سجالات عميقة تشهدها الساحة السياسية التونسية على خلفية صدام بين (الرئاسة التونسية) بقيادة قيس سعيد، و(حركة النهضة) التي يتزعمها رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وحلفائها في البرلمان وفي مقدمتهم (ائتلاف الكرامة) الذي هدد بسحب الثقة من الرئيس.
وفي المقابل اتهامات للنهضة ومناصريها بعرقلة مسار الإصلاح في تونس والتشويش على دور الرئيس وتحجيم صلاحياته عبر اختراقها كل المؤسسات المهمة فى البلاد.
في خضم هذه التطورات تجددت دعوات للخروج في مظاهرات للمطالبة بحل البرلمان، وإسقاط الحكومة.
وفي هذا السياق، قال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور خالد عبيد، إن الرئيس التونسي، قيس سعيد يلمح أكثر مما يوضح، مشيرا إلى أنه ليس مدينا لحركة النهضة في الوصول إلى قصر قرطاج.
وأوضح الأكاديمي أن التونسيين هم الذين انخرطوا وصوتوا للرئيس التونسي، مؤكدا أن هناك أزمة مكتومة بين رئيس البرلمان، راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية، قيس سعيد.
ويرى أن الخبراء والمطلعين على الأمور يعلمون أن حديث قيس سعيد كان موجهًا لحركة النهضة.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، بلحسن اليحياوي، إن “ائتلاف الكرامة” يعيش حالة من المراهقة السياسية، مؤكدا أنه لا يجوز لأي حزب سحب الثقة من الرئيس قيس سعيد الذي رشحه أكثر من 3 ملايين مواطن تونسي.
وأوضح أن “جائحة كورونا” غطت على الخلافات السياسية الدائرة في تونس، المتمثلة في الرئاسيات الثلاث وهي رئاسة الحكومة، ورئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان، مؤكدا أن معركة نفوذ وسيطرة على الواقع السياسي.
كما شدد المحلل السياسي أن الجيش التونسي لم يدخل اللعبة السياسية، وأنه كان محافظا على الدستور والشعب التونسي، مشيرا إلى أن الرئيس قيس سعيد أراد أن يذكر بعض الناسين أنه قائد للقوات المسلحة.
وقال الرئيس التونسى، أمام وزير دفاعه عماد الحزقي وأعضاء المجلس الأعلى للجيش: «لم نكن ولن نكون دعاة فوضى أو دعاة خروج عن الشرعية، ولكن من حق أيّ كان من المواطنين أن يطالب بأن تتقابل الشرعية مع المشروعية الشعبية».
