خلال عام تقريبا مضي، لم تسيطر حركة طالبان على إدارة أفغانستان فحسب، بل سيطرت أيضا على ثروة هائلة من الموارد الطبيعية قد تحدث طفرة في مستقبل هذا البلد.
فبحسب موقع “كوارتز” للأبحاث الاقتصادية، فإن الأراضي الأفغانية تحتفظ برواسب ضخمة من معادن لا غنى عنها في كثير من الصناعات.
كما أن وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت مذكرة داخلية في العام 2010 أكد أن كنز الليثيوم الذي يبحث عنه العالم منذ عقود تواريه رمال أراضي أفغانستان وذلك عقب اكتشاف ثروة معدنية تقدر قيمتها بما لا يقل عن تريليون دولار.
بل إن تقارير أمريكية تقدر قيمة موارد الليثيوم بثلاثة تريليونات دولار في ثلاث ولايات أفغانية فقط.
والليثيوم معدن أساسي في إنتاج السيارات الكهربائية وبطاريات الطاقة المتجددة، ويعتقد أن أفغانستان تمتلك أكبر احتياطي منه في العالم.
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل إن أبحاثا أكدت أن أفغانستان تمتلك 60 مليون طن من النحاس، كثاني أكبر احتياطي في العالم، وأكثر من ملياري طن من خام الحديد.
ومناجم كبيرة من الذهب والزنك والزئبق فضلا عن مخزون أحجار كريمة غير محدد، يقدر بمئات المليارات.
ويقول مسؤول سابق في لجنة مكافحة الفساد الأفغانية إن 40% من إيرادات هذه المناجم أو يزيد كانت تذهب إلى جيوب أمراء الحرب في أفغانستان، فاين تذهب هذه الايرادات الآن، بعد تولي طالبان زمام الأمور؟
ثروات أفغانستان
يرى مراقبون أن الغرب منح الصين هدية ثروات أفغانستان حيث أعلنت وزارة المناجم الأفغانية، أن البلاد لديها أكثر من 1400 منجم ثروات معدنية وأحجار كريمة.
وقد حاولت حكومات أفغانستان السابقة إبرام عقود تنقيب مع واشنطن لإطالة أمد الوجود الأمريكي، لكن بعد فشل إبرام العقود الأمريكية دخلت الصين على الخط من أجل التعدين في أفغانستان.
وتعد الصين حاليا أكبر مستثمر أجنبي في أفغانستان، بالإضافة إلى أن الصين هي أكبر منتج لليثيوم في العالم وقد تستمر لعقود بسبب عقود التعدين مع أفغانستان.
الهند وطالبان
تقارب على جسر بنته خلافات الماضي.. هكذا يمكن أن نعنون العلاقة الحالية ما بين الهند وحركة طالبان في ظل سعي نيودلهي إلى تحسين علاقاتها مع كابول.
فالتقارب بين الجانبين من شأنه أن يتيح للهند، الحصول على المعادن الأفغانية عبر ممر النقل الدولي الجديد.
فضلا عن أن، أفغانستان تشكّل بوابة رئيسية للهند إلى أسواق آسيا الوسطى.
بالإضافة إلى رغبة الهند في مواجهة النفوذ الباكستاني، في أفغانستان وحماية المصالح الهندية بالمنطقة.
كما يتيح التقارب مع طالبان للهند، مراقبة أنشطة الحركات المسلحة، حتى لا تهدد أمنها القومي انطلاقا من الأراضي الأفغانية.
وفي المقابل ترى حكومة طالبان في التقارب مع الهند، خطوة ضرورية للقبول الإقليمي، وبداي للحصول على الاعتراف الدولي المفقود.
وتحاول الهند حاليا أن تؤمن موطئ قدم لها في أفغانستان من خلال تقديم مساعدات إنسانية وتمويل مشروعات تنموية.
ومن المرجح أيضا أن تسمح الهند باستيراد المنتجات الزراعية الأفغانية واستئناف النقل الجوي من وإلى أفغانستان.
العلاقات بين الهند وطالبان
سبتمبر 2021
لقاء بين مستشار الأمن القومي الهندي ورئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة
مايو 2022
مستشار الأمن القومي الهندي يدعو جيران أفغانستان على تقديم مساعدات لمكافحة الإرهاب في قمة أمنية إقليمية في طاجيكستان
2 يونيو 2022
وفد من كبار مسئولي الهند يسافر إلى كابول للقاء قادة طالبان
6 يونيو 2022
الهند تعلن إرسال مساعدات إنسانية إلى حكومة طالبان
23 يونيو 2022
الهند تعيد فتح بعثتها الدبلوماسية في أفغانستان
طالبان والتعدين
أكد الكاتب والباحث السياسي من نورد هاوزن ألمانيا فهيم سادات، أن أفغانستان لم تستفد من ثرواتها الطبيعية.
وأوضح سادات، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن دخل مجال التعدين هو الدخل الوحيد لنظام طالبان.
وأشار إلى أن حركة طالبان تستفيد من ثروات البلاد للصرف على المقاتلين، مؤكدا أن أفغانستان تواجه أزمة اقتصادية بسبب العقوبات إثر تعامل طالبان في ملف حقوق الإنسان.
فشل أمريكي
أكدت الكاتبة والباحثة السياسية من إسلام آباد لبني فرح خان، أن واشنطن فشلت في التنقيب عن الليثيوم في الأراضي الأفغانية.
وأوضحت خان، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الصين تعمل جادة على الاستفادة من الليثيوم في أفغانستان عبر شركاتها.
وأشارت إلى أن حركة طالبان تدرك أهمية معدن الليثيوم في إنقاذ الاقتصاد والتقارب مع دول الغرب والصين وواشنطن.
انشغال واشنطن
أكد الكاتب الصحفي من واشنطن اريك هام، أن انشغال الولايات المتحدة بمحاربة تنظيم القاعدة وطالبان في أفغانستان شغلها عن البحث في معدن الليثيوم.
وأوضح هام، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن واشنطن انشغلت سنوات في مواجهة التمرد في الشارع الأفغاني والفوضى.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تبحث عن ثمن تدفعه أفغانستان مقابل مواجهة الإرهاب والحركات المسلحة.
الهند والصين
أكد الكاتب والباحث السياسي من من نيودلهي، سانجاي كابور، أن الصين تحاول عازمة التواصل مع حركة طالبان لكن يقف الوضع الأمني عائقا أمام بكين.
وأوضح كابور، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الصين مترددة على ضخ استثمارات ضخمة في أفغانستان بسبب مخاوفها الأمنية.
وأشار إلى أن الهند دائما تحظى بعلاقات تاريخية جيدة مع أفغانستان، مؤكدا أن السفير الهندي يلعب دورا في توطيد التعاون مع حركة طالبان.
وأضاف أن الهند سعت خلال الأشهر الماضية في تعزيز التجارة مع أفغانستان خاصة بعد التأكد من عدم تبيعة النظام الأفغاني لباكستان.
