ثورة على الأحزاب والطائفية والفساد فى العراق

لليوم الثامن علي التوالي تشهد المحافظات العراقية، احتجاجات ساخنة، علي تردي الخدمات وانتشار الفساد والمطالبة بإجراء إصلاحات جذرية، بدأت من محافظات جنوب العراق الشيعية، وانفجرت موجة المظاهرات لتمتد إلى  بغداد وباقي المحافظات العراقية، تحمل شعارات ضد الأحزاب السياسية، والطائفية والفساد والمفسدين، والتدحلات الخارجية، وسقوط العراق تحت وصاية نفوذ خارجي، وتهتف بسقوط الطائفية والأحزاب.

 

 

ثورة شعبية

وترى الدوائر السياسية في بغداد، أن العراق يشهد «ثورة شعبية» وليس مجرد تظاهرات احتجاجية، بعد أن صبر الشعب طويلا على السطو على مكتسبات الوطن وموارده، على حساب الشعب الذي يعاني مشاكل وأزمات معيشية صعبة، وهو ما انعكس أولا على المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، والتي شهدت عزوفا جماهيريا.. وثانيا كان مجرد «أمل» قائم مع تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن الشعب العراقي صدم بمناورات الطائفية والمحاصصة وتدخلات أمريكية وإيرانية في مشاورات تشكيل الحكومة، كل دولة حسب مصالحها ومناطق نفوذها في العراق.

 

 

ويستخدم محلّلون كثيرون في العراق، تعبير «ثورة الجياع» لتوصيف حركة الاحتجاجات الجماهيرية الكبيرة الجارية حالياً في العراق، وهو توصيف صحيح بالتأكيد لكنّه لا يقدّم تفسيرا لسبب جوع سكان أحد البلدان الأكثر غنى بالثروة النفطية في العالم، كما لو أن هذا الجوع كارثة طبيعية مقدّرة على العراقيين الذين يحكمهم قدر مأساويّ.. ولكن «ثورة الجياع» عبرت عن رفض شعبي  للفساد وطائفة المفسدين في السلطة وعلى رأس الأحزاب ومؤسسات الدولة، وهو ما تجسد في لافتات وشعارات وهتافات عشرات الألاف من المتظاهرين الغاضبين، وقد فقدوا الأمل في مستقبل بلادهم.. وأن الاحتجاجات في المدن الشيعية، تشير إلى نقمة شعبية ضد الأحزاب الشيعية الحاكمة، ففي محافظة المثنى، أضرم المتظاهرون النيران في مقار أحزاب الدعوة والفضيلة وبدر والحكمة (أحزاب شيعية تحكم البلاد منذ 2003).. ونقلت وسائل الإعلام عن أحد المتظاهرين، أسامة عباس (25 عاما) وهو خريج جامعي عاطل عن العمل أيضاً، قائلا : «منذ سقوط صدام في 2003 وحتى الآن الشيء الحقيقي الوحيد الذي يقوله الساسة الشيعة هو أكاذيبهم».

 

 

الربيع العربي في العراق..في فصل الصيف

  • الثورة التي وصفها البعض بـ «هبة تموز»، يراها سياسييون ومفكرون عراقيون، صورة من الربيع العربي، ولكن في فصل الصيف، وفي شهر تموز / يوليو المشتعل بدرجات حرارة غير مسبوقة، كما أن هذه الاحتجاجات الحاشدة في المحافظات العراقية، غير مسبوقة أيضا، وهي إعلان للأحزاب السياسية بأن ترحل، وقد زاد من سوء الوضع أن البلاد بلا حكومة أو برلمان رغم انتهاء جولة الانتخابات، لأن القضاء أصدر حكماً بإعادة عد الأصوات فى عدد من الدوائر الانتخابية لشبهات تزوير يجرى التحقيق فى وقائعها، ولم تسلم أى من أحزاب الشيعة من غضب الجماهير التى تعتقد أن هذه الأحزاب تمثل مصالح إيران بأكثر من أن تمثل شعب العراق، ولهذا السبب أشعل المتظاهرون النار فى معظم مقار الأحزاب ما عدا جماعة الصدر، حيث وقف الزعيم مقتدى الصدر الذى كسب أغلبية مقاعد البرلمان فى الانتخابات الأخيرة فى صف المحتجين، مؤكداً «أن ما يشهده الجنوب الشيعى من انفجار شعبى هو فى جوهره ثورة على البؤس والجوع وثورة على أحزاب الشيعة، وثورة على تنامى سيطرة إيران على مقدرات الشعب العراقى».

