياسيًا لتجنب الحرب.
وأوضح ياسين أن إسرائيل لديها رغبة جامحة في الحرب على غزة، لكن المعضلة التي تواجه إسرائيل هل لديها القدرة على دفع ثمن هذه الحرب إذا وقعت وتحمل تداعيتها، وخلال الحروب الثلاث السابقة التي خاضتها إسرائيل ضد غزة، وصلت إلى نتيجة أن مع غزة لم يعد الحل العسكري فعالاً .
ورأى ياسين أن تصريحات نتنياهو وجانتس ضد غزة، تأتي في سياق السباق الانتخابي، لذلك يكتفون بالتصريحات والتهديدات وليس خوض معركة، فالكل يتهرب من مشكلة غزة، ويبتعد عن شبح الحرب، وقادة الجيش يكتفون بتسديد ضربات ردا على الصواريخ الفلسطينية أي ما بين قوسين “رد برد”.
