تونس تختار رئيسها السادس..بين «الليبرالي» و«المحافظ»

توجه التونسيون صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع لحسم الجولة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية السادس، لولاية جديدة بخمس سنوات، وفي مرحلة تراها الدوائر السياسية في تونسن مفصلية وهامة في ظل مناخ من الاحتقان  «الاقتصادي ـ الاجتماعي» والترهل «السياسي ـ الحزبي»، الأقرب إلى الغياب عن قضايا وهموم المجتمعى التونسي، وهو ما عبر عنه التونسيون فيما وصف بالعقاب الشعبي للأحزاب السياسية تجلى واضحا في جولة الانتخابات الرئاسة الأولى التي تنافس فيها 26 مرشحا ما وصف بـ «الزلزال السياسي الانتخابي» إثر «تصويت العقاب» الذي مارسه الناخبون ضد ممثلي الطبقة السياسية الحاكمة، وتمكن قيس سعيّد من نيل أصوات 18,4 في المئة من الناخبين، فيما حل نبيل القروي ثانيا بـ15,5 في المئة وعبرا إلى الدورة الثانية.

المراقبون في تونس، يتابعون اليوم مستوى المشاركة الشعبية في الاقتراع الرئاسي، من بين  7 ملايين و74 ألف و566 ناخب، أمام 4 آلاف و567 مركز اقتراع، خاصة وأن  أكثر من نصف التونسيين المسجلين لم يتحولوا إلى صناديق الاقتراع في الدور الأول للرئاسية وكان عزوفهم أكبر في الانتخابات التشريعية بما يفيد معنيين اثنين :

 

  • عزوف عن الشأن العام للأغلبية وعزوف عن الشأن السياسي للبقية، أي عزوف مركب، يكمن بحسب الدوائر السياسية والإعلامية، في الصعوبات المتراكمة التي تعيشها تونس على امتداد عقدين من الزمن، وهي صعوبات لم تتمكن كل حكومات ما بعد الثورة من الحد منها بل فاقمت العديد من أبعادها خاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي

 

ويتنافس للفوز بمنصب رئاسة الجمهوريّة قيس سعيد (محافظ ـ مستقل) ونبيل القروي ( ليبرالي ـ رئيس حزب قلب تونس) اللذان تصدّرا نتائج الدور الأول من الإنتخابات الرئاسيّة التي جرت يوم 15 سبتمبر/ أيلول الماضي والتي لم يتمكّن فيها أي مترشح من المترشحين ال 26 من الحصول على 50 بالمائة من أصوات الناخبين.

ومن الواضح أن كفتي المترشحين متساويتان أو بفروق ضئيلية، يصعب معها التكهن بالفائز الذي سيختاره التونسيون (ىساكنا لقصر قرطاج)، وقد اتسمت الحملة الانتخابية بالتشويق في أيامها الأخيرة خصوصا بعد القرار القضائي بإطلاق سراح القروي (56 عاما) بعدما قضى 48 يوما في التوقيف بسبب تهم تلاحقه بغسل الأموال والتهرب الضريبي.

 

ويختار اليوم الناخب التونسي، بين  (الليبرالي) و(المحافظ).. والأول تخلت عنه القوى اليسارية  والعمالية لأسباب أيديولوجية.. والثاني التفت حوله قوى التيار الإسلامي من «إخوان تونس» والسلفيين  ولأسباب ودوافع مذهبية.. ويبقى الرأي الحاسم للمواطن التونسي في الاختييار بين:

 

  • الإعلامي ورجل الأعمال نبيل القروي، ويوصف بـ «صانع الرؤساء»، بحسب تعبير المحلل السياسي التونسي، جھاد الكلبوسي، فقد كان جزءا من المنظومة التي اشتغلت على وصول الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج في انتخابات 2014.. نبیل القروي القادم من عالم التدريب في التسويق والمبيعات بشركات متعددة الجنسیات إلى باحث عن السلطة في ربوع تونس، بعد أن حوّل نفسه إلى «نصیر الفقراء» الذين نجحوا في إيصاله إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسیة، و ھو في سجن المرناقیة أمام منافسین من حجم الثقیل. وفي انتخابات خطف فیھا القروي جزءا كبیرا من الأضواء، ولازال الصخب متواصل حتى بعد الافراج عنه منذ يومین لیلتحق بحملته للدور الثاني للرئاسية. فمنذ إعلان ترشحه للرئاسة أربك القروي حیتان الحكم الكبرى ما دفع بدوائر السلطة من محاولة التسريع بإقرار تعديل القانون الانتخابي لمنع مرور أي مترشح سخر العمل الخيري لخدمة أغراض سیاسیة لتكون الكلمة الفصل للرئیس الراحل الباجي قائد السبسي الذي رفض التوقیع على التعديلات ما مكن القروي من خوض معاركه السیاسیة بأريحیه مفرطة.

 

  • والأكاديمي أو «الرجل الغامض»، قيس سعيد، وھو المترشح المستقل واستاذ القانون الدستوري، والذي «فاجأ» الجمیع بعد أن حاز على المرتبة الأولى في الدور الأول للانتخابات الرئاسية، وترى الباحثة منال حرزي، أن هناك أسباب كثيرة، دفعت بأنصاره إلى اختیاره في الدور الأول من الانتخابات الرئاسیة، ورغم أن الرجل بعید عن الأحزاب السیاسیة والجمعيات المتنفذة فقد استطاع أن يفوز بثقة شريحة مھمة من الناخبين لا سیما من الشباب الذين راھنوا على نزاھته ورصید الثقة والاحترام و«نظافة الید » الذي عبد له الطريق للفوز في الدور الأول من الانتخابات الرئاسیة، والوصول إلى المنافسة جديا على الطريق إلى قصر قرطاج.. ومن أشهر تصريحاته، إنه يرى أن «عھد الأحزاب قد أفلس وولى»، وأنه ترشح انطلاقا من الشعور العمیق بالمسؤولیة والواجب تجاه الوطن وتجاه الشعب.

 

ويقول المحلل السياسي التونسي، صلاح الدين الجورشي، إن الرئيس القادم سيواجه صعوبات مع الحكومة والبرلمان، خاصة وأن للقروي علاقات متوترة مع كتل برلمانية عديدة ولاسيما حركة النهضة الإسلامية التي يتهمها بتوجيه شباب البلاد للقتال في دول خارجية إلى جانب الأصوليين.

 

  • وفي انتظار ما ستبوح به صناديق الاقتراع غدا.. ليصبح الاختبار أمام من يصل إلى قصر قرطاج، أن يثبت صدق شعاراته.

 

الدوائر السياسية والإعلامية في تونس، تشير إلى تحدي حقيقي، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما يتصل بمدى تعاون أو تفاعل هذه المؤسسات الرئيسية الثلاثة للسلطة السياسية: (رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة ومجلس نواب الشعب)، في الأسابيع القليلة المقبلة.. والراجح  أن دور رئيس الجمهورية الجديد، لن يكون تقنيا في كل هذا، ولكنه قد يلعب دورا هاما في التجميع إذا تمّ اللجوء إليه، بحسب تعبير المحلل السياسي التونسي زياد كريشان، وبدءا من قدرة البرلمان الجديد على إفراز حكومة قادرة على نيل ثقة مجلس نواب الشعب وعلى الحد الأدنى من ثقة القوى الاجتماعية والرأي العام ، وهذه الخطوة الأولى تعترضها عقبات، وقد تؤول الأمور، في صورة فشل الحزب الأول في تشكيل حكومة، إلى رئيس الجمهورية الجديد لاختيار الشخصية الأقدر على قيادة البلاد.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]