تونس تكتب نهاية «ربيع الإخوان».. وتوقعات بحل البرلمان وانتخابات مبكرة

تعيش تونس لحظة فارقة في تاريخها المعاصر بعد قرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد الاستثنائية المتعلقة بتجميد البرلمان لمدة 30 يوما، وإقالة حكومة المشيشي، ورفع الحصانة عن النواب، وتوليه السلطة التنفيذية، بسبب  ما وصفه بـ «وجود مخاطر عالية على الدولة»، لتدخل بذلك البلاد في مرحلة مفصلية وفي مسار سياسي ودستوري جديد.

  • وتطالب المنظمات الوطنية الكبرى في تونس والمجتمع المدني، بإقرار خارطة طريق تشاركية وواضحة المعالم تحدد أفق المرحلة الجديدة والإصلاحات السياسية والقانونية والاقتصادية المطلوبة والمنسجمة مع مطالب الحراك الشعبي.

 


الحراك المغربي يدعم تونس

ويراقب العالم التحولات الحاصلة في تونس.. وبينما يحمل الحراك المغاربي تجاه ما يحصل في تونس، مؤشرات عديدة من بينها أهمية تونس كبلد مجاور تجمعه بدول المنطقة علاقات تاريخية وجيوسياسية هامة وأن هناك مصيرا مشتركا يحتّم على بلدان المنطقة التشاور في التحديات المشتركة . فيما رأي البعض الآخر ان هذه الزيارات من (وزيري خارجية المغرب والجزائر)  تحمل رسائل دعم لتونس في مسارها الجديد.

طي صفحة «ربيع الإخوان»

وينظر البعض إلى أن ما حدث في تونس كان مسارا طبيعيا لطي صفحة ما يمكن تسميته بـ «ربيع الاخوان» والذي أوصل الإسلاميين إلى الحكم في المنطقة مع ثورات ما يسمى بـ«الربيع العربي»، بحسب تعبير الباحثة التونسية، روعة قاسم،، والمعلوم أن هذه الحركات الإسلامية حاولت الاستفادة – قدر الإمكان ـ من التحولات الدائرة آنذاك للوصول الى الحكم، ولكن رياح الديمقراطية نفسها كانت تحمل معها تحديات عالية، فقد فشلت المنظومة السياسية – والتي حكمت طيلة عشر سنوات – في جرّ سفينة تونس إلى برّ الأمان ولم تتمكن من الإنصات لصوت الشباب ومطالبة، فارتفعت البطالة وتدهورت المؤشرات المالية والاقتصادية وعادت المحسوبيات مع اختلاف الحاكمين ، وتوقفت عجلة الإنتاج وتراجعت نسب النمو مع ارتفاع في نسب التضخم وغلاء المعيشة.

الإخوان ولعبة  المحاور الإقليمية والدولية

وكان واضحا  ان الطبقة الحاكمة، بحسب صحيفة المغرب التونسية، أدخلت البلاد في لعبة محاور إقليمية ودولية وجعلتها جزءا من الصراع الدائر بين منظومة «الإخوان المسلمين» والمعارضين لها، وغيرها من المحاور والصراعات الإقليمية والدولية. وغاب عن هؤلاء بأن تونس لها تاريخ استثنائي ولها خصوصية في كل التجارب التي خاضتها في مختلف مراحلها التاريخية الأكثر صعوبة، فتونس فرحات حشاد وبورقيبة والدغباجي و التي حررت أرضها من الاستعمار الفرنسي وقدمت شهداء فداء للوطن، والتي يتغنى جيشها الوطني بأنه حامي الديار، لا يمكن ان تقبل بالخروج من دائرة خصوصيتها وارثها المجتمعي وأصالتها.

مناورة إخوانية «حوار جاد» !

اعتبر كثيرون أن بداية نهاية هذه الحركات الاخوانية إقليميا كانت في مصر، ولكن مع اختلاف كبير في ما يتعلق بطريقة إنهاء هذا الحكم. لذلك لم يكن مستغربا بان تخرج جماعة الإخوان المسلمين وتدلي بدلوها فيما يحصل بتونس داعية الرئيس قيس سعيد، والقوى التونسية إلى «حوار جاد». وقالت الجماعة في بيان عبر موقعها الإلكتروني إنها «تتابع بأسف بالغ تطورات الأحداث المفاجئة الجارية في تونس»،وتابعت: «نناشد الشعب التونسي بكافة قواه السياسية والمجتمعية، بمن فيهم الرئيس والبرلمان والحكومة، إلى التداعي إلى حوار جاد»..ويرى المكتب التنفيذي لحركة النهضة أن البلاد تحتاج إلى إدارة حوار وطني ورسم خيارات جماعية قادرة على إخراج البلاد من جميع أزماتها، واعتبر أن الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية غير دستوريّة وتمثل انقلابا على الدستور والمؤسسات!!