 

 

 

 

 

  • وكان مقتدى الصدر أحد قادة العراق القلائل الذى رفض هيمنة إيران على أوضاع العراق، ورفض محاولات إيران قتل الهوية العراقية، كما تصدى للوجود والنفوذ الأمريكي في العراق.. كما ساند آية الله السيستانى المرجعية الشيعية العليا فى العراق المحتجين، مؤكداً أنه ليس من المقبول ولا من العدل أن البصرة المحافظة الغنية بالنفط تصبح أكثر المحافظات بؤساً فى العراق!

 

 

صحوة الوجه العربي للعراق

ويرى الكاتب المصري، مكرم محمد أحمد، أن ثورة شيعة الجنوب على الطائفية فى العراق ورفضهم كل الأحزاب الشيعية لأنها أقرب إلى إيران وأشد التصاقاً بالمصالح الإيرانية، يشكل علامة مهمة فى مسيرة العراق، كما يشكل ضربة قاسية للطائفية تؤكد أن استقرار العراق وتعزيز وحدته الوطنية رهن باستقلال إرادته السياسية وهويته الثقافية بصرف النظر عن أن الشيعة يشكلون المكون الأغلب للشعب العراقى، وعندما يثور شيعة الجنوب العراقى على هيمنة إيران على مقدرات العراق دون اعتبار للطائفية فتلك خطوة مهمة تؤكد أن الوجه العربى للعراق سوف يبقى أبداً أهم عناصر الشخصية العراقية.

 

 

  • ويؤكد مراقبون لأحداث الثورة الشعبية الغاضبة في المحافظات العراقية، أن جنوب العراق الشيعى اشتعل  بالثورة على الطائفية وهيمنة إيران على مقدرات الشعب العراقى، وخرجت الجماهير الثائرة فى البصرة والنجف وكربلاء وكل مدن الجنوب الشيعى تحرق وتدمر كل مقار الأحزاب الطائفية وأولها حزب الدعوة الذى ينتمى إليه حيدر العبادى رئيس الوزراء ونورى المالكى رئيس الوزراء السابق، لأن الحزب بات يمثل مصالح إيران بأكثر ما يمثل شعب العراق، ولأن الحزب عجز عن أن يوفر للناس الماء والكهرباء فى هذا الصيف الساخن، حيث تتجاوز درجة الحرارة 50 فى الظل.

 

 

 

استفتاء على رفض النظام السياسي القائم

انتفاضة العراقيين، تعتبر مقارّ الأحزاب السياسية، مراكز الفساد المهول الذي يعمّ العراق، ومنابع الصراع على السلطة والمحاصصة، وهذا استفتاء واضح على رفض النظام السياسي القائم.. والمفارقة أن عناصر هذه الأحزاب الدينية، التي تحوّلت إلى ميليشيات مسلّحة وصارت مهامها تتركز على جمع النفوذ والسلطة والمال، لا تجد حرجا في إطلاق النار على المتظاهرين الذين تدّعي تمثيلهم في البرلمان، والنطق باسمهم في الحكومة، فهي محصنة حين تنتهب مصالح العراقيين وتفقرهم وتصادر مستقبلهم وهي أيضا قادرة أيضا على سلبهم حياتهم لو حاولوا الاحتجاج عليها، في احتياز عجيب لسلطة القوّة التي هي خاصيّة الدول وأجهزتها الأمنية وليست مسؤولية الأحزاب السياسية، وبذلك ترتكب هذه الأحزاب الجرائم السياسية والأمنية من دون أن تخشى عقابا لأن النظام السياسي يؤمن لها الحماية، بحسب  تعبير الكاتب المصري مكرم محمد أحمد، وأنه من العجيب أن تبعيّة هذه الأحزاب المباشرة أو غير المباشرة لدولة أجنبية، إيران، هي أحد أسباب الحصانة الكبرى التي تتمتع بها، ليس تجاه المواطنين البؤساء فقط، بل أيضاً تجاه سلطات الدولة نفسها، التي لا تستطيع أن تشتبك مع هذه الأحزاب المتطرّفة لأنها لا تستطيع أن تقاوم نفوذ طهران الكبير الذي يدير شؤون البلاد من وراء الكواليس.

 

 

 

 

ومن جانبه قال رئيس الحكومة،حيدر العبادي، «نحتاج الى معلومات استخبارية دقيقة لعزل المواطنين الحقيقيين الذين يطالبون بحقوقهم عن من يعتدون على مؤسسات الدولة ويحرقونها»، مبيناً أن «هناك جهات من الجريمة المنظمة تحاول صبّ الزيت على النار»..واعتبر أن إخراج التظاهرات عن سياقاتها يمثل محاولة لـ«إرجاع البلد إلى الوراء».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]