السعودية تعلنها: «فتش عن إيران»
تمر العلاقات السعودية الإيرانية، بأكثر مراحلها توترا في الفترة الحالية، خصوصا عقب حادثة الحج في منى التي اتهمت السعودية إيران بافتعاله، والأحداث التي تلت ومنها إعدام المعارض السعودي الشيعي الشيخ نمر النمر، وصولا لإلغاء إيران الحج هذا العام.
الاتهامات المتبادلة بين البلدين جعلت إيران العدو المحتمل الأول في كل حدث يمس السعودية.
حرق العراق
اتهم ثامر السبهان، سفير المملكة العربية السعودية في العراق، شخصيات إرهابية إيرانية متواجدة قرب الفلوجة بأشعال نار الفتنة الطائفية في العراق.
وأضاف، في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر «وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة دليل واضح بأنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة وتأكيد لتوجههم بتغيير ديموغرافي».
وجود شخصيات ارهابية ايرانيه قرب الفلوجة دليل واضح بانهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيته وتأكيد لتوجههم بتغيير ديموغرافي
— ثامر السبهان (@thamersas) ٣ يونيو، ٢٠١٦
وقد سبق في 29 مايو/ أيار الماضي، أن قال «تريد إيران الفوضى وتدمير العرب من خلال صناعة صراع شيعي سني وهي لا تؤمن بالشيعة العرب، وهم كذلك لكن للأسف لديها أدواتها التي تعبث بها وتحركها».
وقد سبق وأن أقرت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في العراق، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
من جانبه قال وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير في مقابلة سابقة، إن الحرس الثوري يحارب الشعب السوري، ويحارب في العراق، ويقوم بأعمال تخريبية في أنحاء أخرى من العالم، شيرا إلى أن قاسم سليماني والحرس الثوري وفيلق القدس مدرجون على قائمة الإرهاب.
حرب إلكترونية
ذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية الأربعاء الماضي، أن وزارة الخارجية الايرانية وسفارات إيرانية في الخارج تعرضت لقرصنة قام بها قراصنة تابعون للسعودية، وعقب يوم واحد من هذا الإعلان قالت صحيفة الوطن السعودية، إن موقعها الإلكتروني تعرض لقرصنة ونشر معلومات كاذبة حول سوريا والعملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
المعلومات التي تداولتها على نطاق واسع في وسائل إعلام إيرانية، تتعلق بتصريح نسب إلى ولي العهد الأمير محمد بن نايف قال فيه إن عاصفة الحزم طال أمدها وخرجت عن التوقعات، بحسب المنشور الذي حذفته الوطن عقب استعادة الموقع من القراصنة.
وقال عن سوريا، إنه كان من المتوقع إزاحة نظام الأسد بمساعدة تركيا والولايات المتحدة ولكن هذه الوعود لم تتحقق و هو ما يحتم علينا مراجع، سياساتنا وحساباتنا، وإن تطلب الأمر تقديم تنازلات حقيقية ومؤلمة في كل من هذه الملفات.
ليتهم رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية، عثمان الصيني، في تصريح صحافي، صراحة، إيران بالوقوف وراء اختراق الموقع الإلكتروني، مبينا أن جهات محسوبة على طهران كانت أول من غردت بحدوث الاختراق.
اللجوء للولايات المتحدة
يصف محللون أن العلاقات الأمريكية السعودية فترت في ظل حكم أوباما، ووفقا لرويترز، عبرت دول عربية خليجية بينها السعودية في أحاديث خاصة عن خيبة أمل مما تعتبره انسحابا أمريكيا من المنطقة في عهد أوباما سمح لإيران بتوسيع نفوذها خاصة بعد الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي.
يأتي ذلك في وقت توقعت مصادر مطلعة، أن يزور ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واشنطن في منتصف يونيو/حزيران الجاري لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين كبار ربما يكون بينهم الرئيس باراك أوباما.
ويتوقع أن تتناول مباحثاته مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وكبار المسؤولين الأمريكيين، قضية الصراع في اليمن حيث بدأت السعودية العام الماضي حملة عسكرية ضد الحوثيين المتحالفين مع لإيران.
يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، تقريرها السنوي الذي يلقي الضوء على الإرهاب في العالم والدول التي ترعاه وعدد والضحايا والدول المستهدفة.
وتصدرت إيران قائمة الدول الأكثر رعاية للإرهاب، حيث تقدم أنواعا مختلفة من الدعم سواء المالي أو التدريب أو التجهيز لجماعات إرهابية حول العالم، بحسب التقرير.
وأوضح التقرير، أن إيران لا تزال تقدم السلاح والدعم المالي لجماعات مثل حزب الله، وعدد من الميليشيات الشيعية الإرهابية في العراق مثل كتائب حزب الله، وكلا الجماعتين مصنف بقائمة الإرهاب، ليلفت التقرير أيضا إلى قلق من نشاطات إيرانية عديدة تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
تاريخ من الصراع
انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1943، بسبب إعدام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين.
شهد التوتر قمته عام 1979، عندما وقفت السعودية بجانب الرئيس العراقي صدام حسين في حربه ضد إيران ما بين عامي 1980 و1988، لتنتقل العلاقات إلى حالة حرب غير معلنة تزامنا مع إطلاق إيران برنامجها النووي، ومشاركة مجلس التعاون الخليجي في برنامج العقوبات الغربي على إيران، والحصار الاقتصادي عليها.
وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران من جديد في 1987، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في صدامات مع الشرطة السعودية عرفت باسم أحداث مكة 1987.
