تونس… قيس يرفض التحالفات والقروي يحشد و النهضة تعلن عن خطة الإنقاذ
أكدت النتائج الرسمية في تونس مواجهة غير متوقعة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، بين الاكاديمي المحافظ قيس سعيد والمرشح التونسي نبيل القروي.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تقدم سعيد ب 18,4 في المئة من الاصوات أمام القروي 15,58 في المئة.
وأوضحت الهيئة، أن الدور الثاني من الاقتراع سينظم أما في 6 اكتوبر، أي بالتزامن مع الانتخابات التشريعية، أو في 13 اكتوبر، وذلك وقفاً على الطعون التي ستقدّم في النتيجة.
ولم يحصل مرشح حركة النهضة في الاقتراع الرئاسي عبد الفتاح مورو، سوى على 12,8 بالمئة من الاصوات، ما يؤكد تدهور شعبية أنصار النهضة منذ العام 2011.
أما بالنسبة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته يوسف الشاهد، فقد احتل المركز الخامس جامعا فقط 7,4 في المئة.وبلغت نسبة المشاركة النهائية 49 في المئة.
لا تأثير للمخالفات الانتخابية
قال رئيس الهيئة نبيل بفون بعد تساؤلات حول احتمال تنحية القروي بزعم انتهاكه قانون الانتخابات إنّ “المخالفات لم تكن جوهرية ولا حاسمة في الحملة الانتخابية أو يوم الاقتراع للقول بأنها غيرت في مجرى الانتخابات أو أثّرت على نتيجتها”.
وأوضح أنّ “الجرائم الانتخابية يتم النظر فيها عبر إحدى هذه الوسائل: أن يحكم القضاء بالخطية أو بالسجن أو بعدم وجود جريمة. أن تكون من مشمولات القضاء المالي عندما تكون في علاقة بتمويل الحملة. أن تتولى الهيئة إسقاط الأصوات”.
إشادات دولية
من جهتها، أكدت بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي الثلاثاء أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كانت “شفافة”.
ومع ذلك، طالبت بان يحصل المرشحون على “الفرص الكاملة والمتساوية” في الحملة الانتخابية، في إشارة واضحة إلى القروي.
وعنونت صحيفة “لوكوتديان” اليومية الناطقة بالفرنسية “قال التونسيون كلمتهم” معتبرة ان الناخبين صوتوا للمرشحين اللذين قاما بحملة انتخابية ضد النخب السياسية. وكتبت “لقد فضلوا القفز في المجهول بدلا من مد اليد مرة أخرى لمن خانوا تطلعاتهم”.
قيس سعيد يرفض التحالف
في أول تعليق له بعد إعلان النتائج الرسمية في أولى جولات انتخابات الرئاسة التونسية أكد المرشح المستقل وأستاذ القانون قيس سعيد الذي حصل على أعلى نسبة تصويت بين المترشحين على انتخابات الرئاسة أنه سيعمل من أجل جميع مكونات المجتمع التونسي.
وأضاف قيس سعيد ، أنه سينتهز الفرصة التي قد تتاح له في رئاسة تونس للعمل على تحويل بلاده من دولة القانون إلى مجتمع القانون.
وعن إمكانية عقد تحالفات انتخابية قال سعيد، “ليس هناك تحالف بين أحزاب سياسية أو مع حزب أو ائتلاف أحزاب، هناك مشروع”.
وأضاف “كلّ من يريد الانضمام إليه حرّ في القيام بذلك”.
القروي يحشد
أكد حاتم المليكي، المتحدث الرسمي باسم نبيل القروي، في تصريحات خاصة لـ”الغد”، أنه في حال فوز القروي بالانتخابات يتسلم مهام الرئاسة ويطلق سراحه آليًّا.
وطالب حزب قلب تونس بسرعة الإفراج عن مرشحه للرئاسة قطب الإعلام نبيل القروي.
ويستعد حزب “قلب تونس” بزعامة نبيل القروي،إلى التعبئة للانتخابات التشريعية المقررة في 6 تشرين الأول/أكتوبر المقبل وأيضا الحشد الانتخابي لرئيس الحزب نبيل القروي
وقال حاتم المليكي المتحدّث باسم القروي “نأمل جميعاً أن تسمح الجولة الثانية للتونسيين باختيار ممثّليهم في البرلمان ورئيس الجمهورية التونسية”.
خطة النهضة
هزيمة حركة النهضة في الانتخابات الرئاسية دفعته إلى الإعلان عن خطة الإنقاذ من خلال الانتخابات التشرعية حيث دعا رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي يخوض للمرة الأولى الانتخابات التشريعية، أنصاره للإقبال بأعداد كبيرة على صناديق الاقتراع حتى تكون لحزب النهضة حصة وازنة في تشكيل الحكومة المقبلة.
وقال الغنوشي إنّ الأمر يرجع إلى مجلس شورى الحزب تحديد أيّ من المرشّحين سيؤيد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وكان مرشّح حزب النهضة للانتخابات الرئاسية عبد الفتاح مورو حلّ في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات بحصوله على 12,9% من الأصوات.
عقاب الأحزاب
نتائج الانتخابات التونسية ضربة لأحزاب السياسية وهو ما أكده الكاتب الصحفي محمد اليوسفي، أن “الشعب التونسي عاقب الطبقة السياسية التي احتقرت المواطن وأساءت للثورة التونسية”.
وأضاف اليوسفي ، في حوار له مع برنامج “تونس تنتخب” ، أن ” قيس سعيد هو ظاهرة اجتماعية وسياسية تحتاج لتمعن، فهو الحصان الأسود الذي يعمل لحساب المواطن وأعماق الشارع التونسي والمهمشين”.
أزمة اليسار
كشفت نتائج الانتخابات التونسية عن تراجع اليسار وهو ما أكدته المحامية والإعلامية وفاء الشاذلي قائلة، أن “الشارع التونسي أصبح يميل للمستقلين وليس الحزبيين وذلك ظهر بقوة في نتائج الانتخابات التونسية”.
وأضافت الشاذلي، خلال حوار لها في برنامج “تونس تنتخب”، أن “اليسار يعيش أزمة حالة من التشرذم، رغم أن الخطاب اليساري يصل إلى الجامعات والمظاهرات لكنه لم يصل بعد إلى الطبقات الشعبية”.
وأكملت الشاذلي، أن “الإسلام السياسي ضُرب بصندوق الانتخابات، والشارع التونسي توقع ذلك رغم أن العالم تفاجئ بتلك الحقيقة”.
القديم يتجدد
في تحليل لمستقبل الحياة السياسية بعد الزلزال الانتخابي قالالمحلل السياسي حبيب بوعجيلة، إن “المزاج الاجتماعي في الشارع التونسي يشتاق إلى رجل نظيف بعيدا عن المعترك السياسي”.
وأضاف بوعجيلة ، في تصريحات له خلال لقائه في برنامج تونس تنتخب ، أن ” اليسار عليه قراءة نتائج الانتخابات الرئاسية جيدا ويعيد تقييم نفسه من جديد، فهو لم يحصل إلا 2 % وهو أمر مزعج للغاية ، فالديمقراطية تحتاج إلى التيار اليساري”.
وأوضح بوعجيلة ، أن “الانتخابات التونسية رسالتها لنا أن هناك قديم سوف يتجدد ، وهناك أيضا جديد يسير بإيجابية فلم تعد المعادلة مثلما كانت في الماضي”.