تحولات تاريخية في تونس

واليوم تونس مقبلة على  تحولات تاريخية، فالشعب الذي ثار منذ 10 سنوات على النظام السابق وأحرق مقرات التجمع المنحل، ثار اليوم على حركة النهضة وقام بحرق مقراتها يوم 25  يوليو / تموز الجاري، وتكسير لافتاتها، فالحركة التي وضعها قيس سعيد في موضع تسلل تبحث عن مخرج للخروج بأخف الأضرار وعدم فقدان المزيد من شعبيتها التي يبدو أنها قد خسرتها لتعيش خلال الـ48 ساعة الأخيرة على وقع  تصدعات  كبرى داخلها عبر تتالي الاجتماعات والمشاورات وما زاد الأمر تعقيدا انقسام المواقف بين قياداتها.

مواجهة فير مضمونة

ولم تبق أمام حركة النهضة، بحسب تقرير الصحيفة التونسية،  إلا خيارات محدودة جدا فهي تدرك جيدا أن مواجهتها لقرارات قيس سعيد وللشارع التونسي غير مضمونة بل ستعود بالخسارة عليها لتدعو من جديد إلى حوار وطني، وقد أحدث قرار تفعيل الفصل 80 زلزالا داخل حركة النهضة عزز الانقسام داخلها، حيث اختلفت المواقف بين قياداتها بين مساند لقرارات رئيس الدولة ورافض لها واعتبارها انقلابا على الشرعية وعلى الدستور..ولكن الواضح أن أغلب قيادات النهضة ترى أن الحركة تحتاج إلى وقفة تأمل ومراجعة حقيقية وجدية لمواصلة مسيرتها السياسية، والمطلوب منها اليوم ليس التصعيد والمواجهة لأنها غير مضمونة النتائج،

  • وفي انتظار انتهاء المدة الزمنية للإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها سعيد والمحددة بـ30 يوما، فإن الحركة في ترقب بل في خوف من القرارات والمراسيم التي يمكن أن يصدرها رئيس الدولة في الساعات القادمة، لاسيما وأن قائمة المساندين للرئيس باقية وتتوسع وطنيا ودوليا أمام تضييق الخناق عليها.

النهضة الإخوانية «وحيدة» في الساحة

ويؤكد المحلل السياسي التونسي، صلاح الدين الجورشي، أن النهضة بصدد تغيير موقفها إذ أصبحت تبحث عن حلول سياسية، وداخل الحركة أصوات متعددة تعتقد أنه قد آن الآوان للقيام بمراجعات ونقد ذاتي لمشاركتها وممارساتها على امتداد الـ 10 سنوات الأخيرة وان تعترف بأخطائها.. ويرى«الجورشي»، أن النهضة عاجزة عن القيام بأي ضغط سياسي ومنحى تصاعدي أو الخروج للشارع لأن  تونس تعيش اليوم وضعا مختلفا تماما عما سبقه، غير ان ذلك لا يعني ان الحركة تخلت عن  مطالبها السياسية لكنها تراعي موازين القوى ووضعها الجديد حيث تجد نفسها وحيدة فيما طرحته من خطاب.

لا عودة للبرلمان

ويؤكد المحلل السياسي التونسي، أن هناك احتمالا كبيرا لتمديد الإجرارءات الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية، والتي ستحددها إجراءات أخرى، مشيرا إلى أن عودة البرلمان  غير واردة.. مؤكدا عدم اعتقاده بأن الرئيس قيس سعيد يفكر في إعادة نشاط البرلمان بل يفكر في صياغة آلية تنقل البلاد إلى مرحلة جديدة وربما تكون انتخابات سابقة لأوانها..مضيفا: إن رئس الجمهورية وحده من سيحدد تلك الآلية  وكذلك الحوار الذي سينطلق في المرحلة المقبلة.

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]