تونس تتهم «قوى الردة» بإشعال الحرائق في عيد الفطر
أثارت موجة الحرائق «الغربية» التي تزامنت مع يوم عيد الفطر، وطالت العديد من جهات البلاد شكوكا قوية في تونس، بأن تكون حرائق مفتعلة يراد من ورائها تحقيق غايات محددة بما يدفع إلى وجوب التحقيق بجدية فيها وكشف المخطط أمام الشعب التونسي.
- وترى الدوائر السياسية والحزبية في تونس، أن هناك «مخططا» وراء إشعال 32 حريقا في وقت متزامن في يوم عيد الفطر، بهدف إحداث «فوضى وحالة من الاحتجاج الشعبي» ضد السلطة التي تستعد لتنفيذ برنامج إصلاحي شامل دستوري وقانوني لتأسيس الجمهورية الجديدة وهو ما ترفضه قوى وصفها رئيس الجمهورية، قيس سعيد بـ «قوى الردة».
قوى الردة تسعى إلى مزيد من تعقيد الأوضاع
وكان الرئيس قيس سعيد، قد حذر قبل 4 أيام، ممن وصفهم بقوى الردة، التي تسعي إلى مزيد من تعقيد الأوضاع لأهداف معلومة. وقال «هذه القوى كانت تختلق الأزمة تلو الأزمة لأن الأزمات هي أداة من أدوات الحكم عند من يحاولون إسقاط الدولة والعبث بمقدراتها وحرياتها».
- ومن جانبه، كشف الأمين العام المساعد للأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي، معز الدبابي، اليوم الأربعاء، عن وجود مؤشرات تدل بأن الحرائق التي اندلعت متزامنة يوم العيد في عديد الأماكن، وعلى رأسها سوق جارة بقابس، كان خلفها أيادي إجرامية لها أهداف معينة، وفق تعبيره.
«أيادي إجرامية» وراء إشعال 23 حريقا
وأضاف موضحا، إن 23 حريقا اندلعت في عديد الأماكن متزامنة، رغم أن الطقس ليس شديد الحرارة ليكون مؤشر حرائق طبيعية، كما لا توجد أي حركة أو أي عامل لانتشار الحرائق، لكن توجد مؤشرات تدل على وجود أيادي إجرامية.. لافتا النظر إلى أنهم وخلال عملية إطفاء سوق جارة، اندلع حريق آخر في إحدى غابات جهة قابس، وهي محاولة مكشوفة لتشتيت جهود أعوان الحماية المدنية.
- الشارع التونسي، الذي صدمته موجة الحرائق المتزامنة في أماكن متعددة، يوم عيد الفطر المبارك، ربط بين إشعال الحرائق، وبين «القرارات المصيرية» التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، من أجل تطهير البلاد سياسيا، بتأكيد الـ « لاءات الثلاثة»، للا حوار ولا اعتراف ولا صلح، مع من يقايض الوطن بالسلطة، ومع أناس لفظهم التاريخ.
«إخوان تونس» تحت مظلة «جبهة الخلاص»
تصريحات الرئيس التونسي تأتي بعد يومين من إعلان رئيس الهيئة السياسية لحزب «أمل» التونسي أحمد نجيب الشابي عن تشكيل «جبهة الخلاص الوطني» التي تضم 10 مكونات حزبية وسياسية من بينها حركة النهضة وأحزاب قلب تونس وائتلاف الكرامة وحراك تونس الإرادة وأمل، إضافة إلى حملة «مواطنون ضد الانقلاب» ومبادرة اللقاء من أجل تونس، وعدد من البرلمانيين.
ويؤكد مراقبون ومحللون في تونس، أن إشعال موجة الحرائق، كان متوقعا من قوى بعينها معروفة للشعب التونسي، في محاولة فاشلة لزعزعة الأوضاع في البلاد، بعدما أعلن رئيس الجمهورية، تشكيل لجنة بهدف الإعداد لتأسيس جمهورية جديدة تنهي أعمالها في ظرف أيام معدودات.
- كما أعلن رئيس الجمهورية عن تشكيل هيئتين داخل هذه اللجنة العليا إحداهما هيئة للحوار، ولكنه حوار لن يشمل وفق تعبيره الأطراف التي تريد العبث بالبلاد وستكون المنظمات الأربعة الوطنية موجودة، وهي الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين.
وهذه المنظمات الأربع حصلت عام 2015 على جائزة نوبل للسلام لمساهمتها في الانتقال الديمقراطي في تونس، مهد الربيع العربي والتي اعتُبرت آنذاك الدولة الديموقراطية الوحيدة في العالم العربي.