تواصل ردود الفعل الفلسطينية الرافضة للجنة ضم الضفة المحتلة
تواصلت ردود الفعل الفلسطينية الرافضة، لقرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتشكيل لجنة أمريكية إسرائيلية لتنفيذ قرارات ترسيم وضم أراضي الضفة الغربية المحتلة لصالح التوسع الاستيطاني تنفيذا لبنود “صفقة القرن”.
وأكد مراقبون و سياسيون فلسطينيون في أحاديث منفصلة لموقع قناة “الغد”، على أهمية التحرك الشعبي لمقاومة المخططات الإسرائيلية لترسيم الخرائط والتي تهدف لقتل أي إمكانية لإقامة أي دولة فلسطينية.
ووصف نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، قرار تشكيل لجنة أمريكية إسرائيلية لوضع الخرائط للمناطق المنوي الإعلان عن ضمها، بأنه إعلان حرب استنادا الى خطة ترامب نتنياهو التصفوية”.
وقال غنيم في حديث لموقع قناة “الغد”، أن أعمال هذه اللجنة هي خطوة على طريق تكريس نظام الفصل العنصري، وخلق الوقائع على الأرض لتمزيق ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المتصلة لقتل أي إمكانية لإقامة أي دولة فلسطينية.
وأضاف، ولهذا فإن الشراهة والاصرار على التنفيذ الفوري لصفقة القرن، يتطلب مضاعفة الجهد الفلسطيني للتصدي لهذه السياسة الاجرامية، لأننا في صراع مع الزمن، وكلما أسرعنا في توحيد جهودنا وفقا لوجهة واستراتيجية موحدة، كلما تمكنا من محاصرة نتائج هذه الصفقة على طريق إفشالها.
تحرك شعبي ودب لوماسي
من جهته قال عبد الله أبو رحمة الناشط في مجال الاستيطان : “إن قرار نتنياهو بتسريع البدء في قرار الضم من خلال اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية الهدف منه كسب المزيد من الأصوات من أجل صناديق الاقتراع ، ومحاولة لإرضاء أحزاب اليمين والمستوطنين لكسب أصواتهم لترسيم الحدود و المناطق التي سيضمها”.
وأوضح أبو رحمة، في حديث لموقع قناة “الغد”، أن هناك ضوء أخضر و تطمينات أمريكية لإسرائيل من أجل مواصلة هذه المخططات، بهدف قتل أي حلم مستقبلي لإقامة دولة فلسطينية مترابطة الأطراف، والحديث عن أي أفق للسلام مستحيل في ظل ما تقوم به إسرائيل على الأرض من انتهاكات وتهويد.
وفي معرض رده على سؤال حول آليه مقاومة هذا المخطط قال أبو رحمة: “هناك تحركات على كل الصعد من الناحية الدبلوماسية، والأكثر أهمية هو التحرك الشعبي، لأن الأرض الفلسطينية تغلي، ومن المتوقع أن تكون خلال الأيام القادمة عدة فعاليات، وخاصة في المناطق المصنفة “ج” ومناطق أخرى متعددة، وهذا نعول عليه من الناحية الشعبية لإفشال هذه المخططات.
رؤية إسرائيلية بتوقيع أمريكي
بدوره أوضح، خليل التكفجي مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية، أن اللجنة الإسرائيلية الأمريكية لترسيم الخرائط تمهيدا لضم المستوطنات والأغوار وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة لسيادة الاحتلال، هي رؤية إسرائيلية بتوقيع أمريكي، والجانب الإسرائيلي والأمريكي رسم على أرض الواقع ما يريده من خلال الخرائط.
وأوضح التكفجي في حديثه لقناة “الغد”، أن كل غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية وفق مشروع ألون والذى يشمل السيطرة على 27% من مساحة الضفة الغربية، والجدار الذي أنشأ من الناحية الغربية هي ترسيم حدود، وبعض التعديلات بالنسبة لمدينة القدس والجدار الذى أقيم به، بالإضافة للجسور والأنفاق التي أقيمت بالضفة الغربية.
متابعا حديثه، وبالتالي على الأرض الواقع أنشأت دولتين في داخل الضفة دولة مستعمرات إسرائيلية مترابطة جغرافيا، و دولة تجمعات فلسطينية الترابط بينها الأنفاق والجسور، إسرائيل رسمت ما تريده على أرض الواقع منذ فترة طويلة، وخاصة أنها جمعت بين خطة آلون الإسرائيلية للعام 1970 أو خطة الأمر العسكري للطرق الصادر 1983 أو خطة شارون الذى صدرت 1990 وبعدها خطة أفيغدور ليبرمان فيما بعد.
وكان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد أن لجنة فرض السيادة من خلال رسم الخرائط والمشكلة بفريق إسرائيلي- أمريكي، قد بدأت أعمالها بعد تشكيلها، وأنها قريبًا ستكمل مهمتها.
وأشار نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته أمس، إلى أنه تمت الموافقة على تشكيل اللجنة المشتركة وبدأت مهامها.
وقال: “إن هذا الفريق سيحقق السيادة، على ما تبقى من وطننا في الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، وهي مناطق تُعد جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وإلى الآبد”، وفق قوله.