يبدو أن تونس تدخل العام الجديد 2021 باستعادة الوعي في الذكرى العاشرة للثورة، واكتشاف ضياع أهدافها، بحسب تعبير الرئيس التونسي قيس سعيد، مبررا صورة الواقع الراهن في تونس بفشل النظام السياسي، وفي المقدمة فشل البرلمان في مواجهة الأزمات التي تضرب البلاد، بعد أن بقيت الثورة في مفترق الطرق، مما يفرض حتمية تصحيح مسار الثورة.
حوار وطني للخروج من «النفق»
وفي خطوة وصفت في تونس بأنها محاولة لإنقاذ البلاد من تداعيات حالة الغليان الشعبي والتجاذبات السياسية، والخروج من «النفق» المظلم، وافق الرئيس التونسي، قيس سعيد، على مبادرة الاتحاد العام للشغل (أكبر منظمة عمالية في تونس)، بإجراء حوار وطني، وذلك بعد مرور قرابة شھر كامل على تاریخ تسلیم الاتحاد العام التونسي للشغل لرئیس الجمھوریة لمبادرته لتنظیم حوار وطني. وفي ظل تأزم جمیع النواحي السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة.
هيئة حكماء تحت إشراف رئاسة الجمهورية
وكشفت مصادر مقربة من قصر قرطاج الرئاسي، أن اللقاء الرسمي بین أمین عام الاتحاد نور الدین الطبوبي، ورئیس الدولة قيس سعيد، تناول مناقشة تفاصیل الحوار الوطني وكیفیة تفعیل مبادرة الاتحاد في ھذا الاتجاه، مطلع العام الجديد 2021 والانتھاء من المسار الترتیبي والتنظیمي لھذه المبادرة خاصة بعد المشاورات التي أجراھا الاتحاد مع عدد من المنظمات الوطنیة على غرار اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقلیدیة والرابطة التونسیة للدفاع عن حقوق الإنسان والھیئة الوطنیة للمحامین، ومجموعة كبیرة من الشخصیات المستقلة، فضلا عن اتصالات مكثفة أجراھا الاتحاد خلال الفترة القلیلة الماضیة مع أحزاب وكتل برلمانیة أطلعھا على مضمون المبادرة، التي تتضمن تشكیل ھیئة حكماء مكونة من كافّة الاختصاصات من الشخصیات الوطنیة المستقلّة تعمل تحت إشراف رئاسة الجمھوریة
إقصاء «صوت التكفير في البرلمان التونسي برعاية الإخوان»
وأكدت المصادر الرئاسية التونسية، أن الرئيس قيس سعيد، ّشدد على ضرورة إقصاء الفاسدین من الحوار الوطني، وأن لن يتم الحوار الوطني على الطریقة التقلیدیة. علما أن اتحاد الشغل یشترط عدم مشاركةالأطراف الداعمة للعنف وللخطاب التكفیري وعلى رأسھم ائتلاف الكرامة، المعروف بأنه «صوت التكفير في البرلمان التونسي برعاية الإخوان»
إضرابات عامة «جھویة» خلال الشھر الجاري
توقیت الإعداد للحوار الوطني، جاء في وقت یشھد فيه المشھدان السياسي والاجتماعي غلیانا مستمرا، كما برمج عدد من الاتحادات الجھویة للشغل إضرابات عامة جھویة خلال الشھر الجاري، يناير/ كانون الثاني، تشمل عدة ولایات مثل إضراب ولایة قفصة، الخميس المقبل، 7 يناير/ كانون الثاني، وإضراب ولایة صفاقس یوم 12 يناير، واضراب ولایة توزر، واضراب ولایة القصرین یوم 26 يناير.
أزمة ضياع أهداف الثورة
ويرى خبراء وسياسيون وحزبيون في تونس، أن المتغيرات المرتقبة داخل المشهد السياسي العام في تونس، تأتي بعد أن ضاعت أهداف الثورة، وهي الحقيقة الثابتة التي توصل إليها الرئيس قيس سعيد، خاصة وأن البلاد تئن تحت وطأة الأزمات الاجتماعیة والاقتصادیة، ومازال المواطن یدفع ضریبة المھاترات والمراھقة السیاسیة لأغلبیة مكونات الطیف الحزبي، ووضع ھش خلّف حالة من الیأس لدى فئات واسعة من شعب ظن بالثورة خیرا، والتونسیون الیوم، بحسب تعبير المحلل السياسي التونسي، وجيه الوافي، أمام خیارین إما الصمت وتحمل حماقات الحكام وإما إشعال لھیب ثورة غیر محمودة العواقب والنتائج.