ثورة العراق .. سقوط المحرمات في مدينة كربلاء

التساؤل المطروح داخل الدوائر السياسية في بغداد: هل ينجح العراق في استعادة عراقيته؟! هل تتحول الاحتجاجات الغاضبة إلى ثورة عراقية تعيد تصحيح الأوضاع في بلاد الرافدين بعد أن أسقط المحتجون المحرمات وما كان منها في دائر المقدسات المذهبية السياسية؟1.

المحللل السياسي العراقي، فاروق يوسف، يرى أن الشرعية الزائفة التي يتفاخر بها  السياسيون قد أطيح بها في أعظم استفتاء شعبي يشهده العراق “الحشود الشعبية المحتجة والغاضبة”، وإذا ما كانت الديمقراطية قد خانت الشعب فهو اليوم مصرا على إسقاط النظام من خلال أحد حقوقها وهو حق التظاهر السلمي. وهو ما لن يتمكن القتل من محو تأثيره على المستقبل.

وقال يوسف: “على عكس ما كان مشاعا من ميل عراقي إلى العنف، ها هو جيل جديد يُرسي قواعد معادلة جديدة يكشف من خلالها عن وعي سياسي متقدم، ولأول مرة في التاريخ السياسي المعاصر في العراق تقع ثورة من غير اللجوء إلى العنف”.

 

 

سقوط المحرمات في كربلاء

رسالة الشارع العراقي، كانت واضحة وحاسمة: لابد من إعادة النظر بالنظام الطائفي،ولا بد من إعادة النظر بهذا النظام القائم وتحديثه، وأن ما شهدته مدينة كربلاء الدينية «المقدسة» والرمز الشيعي الكبير، كشف عن سقوط المحرمات”.

ورصدت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إسقاط الشباب العراقي الشيعي للمحرمات، وبصورة تترجم توجه الشعب العراقي للخلاص من تراكمات سنوات ما بعد 2003 والسقوط تحت النفوذين الإيراني والأمريكي، وأن غضب الشباب الشيعي على طهرانن، بدا واضحا وصارخا في مدينة كربلاء، حيث ضريح الإمام الحسين بن علي.

وقالت الصحيفة الفرنسية، إن التعرض لإيران حامية الأحزاب والميليشيات الشيعية الحاكمة منذ 2003 يعتبر بحد ذاته ثورة، وقد أسقط جيل الشباب المحرمات، وقد مزقوا وحرقوا صور خامئني وروحاني ومرجعيات دينية عراقية، وفي تصرف غير مسبوق وغير متوقع.

 

المرجعية الدينية وُضعت على الرف

سياسيون ومحللون عراقيون، يؤكدون أنه صار واضحا للإيرانيين أن وجودهم في العراق غير مرحب به، كما أن المرجعية التي طالما راهن عليها السياسيون قد وُضعت على الرف ولم يُعد أحد من العراقيين ينظر إلى دورها بتقدير، وأن الفقر الذي أرادوا تطبيعه هو القوة التي تتحرك لسحق ما أراده الطائفيون قانونا ثابتا.

وبالرغم من أن انتفاضة الشباب في العراق لم تكن صدى مباشرا للفقر، غير أن الفقر كان واحدا من أسئلتها العظيمة، وهو دافع يستحق أن نتوقف عنده في بلد ثري كالعراق، بحسب تعبير المفكر العراقي فاروق يوسف. ويشعر العراقيون أنهم وقعوا ضحية لمؤامرة، كانت الديمقراطية المزيفة واحدا من وجوهها، لذلك فإن أي اصلاح تقوم به الحكومة لبنيتها لن يرضيهم. لقد مضى زمن الإصلاحات، ولن تنفع نصائح المرجعية الدينية في شيء بعد أن افتضح تبنيها للفاسدين عبر السنوات العجاف الماضية.

 

الطوفان قادم ولا منجى حينئذ

الأزمة العراقية تمر من عنق زجاجة، ولم يعد الصمت ممكناً، ولم يعد أمام الحكومة والبرلمان ورئيس الجمهورية إلا التدخل لمنع ووقف نزيف الدم العراقي، كما يرى المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة الصباج الجديد العراقية، إسماعيل زاير، ولم يعد أمام العراقيين سوى الثورة على ما يحصل من ردود أفعال تقدمها الطبقة السياسية الحاكمة التي تختبئ خلف جدران الوزارات والدوائر والبرلمان لتتجنب الحساب أمام الشعب.

ويرى «زاير»، إذا استمرت عملية التغاضي والتجاهل من قبل القيادات السياسية لمطالب الناس فلا ريب أن الطوفان قادم ولا منجى حينئذٍ منه، فالشعب العراقي، ولا سيما الجيل الجديد الشاب الذي مرّغت القيادات الحزبية أنفه بالتراب وجوعته وأذلته وجعلته قريب من الاستجداء، هذا الجيل هو السيد وهو الكبير الآن.

 

دقت ساعة الحساب وانتهى زمن الصمت

الدوائر السياسية في بغداد ، تؤكد أن العراقيين خرجوا غاضبين محتجين في محاولة لاستعادة الوطن، واستعادة العراق لـ «عراقيته»، وأن الدماء التي سالت في ساحات التظاهرات، لن يذهب ثمنها سدى ، بل ستحقق الهدف طال الأمد او قصر، بعد أن كشف شباب العراق عن وعي سياسي وطني يرفض نظام تأسس على الطائفية والعرقية وتحت نفوذ دولتين، أمريكا وإيران، وقد دقت ساعة الحساب وانتهى زمن الصمت والانكسار أمام تغول ميليشيات الطائفية السياسية والمحاصصة البغيضة».

  • واشتعال الشارع العراقي، لن يهدأ بتنفيذ خطوات، إعفاء رئيس الحكومة،عبد المهدي، وحل البرلمان، ولكن الحل يبدأ بهذا، بحسب تعبير رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد، ويتعين الإنطلاق إلى فضاء الإصلاح الشامل ابتداءً بتعديل الدستور، وإجراء انتخابات جديدة، وفي هذه الحالة فإن  هذه الكتل السياسية تعرف أنها ستخسر الكثير من شعبيتها وتديّنها المزيفين وستفسح المجال لمجيئ قوى أخرى شابة وممثلين أكثر قبولاً لدى الشعب الثائر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]