مع الذكرى الخامسة للثورة التونسية 2011 والتي وصفت بأنها «ثورة لم تكتمل» بحسب تعبير القوى السياسية والشعبية، التي عبرت عن حالة الإحباط لدى فئات واسعة من التونسيين وهم يرون أغلب أهداف ثورتهم لاتزال معلقة، ووجهت المعارضة التونسية ومنظمات المجتمع المدني النقد والاتهامات من قبل المعارضة التونسية لـ«الشيخين» الرئيس الباجي قايد السبسي، مؤسس حزب نداء تونس، وراشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، بأنهما مصممان على التحليق بالربيع التونسي الشاحب بجناحين “منتوفين” لحزبين عليلين في مهب العواصف باتجاه تعميق انشطار وتمزق المشهد السياسي، بحسب تعبير بيان صدر اليوم عن القوى السياسية في تونس.
وأوضح تقرير المركز الدولي للدراسات السياسية في تونس، أن «المظاهر الاحتفالية» في ذكرى الثورة ، كشفت عن مؤشرات لا ينبغي تجاهلها بأن تونس تتجه نحو فجوة سياسية عميقة قد تقود إلى مزيد من تأزم الأوضاع العامة، إذ فيما اختار الائتلاف الحاكم قصر قرطاج لإقامة موكب رسمي، قاطعه الائتلاف الحزبي اليساري “الجبهة الشعبية” وعدد من الأحزاب الأخرى، لتقيم احتفالات شعبية في الشارع، مما أثار غضب الرئيس الباجي السبسي، واعتبرها مقاطعة للدولة التي تعتبر رئاسة الجمهورية رمزا لها.
ويرى المحلل السياسي التونسي، الشاذلي بونصيف، أستاذ العلوم السياسية، أن التحالف بين «الشيخين» لا يرقى لرضا الشارع التونسي، وأن التوجس السياسي لدى القوى الحزبية ونشطاء حركات سياسية، من أن التحالف بين حزب النداء العلماني، الذي «أنهكه» نزيف الاستقالات، وبين حركة النهضة الإسلامية «المنطوية» على قواعدها الانتخابية، لن يقود بالبلاد سوى إلى «أزمة سياسية» من أبرز ملامحها الهوة بين الائتلاف الحاكم وبين المعارضة المدعومة بجزء هام من الرأي العام، وبدا ذلك واضحا في احتفالية الذكرى الخامسة للثورة.
وعرضت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة، آراء محللين سياسيين يحذرون من أن التحالف بين “النداء” و “النهضة” لن يقود سوى إلى “إنهاك” الحزبين معا، في ظل عدم الاقتناع به من قبل كوادرهما الوسطى وقواعدهما الانتخابية، خاصة أنه في ظل استحالة تخلي حركة النهضة عن مرجعيتها العقائدية، واستحالة تخلي حزب النداء عن مرجعيته العلمانية، سوف يتصاعد غضب الكوادر الوسطى والقواعد الحزبية ، وبالتالي تدني الثقة في القيادة، الأمر الذي ينعكس سلبا على البناء التنظيمي لكل من النداء والنهضة، وتأثير ذلك على المشهد السياسي التونسي.
ولفتت القوى السياسية المعارضة، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس الجمعة، إلى أن “الشيخين” ينتهجان نفس مفردات الخطاب السياسي، وكأنهما يسعيان إلى الإقناع بأن “التوافق” بين الحزبين هو “شأن وطني” فيما لا ترى فيه المعارضة سوى شان “حزبي ضيق ومصلحي” وقاد إلى احتكار إدارة الشأن العام ، وأدى إلى تعميق الاستقطاب السياسي
سياسيون ومفكرون تونسيون ، يؤكون في ذكرى الثورة، بحسب ما ورد في الصحف الحزبية والمستقلة، اليوم السبت، أن الثورة والتجربة الديمقراطية اختطفها كل من النداء والنهضة، وأن المشهد السياسي في تونس لم يستقر .. وفي تعقيبه على النقد الموجه من المعارضة التونسية بأن كل من “النداء والنهضة” يحلقان بجناحين “منتوفين” باتجاه تعميق تمزق المشهد السياسي ، قال الرئيس السبسي، إن الحزبين يحلقان بأجنحة قوية لدعم التجربة الديمقراطية.
