حذرت نقابة الصحفيين في تونس من حملات التحريض والتهديد التي يشنها قياديون في حركة النهضة الإخوانية ضد الصحفيين، والإعلاميين والتي طالت مراسلين يعملون بقنوات فضائية ومراسلي قناة الغد، إذ تم نشر تدوينات تتهم الصحفيين بتهييج الأوضاع والكذب والبهتان.
إشادة نقابية بمهنية “الغد”
وأكدت النقابة أنها بمراجعة المراسلات الميدانية لمراسلي الغد نجلاء بوخريص وبلال مبروك، لاحظت التزامهما بالمهنية التامة في تغطية الاحتجاجات والتزامهما بالاعتماد على مصادر رسمية موثوقة وعلى الموضوعية في نقل الأحداث.
كما انخرطت صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي في التحريض على مراسل “الغد” بلال مبروك وتداولت عدة صفحات صورة له بما يمثل تهديدا خطيرا لسلامته في الميدان.
تحريض خطير يهدد سلامة الصحفيين في الميدان
وفي الوقت الذي يعمل فيه الصحفيون على تغطية الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ أيام خلال فترة حظر التجول ليلا، طالت العديد من العاملين منهم لفائدة مؤسسات إعلامية تونسية وأجنبية حملات تحريض وتهديد.
ونشر القيادي بحركة النهضة رفيق عبد السلام يوم الأحد 17 يناير 2021 تدوينة اتهم فيها قناة “الغد” بـ”تهييج الأوضاع” و”الكذب والبهتان”، في تحريض واضح على مراسلي القناة في تونس ما يمثل خطرا كبيرا على سلامتهما في الميدان.
حملة ممنهجة ضد الإعلام والصحافة
وعمل النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس في تدوينة نشرها مساء أمس على التحريض على مقدم أخبار الثامنة بالقناة الوطنية الأولى الطيب بوزيد متهمين القناة بـ”اللا وطنية”.
كما عملت إحدى الصفحات الموالية لـ”ائتلاف الكرامة” على التحريض على مراسل قناة “العربية” بتونس وليد عبد الله.
وقد اتهمت التدوينة المراسل بـ”التشجيع على الكراهية والفتنة والتخريب” وتضمنت سبا وشتما له، وتحريضا على قنوات “الغد” و”العربية” و”سكاي نيوز”.
وبمراجعة مراسلات الصحفي وليد عبد الله للقناة تأكدت النقابة من احترامه أخلاقيات المهنة واكتفائه بالتأكيد على أنه إلى حدود مساء 16 يناير، لم يكن هناك توصيف رسمي للاحتجاجات، مشيرا أن الاحتجاجات تحولت إلى “أعمال شغب واعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة” متقيدا بذلك بقيم الموضوعية في التعليق على الأحداث.
كما تلقى مراسل إذاعة “شمس إف إم” منتصر ساسي تهديدا بالقتل من قبل أحد نشطاء التواصل الاجتماعي إثر نشره تدوينة فيها تثمين لدور الأمن في مجابهة أعمال الشغب بولاية نابل. وسيباشر ساسي إجراءات تتبع المعتدين عليه.
النقابة تحمل الداخلية مسؤولية حماية الصحفيين
وثمنت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تحلي صحفيي المؤسسات الإعلامية التونسية والأجنبية بالمهنية والموضوعية واحترام أخلاقيات المهنة الصحفية، ونددت بتصاعد وتيرة التهديد على الصحفيين وتعبر عن تضامنها التام مع الصحفيين الضحاي.
وحملت النقابة وزارة الداخلية مسؤولية حماية مراسلي وسائل الإعلام خلال تغطيتهم خاصة الاحتجاجات وأعمال الشغب الليلية، ودعتها إلي اتخاذ كافة الإجراءات الحمائية لفائدة الصحفيين ضحايا التحريض والتهديد.
وقالت النقابة إنها تحتفظ بحقها في تتبع المعتدين على الصحفيين وتضع على ذمتهم طاقمها القانوني للقيام بإجراءات التتبع القضائي ضد كل من انخرط في أعمال التحريض والتهديد التي طالتهم.
وذكرت النقابة بالدور الأساسي الذي لعبه الصحفيون في تغطية الاحتجاجات في مختلف مناطق الجمهورية خلال فترة الحجر الصحي العام وفترة حظر الجولان ليلا نهارا احتراما لحق المواطن في المعلومة الآنية والدقيقة.
وشددت على ضرورة احترام طبيعة العمل الصحفي من جميع الأطراف والابتعاد عن خطابات التحريض والدعوة إلى العنف لما تمثله من خطر على سلامة الصحفيين في الميدان.