تونس أمام خيار الذهاب نحو المجهول..والغضب الشعبي يحاصر الحكومة

حذرت الدوائر السياسية في تونس، من انفجار الأوضاع والسقوط في «دوامة المجهول»، بسبب أزمات المشهد السياسي التي تجسدت في مؤشرات «الحرب الباردة» بين السلطات الثلاث ( رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان)، مع تعقيدات (حرب الصلاحيات) بين رأسي السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة)، بينما يرزح التونسيين تحت وطأة معاناة معيشية في ظل أزمة اقتصادية طاحنة.

 

وشھدت العاصمة التونسية، وعددا من الولايات والمناطق، مواجھات بین المحتجین وقوات امنیة، ورافقت الاحتجاجات التي كانت خالیة من اي شعارات او مطالب اجتماعية «معيشية» تخريب وفوضى وحرق عجلات في الطریق العام رغم اعلان الحجر الصحي الشامل بسبب تفشي فیروس كورونا.. ومن اللافت للمراقبين، أن ھذه الاحتجاجات كانت في أوقات زمنیة متقاربة رغم توزعھا على كل من ولایات سوسة والقيروان وسليانة وعدد من الاحیاء بتونس العاصمة وھي سیدي حسین والزھروني والسیجومي والكرم.

من يقف وراء إرباك جھود الدولة

ھذه الموجة من الاحتجاجات، بحسب المحلل السياسي التونسي، جھاد الكلبوسي،  فتحت الباب للتساؤل عن اسباب اندلاعھا في ھذا التوقیت وھل تم التخطیط لھا مسبقا؟ وتؤكد صحيفة «الصباح» التونسية، انه حسب بعض التفاصيل التي تحصلت علیھا، فان ھذه التحركات الاحتجاجية «المشبوھة» كان الھدف منھا ارباك جھود الدولة في ھذا الظرف الصحي الصعب.. فمن یقف وراء محاولات إرباك الدولة؟

هل ساهم «التعديل الوزاري» في انفجار الاحتجاجات

الاحتجاجات التي أشعلت الشارع التونسي، كانت في دائرة التوقعات، قياسا على معطيات الظروف الراهنة، سواء سياسية أو اقتصادية او اجتماعية، بحسب تقديرات الباحث التونسي، سعيد الديمي، ولكنها ارتبطت بصورة أو أخرى بالإعلان ـ قبل 24 ساعة ـ عن التعديل الوزاري الذي شمل ثلث الحكومة وفجر تساؤلات حول معيار اختيار الوزراء الجدد: على أساس الكفاءة أم الولاء؟ وأثيرت تساؤلات وشكوك أخرى أحيطت بعض اسماء الحقائب الوزارية..فهل ساهم التعديل الوزاري في انفجار فوضى الاحتجاجات التي عمّت شوارع تونس وميادينها العامة؟ّ

 

شرارة أزمة جديدة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية

التعديل الوزاري، كان شرارة أزمة جديدة بين رئيس الحكومة، هشام المشيشي، وبين رئيس الجمهورية، بحسب رؤية الباحث التونسي، حسان العيادي، وأيضا بينه وبين جزء من حزامه السياسي الداعم، فالمشيشي اعتمد على رفض كتلة الإصلاح وحركة تحيا تونس والكتلة الوطنية لتغيير طبيعة حكومته من حكومة مستقلة إلى حكومة حزبية ليضغط بالأساس على النهضة وقلب تونس بهدف إقناعهما بالقبول بما يقدمه لهما من مواقع في التعديل الوزاري وفي تحديد طبيعة مرشحيهم الذين طالب بان لا يكونوا رجالات الصف الأول في الأحزاب.

ويرى «العيادي»، أن تونس أمام احتمال – وإن كان ضعيفا – بأن ينتقل الصراع المكتوم بين قصر قرطاج الرئاسي، والحكومة الى الواجهة وبشكل عنيف يجر البلاد الى أزمة سياسية مؤسساتية حادة في ظل أزمات صحية واقتصادية متفاقمة تعيشها البلاد التي باتت اليوم على «كف عفريت» كما يقول المثل الشعبي فيما الصراعات السياسية تحتدم يوما بعد يوم، وأصبحت تونس أمام خيار الذهاب نحو المجهول.

هل هناك أيادي خفية تحرك الاحتجاجات

وبقيت التساؤلات حول المواجهات التي اندلعت في عدد من ولايات  تونس: من يقف وراءها؟ وتوقيتها؟ وما هي دوافعها؟ والاستفهام الكبير كيف اندلعت هذه الاحتجاجات في عدد من الجهات، في فترة حجر صحي شامل من المفروض ان يلتزم فيه المواطنون بتعليمات بروتوكول الحجر الصحي!! فهل هذه الاحتجاجات عفوية ولها أسبابها العادية، أم أن هناك أيادي خفية تحركها؟

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]